هل كفكف الشمال دموعه؟ا

هل كفكف الشمال دموعه؟

عبد اللطيف البوني
[email protected]

افتتح السيد رئيس الجمهورية يوم الاحد الاول من امس كبري الدبة/ ارقي وبذا تكون الولاية الشمالية بها ثلاثة كباري جديدة فمن قبل كان كبري مروي/ كريمة ثم كبري دنقلا/ السليم واذا اضفنا كباري ولاية نهر النيل تكون حصيلة الكباري على نهر النيل معتبرة فهناك كبري المتمة / شندي ثم كبري ام الطيور/ عطبرة بالاضافة للكبريين القديم والجديد على نهر عطبرة فهذان لعموم اهل السودان لانهما يؤديان الي بورتسودان وان كان اي كبري في اي مكان من السودان لعموم اهل السودان فالكباري بنية تحتية لايحتاج عابرها لابراز بطاقته الجهوية رغم ذلك فالفائدة القومية من العملية( الكبرية) بضم الكاف نسبية
اما سد مروي والذي يعتبر اكبر انجاز بعد اكتشاف البترول فقد صاحبته عمليات بنية تحتية كبيرة كاكبر مطار في السودان وسفلتت الطرق الفرعية المؤدية للقرى وكهربة القرى والمزارع ومؤسسات صحية وتعليمية كثيرة
وبهذا يكون شمال السودان قد كسر طوق التركيز التنموي الذي كان يوصي به البنك الدولي وطبقت فيه سياسة التنمية المتوازنة. دون ادنى شك الشمال يستاهل كل جهد تنموي بذل فيه لانه ظل محروما من اي تنمية بدليل ان الكثافة البشرية لاتتعدى الخمسة عشر فردا للكيلومتر بينما في مصر التي تقع شمال الشمال معدل الكثافة البشرية فيها 150 فردا للكيلومتر الواحد فاهل الشمال كانوا اول من تلقى التعليم الحديث في السودان الامر الذي مكنهم من حكم السودان والامساك بكل مفاصل الدولة فيه ولكنهم لم يلتفتوا للشمال واكتفوا بالحلول الفردية الاستيطان في العاصمة وبقية مدن السودان والهجرة للخارج فهاهي الحكومة الحالية تنصف الشمال باقامة البنيات التحتية والامر المتوقع ان يهاجر الناس من كل انحاء السودان الي الشمال هذا اذا تخلت الحكومة عن الجبايات والاتاوات وصفافير الطريق وكل العلميات الطاردة للاستثمار فهذة البنيات التحتية التي سكبت فيها بلايين الدولارات ستظل كالبئير المعطلة والقصر المشيد طالما ان سياسات الحكومة تتربص باي نشاط اقتصادي وهذا امر معلوم للجميع
بالطبع الكثير من ابناء السودان غير الشماليين غير راضيين على مابذلته الحكومة في الشمالية وبعضهم وضع اعتراضه في قالب اقتصادي بالقول ان فيه عدم ترتيب للاولويات فتعلية خزان الرصيرص كان ينبغي ان تسبق اقامة خزان مروي لان تكلفتها قليلة جدا مقارنة مع سد مروي كما انها تدخل اثنين مليون فدان في زمرة الرى المستدام وتوفر كهربة اكثر كما انه لو ضخ قليل من المال في مشروع الجزيرة كان سوف يبدع اقتصاديا فهؤلاء ينادون بسياسة التركيز التنموي اي الاضافة لما هو قائم لانه يقلل التكلفة ويكبر العائد ولكن ما حدث للشمالية يدخل في باب التنمية المتوازنة اي عدم حصرها على منطقة محددة بحجة ان طبيعتها وما فيها من منشات تقلل التكلفة ولكن الامر المؤكد انه على المدى البعيد التنمية المتوازنة هي الافضل فبلد مثل اليابان اصبحت من الثمانية الكبار وهي فقيرة جدا في الموارد الطبيعية
ان الاوان ان تلفت الحكومة الي جهات السودان الاخرى لتبذل فيها ما بذلته في الشمالية فاذا كانت الشمالية وهي الافقر في الموارد الطبيعية قد تمت تهياتها فهذا يعني ان الحكومة بدات بالاصعب بغض النظر عن الدوافع وتبقى الاسهل فالتنمية مطلوبة الان في كل بقاع السودان الاخرى باعجل ماتيسر لانها غاية وفي نفس الوقت تزيل الغبن الذي احدثته تنمية الشمالية. وللنميري مقولة محفوظة في وصف اهل السودان تقول, الحزانى في الشمال و العطشى في الغرب والعراة في الجنوب والجوعى في الشرق فاهل الجنوب قد خرجوا واهل الشمالية قد كفكفوا دموعهم وتبقى عطشى الغرب وجوعى الشرق اما اهل الوسط فاذا ارادات الحكومة بهم خيرا فالترفع يدها الثقيلة عنهم .