بيضة ام كتيتي السودانية

هل نحن شعب يستحق الديمقراطية والحرية الكاملة.؟ في المبتدأ الديمقراطية مطلوبة لكل إنسان، لكن هل يمارسها من يمتلكها كما ينبغي؟ ولنأخذ السودان الحبيب وأهلنا السودانيين هل يأخذونها بحقِّها؟ لا أتحدث هنا عن الديمقراطية السياسية التي بها كلمات كُبار كُبار.. لكن أعني الديمقراطية البسيطة التي تدور حول إبداء الرأي الذي قلنا عليه: (العوج راي والعديل راي)! هل نقبل الرأي الآخر لو كان ضدنا حتّى ولو كنا الظالمين؟

السودانيون يرحمهم الله ? الرحمة تجوز على الحي والميت- يطبقون قصة بيضة أم كتيتي! وأم كتيتي طائر خرافي أو حيوان خرافي مش مهم. لكن مشكلتك لو وجدت بيضتها. فلو أخذتها لماتت أمك. ولو تركتها لمات أبوك. ولو كسرتها لمات الاثنان. هنا ندخل في لب الموضوع! ماذا نفعل في الحوار السياسي عندما نجد بيضة أم كتيتي؟

الحكومة والمؤتمر الوطني ومن معه من الأحزاب لهم مؤيدون خاصة في الأسافير، منهم من هو مستتر ومنهم من هو واضح ويعمل بالمثل القائل: (الراكب الجمل ما بغطي راسا). يدافع وينافح عن الحكومة ومصائبها ويقدِّم لها من التبريرات ما يندي له الجبين خجلاً، لكن يبدو أن جلدهم تخين لا يتأثرون بالكلمات واللكمات التي تطالهم من مهاجميهم، فكأني بهم يطبقون المثل القائل: (الكلاب تنبح والقافلة تسير).

المعارضة بما فيها من هنات ومثالب وعيوب لها جند محضرون. يهاجمون من يتكلم فيها بلا هوادة وعندهم أكلشيه جاهز يقولون لمخالفيهم في الرأي أنكم مع المؤتمر الوطني وكأن الوقوف مع المؤتمر الوطني جريمة تستحق القصاص. يواجهون من يختلف معهم في الرأي أنه يؤيد المؤتمر الوطني ولكن يخاف أن يظهر ما يُبطنه من تأييد! إن كان لفلان الحق في الوقوف مع الجبهة الثورية وتأييدها بكل ما أوتي بقوة ألا يحق لعلان أن يساند المؤتمر الوطني؟ لماذا حلال على بلابله الدوح * حرام على الطير من كل جنس؟ حلال لمؤيد الجبهة الثورية أن يتكلم قرفة شرطها عود، ولا يسمح في نفس الوقت لمؤيد المؤتمر الوطني بذات الحق؟

لو إفترضنا أن حكومة المؤتمر الوطني سقطت بحكم الواقع والأمر الرّبّاني (تؤتي المُلك من تشاء وتنزع المُلك ممن تشاء) هل سيسمح منسوبي الجبهة الثورية بقيام مؤيدي المؤتمر الوطني بتكوين حزب سياسي ينافسون به في الإنتخابات النزيهة الشّفّافة! التي ستقيمها حكومة الجبهة الثورية؟ الله أعلم وسيجدون من الأسباب الكثير لتبرير ما سيفعلونه مع أني لم أقل أنهم سيفعلون كذا أو كذا.

إستنكر كثيرون ما كتبه الأستاذ محمد حسنين هيكل: (عن أن السودان جغرافيا ولم يعد وطن بعد تنصهر فيه كل الجاليات القبلية المقيمة داخل الحدود الجغرافية لما يُسمى بالسودان). ولم يقبل الجميع حديث الأستاذ هيكل وتصدي له الكل بلا هوادة وقالوا في الرجل ما لم يقله الطيب مصطفى في باقان وعرمان. لكن.. كل الدلائل الماثلة أمام أعيننا تؤكد صحة حديث الأستاذ هيكل. نحن شعب لا نقبل ببعضنا البعض ولكل اسبابه. كل منا يرى أنه أحسن وأفضل وافهم وهلم جرا من قرينه ولكن لو سألته في ماذا ولماذا هو أفضل من فلان أو علان؟ فلن تجد إجابة سهلة تجري على لسانه ولكن أهو كلام والسلام.

