ابراهيم الشيخ ليس للبيع…!!

ارادو ان يهزموا فيه الوطنية فانتصر عليهم بالارادة، فارادوه ذليلا فوقف لهم شامخا كالطود الاشم عزيزا ،ارادوا ان ينكسوا راسه فامتشق لهم حسام الثبات والشجاعة … ورفع الهامة فوق مفهوم الانصياع والخضوع…
ارادوا ان يجعلوا منه عبرة لغيره فصنع لهم من صبره وتماسكه بطل ،يحسب له الف حساب ارادوا ان يشتروا ثمن سكوته فقال لهم ان السلعة لا تمتلكون ثمنها… وهى غير قابلة للبيـــع معدومة فى اسواق الانقاذ فمنعوا منه الدواء فلجأ لمن بيده الشفاء، فعـــذبه سجــــانه فقال له حيث تكون الحرية يكون الوطن… ومن يخطب الحسناء لا يغلها المهر….
راية الحرية ثقيلة الوزن واكبر من احجام الانتهازيين، واعظم من اراجيف المنافقين واغلى من دولارات المفسدين …لا يرفعها الا الاحرار ولا يحافظ عليها الا الاخيار…الحــــــرية ليس مجرد كلمة يلوكها الادعياء وثوب يفصله الحكام حسب مصالحهم انمــــا هى قيــــمة لا تدرك بالخيال انما تجسد فى الواقع …بالتفاعل والانفعال….
ابراهيم الشيخ لم يجعل السجن منه بطل فقط، ولكنه عــــلم السجــــان ان التحــدى لاتستطيع القضبان محاصرته ،اوتقزيم الاقوياء فيه، والثورة لاتستجدى من الحكـــام …ولاتطرق لـــها الابواب الخوف اويتسولها … اصحابها من ديكتاتور… انما يتحقق الانتصار الغالى بالارادة والايمان…..
حينها تاكد ابراهيم الشيخ انه ليس وحيدا فى خندق الدفاع عن الوطن ، وان عشق التغييرفى وجدان كل سودانى مناضل غيور، يريد مصلحة البلاد وينظر الى المستقبل ،ولا مستقبل بدون حرية… وان يد الله مع الجماعة …واذا صدقت النوايا تحققت الغاية …..
ان السودان قد وصل مرحلة الشبع من الفساد، فقد امتلاءت كل الزوايا وبلغ السيل الزبـــا واستنجد الوطن باهله …سكنت الفوضى كل مرفق ،وامتلكت الاحــــزان القلوب وبكت سماء السودان دما.. قبل ارضه من واقع جائر غشوم…
ان الكلمة اصبحت قاصرة من بلوغ المعنى حين تصف الحال ،وان السكوت عن الظلم ظلم اخر ظلم يتعدى النفس فهو ظلم لاهلنا ولمستقبل الاجيال القادمة من شعبنا….
ابراهيم ود الشيخ رمز رائع لمناضل جـــسور نطق فى زمن السكوت وتحدى فى زمن الخنوع وتمرد فى زمن الانصياع والخضوع… فما احوجنا اليوم الى رمـــوز نضالية مفكرة نستلهـــم عبرها قيمة الوطن … ما احوجنا الى رموز تمد هذا الشعب المظلـــــوم بالارادة والثقـــة حتى تعود الروح فى كيانه من جديد، ويتأكد ان هناك نور فى نهاية النفق الانقاذى ولابد…
ليس للحياة معنى اذا عشنا كما تعيش الفئران فى الجحور او ارتضينا حياة الازلال والاستكانة والخنوع والانقياد كالدواب… ليس لها هم الا العلف..والتكاثر …
ليس للحياة معنى اذا لم نستشعر قيمتنا الفعلية كبشر له وزنـــه ويجب ان نســـــأل انفسنا… لماذا نحن نعيش؟ وماهو الهدف الاسمى من الحياة؟ وماهى الغاية الاعز…
ان الانسان بعيش هذه الحياة مرة واحدة… فهل ارتضينا ان نكون مثل الهوام نساق ام هناك غاية جليلة نستحق ان نعيش لها…ان الشعوب لم تجد الرقى والتطور على صحاف من ذهب ولكن الشعوب الحرة الابية ناضلت حتى وصلت الى الاهداف..
ان اول بذرة شر بذرتها الانقاذ هى الاحباط ،حتى لا نستبشرالمستقبل بـدونهم، حتى تتمــكن من رقابنا …وقد افلحت فى ذلك والدليل على ذلك بقاءها كل هذه السنين …
خلقت الانقاذ روح اليأس والانكفاء …والاستسلام والركون الى اجندتها والبقاء على هــواها واستهتارها بالعقول … حتى وصلت بنا الى هذا الدرك السحيق فتخبطت الخطوات فى حياتنا العامة والخاصة وامتد تاثيرها السلبى الى اقصى مدى …
قد اغلظ عليكم فى القول …نحن من صنع الانقاذ…صنعنا الانقاذ بتايدنا بصمتنا بسكوتنا لها صنعنا الانقاذ بالركون بها صنعنا الانقاذ بتفرقنا وهروبنا من الواقع…تركنا لهم البـــلاد ليس خوفا عليها…. وانما للنجاة بانفسنا من شرهم ونسينا حقيقة ان السودان يجب ان يكون اغلى من ارواحنا واكبر من شخوصنا واعز واغلى واثمن من طموحنا الخاص.. فكيف اليوم حالنا من…وطن نحن احق به منهم ..فلا ترتضوا بان تكونوا الغرباء فى وطنكم… والله المستعان

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. والله يا نابلسي لقد قلت حقا وسكب مدادك ما تهتز له الوجدان وتحترق القلوب, وجعلني أتوارى وأتضاءل خجلا من نفسي … حقا لقد طال الأمد وكل يوم نموت كمد, ونمني النفس بانفراج ليس له في حساباتهم مدد … لقد آن الأوان أن نشد العزم ونقوي في نفوسنا الايمان, ونضع في الحسبان أن من نهابه هو أجبن من عرفته الحقب والأزمان, فلندع الكلام: وليكن الفعل هو طريق عزيز النفس و من يعشق الخير والحرية والأمن والأمان, ولك يا نابلسي من التقدير والاحترام أطنان …

  2. عقيت منك أيها الرجل المنافح لهذه الشرذمه الفاسده المفسده لقيمنا فلك مني ألف تحيه أخي منتصر نابلسي فقد أوفيت بهذا المقال الشيق وعلي كل منافح أن يحذو حذو هذا البطل المغوار .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..