الدبلوماسية السودانيّة: تطوير وتفعيل، أم تغيير، أم “بيرسونا نون قراتا”؟!.

نادراً ما نخصّص هذه المساحة لنخوض – مع الخائضين – فى أمر ( وحل ) السياسة الخارجيّة للسودان ، والحديث عن إدارة شئونها ، وشجونها ، والسبب أنّ هذه السياسة – إن وجدت – ، فهى عديمة الاثر، و سريعة ” الذوبان “، وأحياناً ، ” قابلة للإشتعال ” و الإندثار ، فى أىّ لحظة ، لكونها خارج إطار الممكن التكهُّن به ، حيث أنّ هناك عُدّة جُزر معزولة تماماً عن بعضها البعض ، وهى ( خارج الوزارة ) ، تُدار منها دفّة هذا الملف سىء الحظ والمصير ، المُسمّى ( علاقات السودان الخارجيّة ) ، إذ من الممكن – جدّاً – حدوث الشىء / الموقف وضدّه فى اللحظة الواحدة ، وقد أصبحت وزارة الخارجيّة ، فى عصر الإنقاذ ، هى ( وزارة شؤون النفى والتبرير والتكذيب الخارجى ) ، بلا مُنازع ، فكل عملها ( الملموس والمحسوس) ، هو نفى أو تبرير الحدث أو الموقف أو الخبر ، بعد أن تتناقله وتتبادله وسائط الإعلام ، فى الخارج والداخل ، بإعتبار أنّ مطلوبات الدبلوماسيّة ، فى عُرف هؤلاء هى ” الكلام الساكت ” !.
دعونا نحاول أن نستخم لغةّ دبلوماسيّة بمفردات طبيّة ، فى وصف مشهد سياستنا الخارجيّة المرتبك ، فهى ? بإختصار، وعلى أقل تقدير- تُعانى من حالة ” إنسداد تام فى الشرايين ” و ” تضخُّم فى الأوردة “، وهذا يجعلها تحتاج إلى عمليات ” تسليك ” يُجنّبها ” الإنفجار الدموى “، و الذى – إن وقع – سيحول بينها و أداء المهام و الأغراض التى من أجلها تُنشأ وزارات الخارجيّة ، و تُوضع السياسات الخارجيّة للبلدان ، وتُبنى أو تُستاجر لتحقيقها ، مبانى السفارات والقنصليّات فى الخارج ، وفى البال قصّة ( الكتاب الأبيض ) الذى لم ير النور بعد ، رغم تكلّيف رئيس الجمهوريّة ، بإعداده منذ مارس 2014 ، وقد قيل – وقتذاك ? أنّ الهدف منه هو ” ( تطوير ) الدبلوماسيّة السودانيّة بغرض ( تفعيل ) دورها فى مجالات صيانة إستقرار البلاد وسيادتها ، و( دفع ) التنمية و الإستثمار والتعاون الدولى ” ، في وقتً كان المطلوب فيه ، هو (التغيير ).. ومن حقّنا أن نتساءل – مع القُرّاء والمراقبين – : أين وصلت الدولة السودانيّة فى تنفيذ التكليف الرئاسى ، بإعداد هذا الكتاب (السحرى ) المُنتظر ؟!.
أمّا سفاراتنا فى الخارج ، فحالها يغنى عن سؤالها ، فهناك سفارات ، غادرها ( أميرها ) ، وهو ( القوى الأمين ) بعد أن آثر ( الزوغان ) بما قلّ وزنه وزاد ثمنه (هولندا نموذجاً ) ، دون حساب ولا عقاب ، ولا مُساءلة ، ولا مُلاحقة قانونيّة ، ولا يحزنون ، رغم أن ” السفير راعٍ، ومسئول عن رعيته ” ، ولا ندرى إن كانت ( الرعيّة ) – هُنا – هى بقيّة العاملين فى السفارة فقط ، أم الجالية السودانيّة بأسرها فى البلد المُضيف ، أم (الإثنين معاً ) ؟!..وهناك سفارات ( تمرّد ) ” راعيها ” و نجا بجلده ، وأنضمّ إلى ( الخوارج ) وألتحق برهط طالبى اللجوء .. وهناك سفارات ( إنتهت ولاية السفير فيها )، لفترة طويلة، وبقيت بلا ” مسئول أوّل ” يُدير شئونها ، ويرعى مصالح السودان فى البلد المُضيف ، لأنّ تسمية ( البديل)، مازالت تنتظرها حسابات ورغبات وموافقة أهل ” الحل والعقد ” فى مراكز/ مخابىء صنع القرار فى الداخل ، أو قُبول أو رفض البلد المُضيف ، لأوراق إعتماد السفير ، التى – غالباً ? ما تعترضها كثير من العقبات ، هُنا أو هناك … وهناك سفارات ، تظن أو يظن (سدنتها ) ، أنّ واجب السفارة الأهم و الأوّل والأخير هو ( الهيمنة على الجالية ) وهناك بعض سفارات تستعدى ( الجاليات )، بإعتماد سياسة ( فرّق تسُد) ، وبعضها تظن أنّ الجالية واحدة من ملحقيات أو مُلحقات السفارة ، من حقّها أن تفعل بها ما تشاء ، والأخطر من كُل هذا وذاك ، أنّ هناك سفارات ، نسيت أو تناست العمل الدبلوماسى ، ومهامه العصيّة – تماماً – وتمكّنت من الإنخراط والإنغماس – الكُلّى – فى أسوق التجارة و إدارة ” البيزنس ” الخاص ، وبرعت فى تيسير وتسيير أعمال وعمليات البيع والشراء ، خدمةً لشركات خاصّة يمتلكها متنفّذون فى النظام ، أو الحزب الحاكم ، أو شركات( أمنيّة )، بلافتات و واجهات تجاريّة!.
