انسان المركز Home Centralis

اعظم الافكار هى التي تصنع اعظم الاحداث ولكنها لا تكشف عن نفسها للجيل المعاصر ولا يعيشها ولكن يمر بجانبها ،شيء مماثل يحدث في مملكة النجوم..النجم الابعد هو الذى يصل ضوءه متاخرا للناس كاخر الاشياء وقبل ان يصل اليهم،لا يذكرون ان هناك نجم في الاعالي..كم عهد يلزم كي نفهم مفكرا جيدا..هذا هو المعيار الذى ينتمي الى تراتيبية الذكاء والنجوم))
ف.نيتشة
كنا في الزمن الطيب ندرس في كلية العلم نظرية داروين قبل عهد لانقاذ الغيهب ويدان ويعذب في بيوت الاشباح بسبب تدريسها الدكتور العلامة فاروق محمد ابراهيم ولم نكن ندري ان هناك نوع اخر من الداروينية يمكن ان يحدث في السودان ويفرز ظاهرةغريبة تسمى انسان المركز Homo Centralis وووعي “جمهورية العاصمة المثلثة”..حيث اتت مجانية التعليم بهذا الكائن العجيب من جهات السودان الست يحمل شنطة حديد وبشكير جديد وقدر كاف من الغرور ليتم مسخه بواسطة ايدولجيات وافدة في النشاط وشارع المين روود في جامعة الخرطوم ثم يتخرج ويستوزر ويصنع جحيم منقطع النظير في الاقليم الستة ويدمر كل اوجه الحياة فيها ..وهذه القصة نسوقها فقط كعينة من اجل التعرف على هذا الكائن العجيب المؤدلج وكيف ينظر الى الاقاليم ولنتعرف لماذا يرسل الدكتور والبروفسر الطائرات الانتنوف والجنجويد لتصنع لموت الرخيس لاهله في الهامش وتسبب الزحف المهول للسكان نحو المركز ويتساءل والي الخرطوم الرجيم عن احزمة الجوع التصحر حول العاصمة من اين ياتي هؤلاء؟…الانقاذ احالت حياة الناس الطيبة في الاقليم الى جحيم ودمرت كل المرافق الخدمية من مدارس ومستشفيات والانتاجية من مزارع ومصانع ومشاريع اسسها لانجليز وعبود ونميري وجعلت لوزراء اكثر من المزارعين في نظام مهتريء مشوه “مركز ×ولايات” ..وتولول الان بسبب النتائج المخيبة للآمال وعرابهم التعس الترابي اوكل الامر والفشل على رب العالمين وقال “ابتلاءات”… كان الله خلق السودان بس…والفدرالية الحالية تعاني من ثلاث ازمات رئيسة
1-ازمة سياسية: دكتاتورية التنظيم الواحد وافتقاره المفضوح للمؤسسية..
2- ازمة ادارية:ضعف الكوادر وفسادهم وانعدام المحاسبة…
3- ازمة مالية: حالة الوعي الراسمالي المتاصل والاستحواذ وهي حالة سيكولجية ملازمة للاخوان المسلمين لانهم صنيعة الامبرالية والصهيونية العالمية وشرههم غير العادي لكنز الاموال في المركز ونهب موارد الاقاليم… وعجزهم المستمر عن فهم التنمية في الواقع المعاصر بانها ليس معسكرات تجويد سورة النمل ولا نكاح جماعي.