فلنسأل أنفسنا بصراحة: هل تعدى السودان مرحلة القبليات بعد؟ هل يستطيع مرشح من منسوبي الجبهة الثورية من قبيلة الزغاوة أن يترشح في دائرة دنقلا الجنوبية ويفوز أو يحصل على نسبة من الأصوات تسمح له باسترداد تأمينه؟ هل يستطيع مرشح من قبيلة الجعليين الترشح في دائرة الضعين واسترداد تأمينه؟ الترشيح ممكن، لكن السؤال عن كم من الأصوات سيحصل عليه ذلك المرشح الغريب في تلك الدائرة خارج نطاق أهله؟ الزغاوي في دار الدناقلة والجعلي في دار الرزيقات؟

أنظروا لتعليقات قراء الراكوبة ومداخلاتهم على المواضيع التي ترد في الصحيفة. رأي في الشرق ورأي في الغرب.. ورأي في الشمال ورأي في الجنوب ورأي بلا إتجاه معروف. ورأي أهم هو رأي مجموعة: خالِف تُعرف. (العوج راي والعديل راي).

كباشي النور الصافي

تعليق واحد

  1. أخ الصافي بعد ان شرحت لنا مشكورا حكاية بيضة ام كتيتي و تطابقها مع الواقع السوداني لم توضح لنا كيفية التعامل مع هذه البيضة لنعكسه أيضا على واقعنا المر ، مما يجعلنا بان نسلم لهذا الواقع بكل مساوئه كتسليمنا لحكاية بيضة أم كتيتي أم نستدرك و نقول بان واقع السودان خرافي كبيضة ذلك الطائر و ان لا وجود في حقيقة الأمر لمثل هذا الواقع و إنما هو توهم و مختلق كما توهم الناس إختلاق قصة تلك البيضة ، أستاذنا الصافي نعيش واقع مر بالفعل و لكن من يعاني منه و هم أهلنا في بقاع السودان و على امثالكم تقع المسئوليه في إنتشالهم منه ليخطو خطوتهم الأولى في رحاب حياة العدل و المساوة الحقيقيان لأني لا أقصد حركة العدل و المساوة و أرجو أن تكون تلك الحركة تطلبهما لكل السودانيين في ارضهم الرحبة التي وسعتهم من قبل و بذلك تكون إسم على مسمى . و لقد قالها من قبل المفكر الإنسان الأستاذ محمود عندا قال ساوا السودانيين في الفقر حتى يتساووا في الغني . و ببساطة لا ن ما هو موجود لن يغني الجميع و لكن ببسطه عليهم جميعا سيتساوا في الفقر و عندما تتاح لهم الفرص بعدالة سيتساووا بعد ذلك في الغني ، ( العوج راي و العديل راي ،،، ) إسمح لي بالإقتباس ،،

  2. هل المؤتمر الوطني برنامج سياسي و فكرة حزبية تصب و تثري التنوع السياسي في السودان كما بقية الاحزاب انا أقول نعم و يجب أن ندعم كل الاحزاب و الحزبيين الذين لا ينتمون الى جهة معينة أو قبيلة او طائفة بعينها أو تنطلق من برامج خارجية لا تمت الى الحياة السودانية و هذا الذي نقول ما علاقتنا نحن بالبعث و الناصري و الشيوعية و غيرها و لا اعيب على فلانا أو علانا انتمائه لحزب المؤتمر الوطني كبرنامج عمل لكن ككل الاحزاب المؤتمر الوطني له تجربة شمولية سيئة و أخذت البلد في مناحي غير ما أعلن من برامج و اختلطت فيه الاهواء و المصالح الذاتية بعد السياسات الذاتية الضيقة لتمكين الفرد مما أدى الى ظهور لوردات المؤتمر الوطني الذين يلعبون بالمليشيات الخاصة و التسليح لهم و الفساد المالي الواسع و إغراق الذمم و كله باسم الدين و الدين منه براء فالناظر الى الحزبين الكبيرين الاتحادي و الامة سيقتنع بأنهما أصابتهما الشيخوخة و ما زالتا ترزحان في القيود الطائفية مما جعل منهما تكوينات ضعيفة أدى الى انشقاقهما و زيادة ضعفهما مما جعلهما ألعوبة في أيدي المؤتمرجيين كما أن نفس الحمى أصابت الاسلاميين لينشقوا الى فئتين عليه يا بنت أبوزيد التكوينات السياسية الحالية أضعف من الحكومة و الحكومة أضعف من التكوينات الحزبية و أخطر ما نمر به في السودان نظرية قسمة الثروة و السلطة و إلا سوف أقود حركة مسلحة ……………
    اسمحوا لي بالتعليق بافلرد الذي كيبته قبل سنة على الاخت نجاة ابوزيد و أضيف أن الجبهة الثورية برنامج حرب يمكن برعمته على نفسها لأنها لا تملك حلولا لمشاكل هذا البلد الذي يبدو أن من يمسك تلابيبه يرميه في شوك و صعاب اصعب من الذي قبله و هنا تموت نظرية الانصهار و هل تظن أننا في السودان قد قدنا ثورة بعد ؟؟؟ الثورات هي التي قادتها بلاد مثل الصين و الهند على الطريق بلا جبهة ثورية بلا ربيع عربي بلا بلا !!!