بقى أن أُضيف ، لا أستبعد ، ولن أستغرب ، أن تخرج علينا الخارجيّة – أو الناطق بإسمها – بتصريحات ” دبلوماسيّة ” ترد فيها على بعض ما ورد فى هذا العمود وتُسمّى حديثنا ” مزاعم ” ، و” إتهامات ” و تُطالبنا بالأدلّة والبراهين ، وعموماً ، فإن حدث ذلك ، سيكون بعد فوات الأوان ، وسيكون أجرنا و ” كسبنا ” ، أنّنا رمينا حجراً فى بر كة الدبلوماسيّة السودانيّة ، وحرّضنا وفتحنا شهيّة آخرين وأُخريات ، بما فى ذلك دبلوماسيين ” مُحترفين ” و ” محترمين ” و ليسوا من فصيلة ” القوى الأمين “، لمناقشة أوضاع ومآلات الدبلوماسيّة السودانيّة، والتى يرى كثيرٌ من أهل الرأى والخبرة أنّها ، تعيش حالة ” إحتضار “، إن لم نقل : ” موت سريرى ” نتج عن إستمرار سياسات الجهل والتخبُّط والعشوائيّة ، وقد تركها ” الرأس الدبلوماسى ” فى حالة ” ألقاه فى البحر مكتوفاً وقال له: إيّاك إيّاك أن تبتلّ بالماء “، وما نخشاه، أن يصل الوضع إلى مرحلة ” بيرسونا نون قراتا ” أى” الشخص غير المرغوب فيه “، وفق المُصطلح الدبلوماسى المعروف..ولن نزيد!.
فيصل الباقر
[email][email protected][/email]
Persona non grata تعني في لغة الديبلوماسية شخص غير مرغوب فيه.
يا استاذ فيصل ما ممكن تنجح الدبلوماسية بمعزل عن نجاح الأوضاع الكلية للبلد ياخي الناس بقولوا السياسة الخارجية انعكاس للسياسة الداخلية لأى بلد.هل كنت تتوقع نجاح الدبلوماسية والبلد مدورة حروب وما فيها استقرار سياسي ولا امنى ومليانة فساد واقتصاد منكمش والرأس الدبلوماسي وهو رئيس الجمهورية مطلوب للعدالة الدولية وما قادر يتحرك يحضر حتى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الدبلوماسية تنجح كيف …..؟ ياخى في الحكومة وزراء يمشوا مؤتمرات واجتماعات اقليمية ودولية الواحد فيهم سلام بالإنجليزي ما عارف يقوله .أما الخارجية فحدث ولا حرج . أصلو التمكين في الخدمة المدنية بدأ بالخارجية ..اغلب الناس الموجودين في الخارجية اليوم هم معينين تعيين سياسي .والغريبة التعيين السياسي ما وقف يمكن اقرب تعيين كان للسفيرة سناء حمد العوض رغم انو الرئيس بقول ما في تمكين تاني .والفساد الاداري والجهوي مالي الوزارة .بعض الاخبار تقول يمكن تدفع ويودوك سفارة مكنتلة ..يعنى تطلب تقول ودوني نيويورك او باريس او طوكيو او سيول ( البلدان الغنيانة دي ) على طول ببساط الريح تلقى رقبتك فيها. كمان لو داير يرقوك دي ساهله بس اشتغل ليك شهر شهرين بمكتب الوزير على كرتي او بمكاتب أحد وزراء الدولة أو مكتب الوكيل باكر تطلع في كشف استثنائي وينقلوك سفارة كمان على اختيارك… اما اذا كنت من غير أهل الحظوة فلا تتوقع أي ترقية ولا نقلية وحتى اذا نقلوك يمكن يكون لدولة أفريقية على أساس انو بلدان افريقيا بلدان فقيرة ومناطق نزاعات ومرض ( زي بلدان الايبولا دي) ومرتبات الدبلوماسيين فيها ما بتسوى حاجة. واحد من اصحابنا في الخارجية نبهني لمعلومة عجيبة قال لى اغلب سفراء السودان العاملين في افريقيا السوداء من ابناء غرب السودان والمناطق المهمشة… يعنى ذي ارتريا وتشاد وبوركينا فاسو وزيمبابوي وزامبيا وموزمبيق وجزر القمر و تنزانيا.. ياربي يكون ده شغل عنصري ولا شنوه. .انشاء الله بعد ده السفراء ديل برقوهم بعد ما ظلموهم بالمناطق الفقيرة دي.
والحقيقة ملاحظة صاحبنا ده ما بتكتمل الا لو نظرت كمان لسفراء السودان في الدول الاوربية وامريكا الشمالية والجنوبية و آسيا حيث لن تجد سفير من أولاد الغبش هناك بل أولاد المصارين البيض ( زي ما قال الرئيس ).. يااخي ده كلام عجيب…
يافيصل ما تعشم ليك في دبلوماسية ناجحة وفاعلة والوزير باله في التجارة ..المثل قال صاحب بالين كضاب ” حتى وزير المالية بدر الدين قال اذا دخلت التجارة في السياسة فسدت التجارة والسياسة..
دايرين نشوف ناس الخارجية يقولوا شنو في كلامك ده ..وانت بديت ليك موضوع طريف كدى واصل فيه.