مشيرة حنفي : الـ باراسيكولوجي يوعي العقول ويعالج الأمراض النفسية

الفراسة وتحليل الشخصيات والعين الكاذبة والعين الفاضحة أمور لا نعيرها اهتماماً، لكن في الحقيقة لها تفسيرات في علم
الـ «باراسيكولوجي» (ما وراء علم النفس) وتفسر تصرفات كثيرة في حياتنا.
حول هذا العلم بالذات وعلاقته ببقية العلوم، خصوصاً علم النفس، كان اللقاء التالي مع خبيرة الـ «باراسيكولوجي» د. مشيرة حنفي.
كيف تحددين علم
الـ «باراسيكولوجي»؟
علم العلوم أو الوعاء الجامع لكل العلوم، بهدف الوصول إلى حقيقة النفس البشرية، لأن فيه تصبّ مؤثرات الإنسان الداخلية والخارجية والإشعاع الكوني.
هل هو أحد فروع علم النفس؟
بل أساس علم النفس، لكن نظراً إلى صعوبة تشريح الروح انفصل هذان العلمان عن بعضهما البعض، بعدما انشغل العلماء بفكرة المجهول في النفس البشرية، ما أدى إلى صعوبة علاج أمراض نفسية عدة.
ما الفارق بين علم الفراسة والـ «باراسيكولوجي»؟
علم الفراسة أحد فروع
الـ «باراسيكولوجي»، بما أن الأخير علم جامع للعلوم كافة، فكل علم اعتدنا عليه أو سمعنا عنه هو فرع من فروعه.
كيف تطور هذا العلم تاريخياً؟
في الماضي السحيق كان الناس يعتمدون على علم الفراسة والتنقيب والبحث في الغيبيات للوصول إلى حقائق التشريح، لكن بعد اكتشاف العلوم تكونت نظريات وبدأت تظهر علوم أخرى.
نلاحظ أن هذا العلم غير منتشر في العالم العربي على نطاق واسع، لماذا؟
في الكويت معهد «باراسيكولوجي»، وبدأت دول عربية عدة تدرّسه ضمن علم النفس أو الفلسفة. أما سبب اضمحلاله فيرجع إلى أنه يشمل في جوانب منه عالم الجن والسحر، ما يسبب حالة من الرعب ويجعله قابلاً للتأويلات ويصعب التوسع فيه.
ما فوائد الـ «باراسيكولوجي»؟
توعية العقول والتعرف إلى عوالم مختلفة، فللروح أكثر من عالم، كذلك لكل مخلوق على وجه الأرض عالم منفرد، وثمة عوالم علوية تمثل ما يغيب عن العين المجردة ويُرى بالتليسكوب مثل النجوم والكواكب.
ما تأثير ذلك على الإنسان؟
الإنسان جزء من الكون، ويتأثر بما حوله من جاذبية وإشعاعات. عموماً، لا يمكن تفسير أي شيء بمعزل عن مؤثرات الكون.
هل الـ «باراسيكولوجي» موجود لدى الناس كافة؟
لا، إنما لدى الشخص الذي يتمتع بالحس والحدس ويميل بعض الأشخاص إلى التوقع ويبني افتراضاته بناء على توالي الأحداث.
كيف يمكن تنمية هذا الحس؟
يجب ألا يغفل الإنسان أي جزئية من جزئيات عمره، فهو عبارة عن طاقة ورغبات وعقل وجسد وروح ولآلياته الداخلية وظائفها، ولو تعاملنا باستغراب مع أنفسنا لاستقبلنا العناصر الخارجية بشكل يؤدي إلى الخلط بين الواقع والخيال، فنصاب بهزات وأمراض نفسية، لذلك نَصِفُ شخصاً بأنه مفكر حكيم واقعي، لأنه يتواصل مع كل جزء من أجزاء حياته ويغذي رغباته بشكل متوازن.
كيف يتمّ ذلك؟
عندما يشعر بالجوع يأكل ولكن من دون امتلاء، وعندما يريد الزواج يقوم بهذه الخطوة ولا يلجأ إلى علاقات غير شرعية. من هنا، نصنف الناس إلى محب للمادة أو جشع أو طمَّاع أو متزن أو مستقيم? إلخ، وفق تعاملهم مع رغباتهم واحتياجاتهم.
هل يستخدم الأطباء
الـ «باراسيكولوجي» في علاج أمراض نفسية؟
بالتأكيد، لأنه أساس علاج الأمراض النفسية، يساهم في اكتشاف عقد نفسية وينعش الروح ويوصلنا إلى مرحلة البراءة.
كيف يمكن الاستفادة من هذا العلم في توظيف الأفراد؟
على المسؤول عن إجراء المقابلة الشخصية أن يراقب تصرفات من يتقدم للوظيفة، مثل وقفته وكلامه وحركات جسمه وقدميه، وإن لم تكن لديه فراسة تخوله معرفة الشخص من شكله يستخدم الفراسة الكتابية، تعتمد الدول المتقدمة في التوظيف على الكتابة من خلال ملء استمارة بخط اليد وتوقيعها، فيتم تحليل الشخصية وفق الخط وتُحدّد له الوظيفة المناسبة.
وإذا تقدم شخص لخطبة فتاة فكيف تتخذ قرارها؟
تحدد الدوافع التي جعلتها ترغب في الزواج منه، ثم تبتعد عن صورة فارس الأحلام، فكلما كان الشاب وسيماً كان مُتِعباً وطغى الغرور والنرجسية عليه وفرضت الـ «أنا» نفسها.
يجب أن تختار الفتاة شاباً يتوافق شكله مع شخصيته وكيانه ويتناسب مع كيانها وسلوكها، ليحدث تناغم وتآلف بينهما، ولا بد من أن يكون ثمة تطابق شخصي ووظيفي وبيئي، فلا تتزوج الفتاة من شخص لديه أموال طائلة وهي من بيئة فقيرة.
في ظل التحولات السياسية، كيف يختار المواطن العربي زعماءه الجدد؟
نحن في انفعال زائد يسبب تشويشاً على المواطن العربي الذي عليه أن يُحدد ما إذا كان يفكر في الوطن أم في حياته الشخصية. إذا اتفقنا على الوطن يجب أن نترك كلمة «إشمعنى» ونعلم أن الله خلقنا طبقات لنتكامل.
الجريدة