تل مخ (2-2)

منذ أواخر القرن العشرين استشرت حوادث العنف والقتل والجرائم بكل أشكاله وألوانه في السودان.. في المساجد.. الفنادق.. الأسواق.. دار الفنانين.. في كل مكان.
ولكي نخرج من هذا المأزق على الإعلام المقروء والمسموع والمشاهد ومنابر الجوامع والمساجد والجامعات والمدارس والأندية الثقافية والرياضية توعية الناس بسماحة الإسلام وغرس السلوك والخلق القويم على الناشئة، وإدارة المحاضرات والندوات وإسداء النصح خاصة من المثقفين ورجال الدين.. وان المساجد بيوت الله من احتمى بها فهو آمن..
حيازة الأسلحة يجب أن تقنن بطريقة أكثر دقة، ولا يعقل أن تباع وتشترى كالخبز والملح والسكر في بعض الأوكار لتعرضنا لمزيد من الأخطار.. وهذه أيضاً مسؤولية الجميع، المواطن العادي قبل رجل الأمن، وألا يتعامل مع هذه التجارة الرائجة والمربحة مادياً في اعتقادهم الخاطئ وتقويمهم القاصر للعواقب، وضرورة أخذ الحيطة والحذر خاصة من العائدين من مناطق العمليات والذين انسلخوا من المليشيات والحركات المتمردة والذين تضررت منهم الأحياء المتطرفة من العاصمة كالحاج يوسف والدوريشاب والكلاكلات والسلمة وأمبدة وغيرها، والتي تشهد من وقت لآخر اشتباكات مسلحة.. ضرورة ملاحقتهم وتجريدهم من السلاح فوراً مسؤولية الحكومة.
الكثير من الجرائم تدون وتحفظ ضد مجهول.. والمتلبس بالجريمة أيضاً تحوم حوله الشكوك في كنهه.. وعلى الجهات الأمنية عدم التسرع في الإعلان حتى تتأكد من شخصية المجرم ودوافعه.. وفي إحدى الجرائم التي قتل فيها فتاة بريئة قيل بأن القاتل ضابط شرطة سابق.. وهناك قول ثان يؤكد امتهانه السياقة.. وثالث يؤكد ورابع ينفي.. حيرتونا.
المساجد لم تسلم من هذه الجرائم بل على العكس نالت نصيبها بـ (الجملة).. وحادثة فندق السوق العربي الذي ارتكبها المعتوه القادم من أرض الحبايب.. من رمز المحنة كسلا.. والصحافة لم تسلم من الجرة والغدر بل أخذت نصيبها الأوفر، بيد أن المجرم لم يكن فرداً بل رهط من الكلاب الضالة، وضحية الصحافة الأستاذ محمد طه رئيس تحرير جريدة الوفاق الذي اقتيد في جنح الظلام من منزله ومثل بجسده في أبشع صورة.. وأخيراً الأستاذ عثمان ميرغني كاد أن يدفع فاتورة قلمه وفكره ورأيه.. الفنان المبدع الشاب خوجلي عثمان أشهر ضحايا العنف والبلطجة..
أتمنى أن أرى السودان الحبيب عاجلاً غير آجل خالياً تماماً من الجرائم.. وذلك بالعزم والحزم والردع..
[email][email protected][/email]