  3. أخ درديرى….حسب علمنا أن السودانى يقبل التفوق العلمى….ولايقبل الاحتكام على التفوق العرقى وهى لعمرك معايير مدنية راسخة فى السودان…فكل سودانى فرح وابتهج للمائة الاوائل حيثما كانت قبيلتهم وخصوصا اول الشهادة الفوراوى من القضارف…مشكلة السودانية مشكلة تشخيصية ماهو ال>ى نقبله الاحتكلم المدنى وماهو ال>ى لانقبله الاحتكام العشائرى….السودان على المستوى الشعبى يقدم العلم على العرق…فكل مساجد العاصمة ائمتها من دارفور.

  4. الأستاذ كباشى
    اسمح لى بالتعليق على مقولة الأستاذ محمد حسنين هيكل و رد الفعل عليها. لقد أثارت تلك المقوله هياجاً و استنكاراً واسعاً رغما عن انها مجرد ملاحظه من الأستاذ تعكس ما يراه، و لكن هل نستطيع أن نقول و نثبت أن المقوله خاطئه؟
    للأسف المقوله نفسها ليست من تأليف الأستاذ هيكل، حيث أنه “استعارها” من ونستون تشيرشل الذى قال قبل أكثر من ستين عاما معترضاً على منح الهند إستقلالهاأن “الهند محض جغرافيا، مثلها كمثل خط الإستواء، و أن الهنود لن يتمكنوا من حكم تلك البلاد”! أثبت الشعب الهندى و مازال خطأ تشيرشل. هل نستطيع إثبات خطأ هيكل؟؟؟

  5. إقتباس [ هل سيسمح منسوبي الجبهة الثورية بقيام مؤيدي المؤتمر الوطني بتكوين حزب سياسي ينافسون به في الإنتخابات النزيهة الشّفّافة! التي ستقيمها حكومة الجبهة الثورية؟]
    ياااااااااا كباشي النور الصافي طرحك لهذا السؤال مرفوض تماماَ هذا علي إعتبار أنك قمت بكتابته بحسن نية ونحن نفترض ذلك وإن لم يكن بحسن نية فإجابتنا ستكون كالأتي
    1- تنظيم الأخوان المسلمون تنظيم عالمي إستعماري قام بإغتيال الديموقراطية في بلادنا بعد أن إستولي علي السلطة بالخديعة وقوة السلاح ولذلك إزالة كل الأخوان المسلمون وتنظيماتهم المتفرعة من ذلك التنظيم هو الهدف الأول لتحرير الشعب السوداني
    2- إذا كنت تسمح بقيام حزب إنجليزي تركي مصري داخل ربوع السودان فسنترك حينها حزب المؤتمر الوطني ليتقدم للإنتخابات
    3- إذا سمحت للشيعة والبوذيين واليهود والنصاري بتكوين أحزاب ودخول الإنتخابات فسنترك الأخوان المسلمون ليخوضوا الإنتخابات .
    4- ثبت وبالدليل أن الأخوان المسلمون بكل تياراتهم لصوص سرقوا المال العام وقتلة ومغتصبيي نساء وأطفال ورجال وممارسي إرهاب فهل تظن أن يتركوا لينضموا لحزب لينقضوا علي السلطة مرة أخري !!! يا كباشي إن الديموقراطية هي الحرية وحريتك تنتهي حدودها عند حدود حرية الآخرين .وتنوع الآراء وإختلافها يثري النقاش ولا يولد البغضاء ويؤدي الي أفضل النتائج فكل من قال رأي عليه الدفاع عنه بالمنطق وقوة الحجة والبيان وحينها تأكد إننا سننهض بالسودان
    كلمة أخيرة ا بد منها إستخدامي لنون الجماعة تعنينا نحن أنا وإنت وأبوفاطمة وك تحياتي .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..