كيف نشا “انسان المركز” البليد وكيف ترعرع ونماعبر تراكمات الانظمة الفاشلة المتعاقبة على السودان وترهاتها الوافدة واصيبت الخرطوم بهذا الاستسقاء لدماغي الرهيب وانعدمت اللاساسيات ولضروريات والكماليات حتى”اين تسهر هذا المساء”..لا احد من ارباب العلم الذي لا ينفع من متخصصين علم الاجتماع السياسي يفسر لنا هذا لظاهرة العجيبة واليوم نرى اخر عروض دولة ال one man show والعبث الدستوري ودولة الراعي والرعية والريع والرعاع تتصدع والجميع في حالة عجز كامل عن المواجهة..الرئيس يعزل الوالي ويعين الوالي وينقل الوالي ويصنع الولاية ويسجن ده ويفك داك وكان لا احد درس قانون او يعرف “دستور “في السودان؟؟..ام عن خبراء لاقتصاد من ناس البصيرة ام “حمدي “القالو الجنوب افصلو؟؟!.. ولمن انفصل وتفاقمت الاواضع قالو الزير اكسروا”انعل ابو المؤتمر الوطني ذاتو””..وهذه القصة للعظات والعبر
كانوا في زيارة ابنهم ال(ديك..تور)ا
كل الناس تتفق على ان الديك اغبى حيوان..ولكن نحن مع التجربة توصلنا الى ذلك..كان للوالدة العزيزة فى مدينة بربر سبع دجاجات وديك حسن الصوت..و شد ما يؤلمنى عندما يكلفونى بادخالهم ليلا فى القفص..بعد حظر التجول..اذا ظل هناك ثعلب من ثوار الدرب المضىء يتربص بهم الدوائر..كانت الدجاجات الجميلات تنساب بكل نعومة الى داخل القفص اما الديك فانه يتسمر فى الباب وعندما اقذفه بكل شى تحت يدى ليندفع داخلا ..يعود على اعقابه واظل اطارده فى الحوش الساعات الطوال..فى مرة من المرات تمكن الثعلب الخبيث من الدخول الى القفص وايقظتنى امى على الجلبة غيرالمعتادة …حملت العكاز/العصا وفتحت الباب خرج الدجاج المزعور تباعا..اما الديك الغبى فظل يدور فى القفص مع الثعلب واعيتنى الحيلة اخيرا وبمجرد خفضى للعكاز انساب الثعلب هاربا ..مقتنعا من الغنيمة بالاياب..هذا هو الديك!!
*************
اما التور وهي باللغة السودانية الدارجة تعني الثور تعبر عن القوة الرعناء..كنا فى مدينة كريمة ونريد العبور بالمعدية الى نورى.. هناك لورى فيه بقر وثور..نزلت البقرات الانيقات ودخلن البنطون/المعدية فى وداعة..وعندما ارادوا انزال الثور استدار وقابلهم بموخرته وعبر عن شعوره بصورة مقرفة لتغمر الروائح الكريهة المكان وسحبوه ليسقط بصور شنيعة،كما يسقط اللذين لايريدهم الشعب السودانى فى الانتخابات ..وعندما نهض اندفع نحو البنطون وانحرف فى اخر لحظةليطوح باللذين يمسكون بالحبال فى الماء ويسبب الفزع الرهيب للركاب فى البنطون ..واخذ يعدو بحذاء الساحل..احد الخبثاء ردد:هذا الثور فى حاجة الى نظارة..فى الاصل الثيران مصابة بعمى الالوان يمكنه ان يجلس فى مصاطب المريخ ويكون مشجعا للهلال..لذلك فى القاموس المحيط كلمة دكتور هى مزيج متجانس ابين الغباء والرعونة(ديك..تور)
***********
فى ايام الجامعة وانا ادخل من باب مقهى النشاط لمحت مواطنين من شرق السودان بازيائهم المعروفة يحمل احدهم حقيبة هاند باق..كان احدهما فى العقد الخامس والاخر فى بداية العشرينات ..كان يقفان محرجين عند الباب…والطلبة والطالبات ينسابون من الباب دون ان يعبروهم..القيت عليهم السلام فبان البشر على وجهم الطيب..اخبرانى انهم يريدان الدخول لزيارة ابنهم الدكتور الذى عاد للتو من الخارج كان فى كلية الاداب..دخلت معهم الى الجامعةوقدتهما الى المكتب بعد ان اخبرنى اصدقائي اللذين يجلسون فى ضهر التور/حائط..طرقت الباب استدار ونظر الى ثم من فوق كتفى اليهما بدا فى وجه تعبير ينم عن عدم الترحيب والارتياح الرهيب اصابنى بالامتعاض..تسمرت فى مكانى واستدرت منصرفا وتركتهما يدخلان فى ارتباك
ذهبت وجلست فى الهرم فى مقهى النشاط اشرب ليمون لعله يطغى على المرارة التي احسست بها..سرعان ما لمحتهما يعودان فى طريقهما الى الخارج..كان الصغير يتحدث بغضب شديد واستطعت ان التقط جملة لا يقولها السودانيين الا فى نقطة اللاعودة(لو بقى قبلة ما اصلى عليه)..وكان الرجل الجليل يطيب خاطره..خرجا من الفردوس الزائف وانا اشيعهم بنظراتى من بعيد وبقية هذه الحادثة تحز فى نفسى حتى اليوم. ولم اتخلص منها الى بعد ان اسقطه فى شخصية صابر فى “رواية الساقية” ولكن عزائى الوحيد ان النميرى كان يردد دائما ان حكومته تعج بمثل هؤلاء(الديك ..تور)..لذلك تطور السودان واصبح دولة عظمى تملك الصواريخ العابرة للقاراتكما يتوهمون حتى الان ..لا مجاعة ولا هم يحزنوناواسيج الانظمة الدكتاتورية .. ومع ذلك هناك دكاترة اجلاء وعلماء حقيقيين تعتز بهم البلاد..
