لتهيئة المناخ المعافى وبناء الثقة

* لسنا من عبدة النصوص التي يضعها بشر مثلنا، مهما كانت الراية التي يستظلون تحتها، كما تعلمنا منذ أن تفتح وعينا السياسي أنه” لاقداسة في السياسة”، لذلك فإننا نتعامل مع المتغيرات والمستجدات بذهن مفتوح وبمرونة تستوعب الرأي الاخر دون أن تلغي إقتناعنا الذاتي.
*لهذا كنا نرحب بأية دعوة للحوار من أجل الوصول إلى تسوية سياسية شاملة تضع الأساس الثابت لبناء مستقبل السودان الاتي وإن طال السفر، بل شاركنا فيما يلينا من حوار حول مستقبل الصحافة والإعلام، وأدلينا برأينا في ما ينبغي أن يكون عليه الحال لتحقيق الإصلاح الصحفي والإعلامي.
*نقول هذا بمناسبة الحراك الإيجابي الذي انتظم الساحة الساسية، وسط مخاوف وشكوك البعض و”فاولات” و”مقصات” البعض الاخر منذ أن طرحت مبادرة الحوار السوداني الشامل في بداية هذا العام، وقد سعينا مع غيرنا – في الحكومة والمعارضة – لدفع الحوار لتحقيق غاياته المرجوة في الإصلاح السياسي والإقتصادي والأمني والتغيير المنشود.
*باركنا التوجه الإيجابي الذي تبلور في اللقاء التشاوري الذي عقد بعد ذلك بقاعة الصداقة بالخرطوم لإقناع المتحفظين على الحوار للحاق بركبه، وطالبنا بدفع استحقات الحوار الجاد، لكن للأسف مع كل خطوة إيجابية تفجعنا خطوات معرقلة، ما زلنا نطمح في معالجتها لصالح إنجاح الحوار المتعثر.
*نقول هذا بمناسبة ماتم يوم الجمعة الماضية في أديس أببا بين مجموعة لجنة الحوار ومجموعة إعلان باريس – بغض النظر عن من وقع ومن يمثل – فالأهم في رأينا الروح الإيجابية التي تبلورت في أديس، مؤكدة أن الحل السياسي الشامل هو الخيار الأمثل.
*لسنا في حاجة إلى إعادة نشر ما تم الإتفاق عليه، وهو لم يخرج من المطلوبات اللازمة لدفع الحوار الوطني في مساره الصحيح وبناء العملية الدستورية عبر إتفاق أهل السودان بلا إستثناء أو عزل أوهيمنة احادية من أي طرف من الأطراف.
*إننا نساند التوجه الإيجابي الذي بدر في تصريحات بعض قادة المؤتمر الوطني الذين من حقهم دراسة ماتم في أديس، بعيداً عن الأحكام المسبقة التي فرقت أهل السودان الأكثر حاجة للإتفاق على حل سلمي شامل يعالج الإختلالات السياسية والإقتصادية والأمنية ويفتح الطريق أمام التغيير السلمي المنشود.
*لم يعد هناك وقت للمناورة ومحاولة كسب الوقت ، ولابد من إستعجال خطوات تهيئة المناخ الصحي المعافى لوقف نزف الدم السوداني، ومعالجة الأوضاع الإنسانية في المناطق التي تضررت بالنزاعات المسلحة، وتعزيز الحريات السياسية والصحفية، وإطلاق سراح المعتقلين والمحوكومين السياسيين، وإستعجال الجلوس سويا لتحقيق الحل السياسي السلمي الشامل في كل ربوع السودان الباقي.
يا نور الدين يا مدني، ياخي ما ممكن تكتب سنين و دنين و لا تقول شيئا، ياخي شوف لك شغلة غير الصحافة دي او اكتب في المليان و سيبك من إيثار السلامة و عدم مسك العصا من نصفها او حتى من طرفها.