****
اليس كان من الاجدى التواضع “والاعتراف بالفشل اول مراحل علاجه” ان تعاد الاقاليم الخسمة بقرارات جمهورية مفيدة بدل ال19 ولاية وتخفف التكلفة للجهاز الاداري والسياسي للدولة الى الخمس ..وتجرى فيها انتخابات “حاكم اقليم” ونائب اقليم باسس جديدة البطاقة 9و10و11و12النيفاشية بعد اصلاح المحكمة لدستورية العليا برفدها بتسعة قضاة “محترمين” يصلحو المفوضية العليا للانتخابات وينظفوا الدستور من القوانين المشينةوالمعيبة ..هسة الثلالثة وصفات دي دايرة ليها درس عصر بالله؟؟! او دايرة ليها 7+7 ولى اعلان باريس او هلمجرا..رجعو الاقاليم”الخمسة “بقرارات جمهورية “محترمة” ودعوها لابنائها يحكموها ويطوروها لا يوجد قرية او مدينة في الاقاليم ليس بها متعلمين وخبراء منتشرين في العالم وقادرين على جعل الاقاليم افضل من الخرطوم وهذه رؤية الحركة الشعبية في ابسط صورها “طور مكانك خليه ذى االخرطوم بالليل ولا تاتي الى المركز”..عشان يتمسخر عليك واليها العجيب !!”برلم جديد وشنطة حديد”كما كانو يفعلون بنا نحن ابناء عطبرة الاكثر تقدما وووعيا من الخرطوم بسبب المرحومةالسكة الحديد ” او حزام اسود كما قال البرورفسور حسن مكي … واعوذ بالله من العلم الذى لا ينفع.. ويا نسمة يا جاية من الوطن بتقولي لي ايام زمان ما برجعن..
[email][email protected][/email]
really
حوار مع معارض من السودان قديم
المحكمة الدستورية جات نتيجة لاتفاقية نيفاشا 2005 الطلع ليها 5 مليون سوداني ولا تبخس جون قرنق اشياءه ودستوراها افضل دستور يمر على السودان من الاستقلال وازمة النظام والسودان نفسه من لاستقلال هو دولة الراعي والرعية لريع والرعاع-النموذج المصري “الناصرية +الشيوعية + الاخوان المسلمين” وليس دولة المؤسسات ” العيب هسة ليس في الدستور ولا اتفاقية نيفاشا العيب في المؤتمر الوطني وفي رئيسه وكوادره الفاشلة والكذابةوالمجرمة والمراوغةوالتي تتمادي في نقض المواثيق والعهود “فهلوة سياسية”
وكلامك عن الثورة ده الثورة تحتاج
1- شخصية قدوة ومحترم ومتجرد ودا ما موجود في المعارضة الحالية
2- برنامج واقعي وواضح ومحدد وليس اللغة الهتافية بتاعة اكتوبر 1964
3- اجهزة اعلام قادرة على توصيل هذا البرنامج للجماهير
4- جماهير واعية بهذا البرنامج
ونحن لحدي هسة ساقطين في الاربعة مواد والمجموع ومتخيلين اتفاقية نيفاشا ودستور 2005 صنعو الكيزان
ومشكلتك قاضي وما عارف نيفاشا ودستور 2005 جاء من وين؟؟