شباب رهن الاعتقال..!ا

اوراق متناثرة

شباب رهن الاعتقال..!!

غادة عبد العزيز خالد

خاطب رئيس الجمهورية عمر البشير، حشدا من الجماهير بمدينة الدبة بالولاية الشمالية، وذلك بمناسبة افتتاح جسر جديد يربط بين المدينة وارقي، في الثالث عشر من فبراير 2011م، وبالرغم من أن المناسبة كانت سودانية بحتة، إلا أن أحداث مصر فيما يبدو عالقة بذهن معظم سكان الكرة الأرضية هذه الأيام. فكلما استمع إلى التغطية العربية عن الأحداث المصرية، لا يدور حديث في أروقة الجامعة التي أدْرُسُ وأدرِّسُ فيها بالولايات المتحدة، من دون أن يبدأ النقاش عن القضية المصرية وعن أحداثها المتسارعة هذه الأيام.
ذكر الرئيس البشير في خطابه ثورة الشباب التي قامت بإرجاع مصر إلى مكانتها الطبيعية في مقدمة الأمة العربية جميعها. وأكد على أن هذه الثورة قد أفشلت مخططات تهدف إلى تغييب دور الجمهورية المصرية. ثم قام سيادته بذكر نقاط أشاد فيها بالثورة التونسية أيضاً، حيث قام بتقديم التحية للشباب التونسي على ثورتهم. ثم واصل سيادته ليقول إن السودان يعيش على قيم الحرية، ومضيفاً أنها، أي قيم الحرية، هي «الأساس وبدونها تظل طاقات الشعوب مكبوتة»، ثم واصل، بناءً على الخبر الذي نشر بصحيفة «الصحافة» في يوم الإثنين الرابع عشر من فبراير 2011م، أن الحرية مكفولة للجميع مضيفاً «لا نخشى ولا نخاف وغير مترددين، ونريد أن نسمع صوت الناس لنبني السودان الجديد معاً».
وحتى الآن، الحديث جميل جدا ويستحق الإشادة وتقديم الشكر مباشرة لسيادة الرئيس على إيمانه بأن الحرية حق مكفول للجميع، وإنه يرغب ويدعو إلى سماع صوت الشعب «الغلبان» حتى يتمكن من وضع يديه على أيديهم من أجل خلق السودان الذي نحلم في يوم قريب بأن يكون. لكن في ذات الوقت، تأتي الحيرة الشديدة، فكيف تكون الحرية مكفولة للجميع بينما بعض الشباب الذين خرجوا في مظاهرة سلمية منذ الثلاثين من الشهر الماضي لا يزالون قيد الاعتقال حتى اليوم. لقد شاهدت لقطات لأمهات يحملن صور أبنائهن مطالبات بإطلاق سراحهم. فماذا كانت جريرتهم سوى محاولة إسماع صوتهم ورفع طلباتهم من أجل تحسين أوضاعهم؟
إننا نتفق مع سيادة الرئيس بأن الحرية هي حق مكفول للجميع، ولا جدال. لكن في ذات الوقت لا بد لنا من المطالبة بتهيئة المناخ المناسب من أجل تشجيع الشباب على الحديث والاجتماع والنقاش حول أوضاع بلادهم التي لا أشك في أنهم يتمنون لها الازدهار والتقدم والنجاح. ولكي يستطيع مزيد من الشباب أن يلبي نداء الرئيس بالتحدث من اجل إسماع أصواتهم، لا بد لهم من التأكد أنهم يعيشون في أمان وفي أجواء دافئة تمكنهم من التعبير عن أنفسهم. وتبدأ هذه الدورة حينما يطلقون سراح الشباب الذين مازالوا قيد الاعتقال اليوم، بما فيهم الصحافيون الذين لا يحملون في أيديهم سوى أوراق وأقلام وقلوب عامرة بحب الوطن.

الصحافة

تعليق واحد

  1. سوال عزيزتي غادة
    هل يرأس البشير حزب الموتمر ام الموتمر الوطني يحكم البشير…وكل الدلائل تشير الي ان المشير هو اكبر دلدول في السودان

  2. عزيزتي غادة سيادة الرئس لا يدري شئ عن ما يدور في البلد فاذا اردتي ان تسالي عن الشباب اسالي علي عثمان ولا ضار علي ضار فهذا البشير مغيب تمام فهو يجعجع فقط والناس مستكتره فيه الرجم كما زعم والا كيف يقول هذا الكلام وقد اعدم في زمنه من حاول ان ياتي بنفس الدبابه التي جاء عليها النظام المشؤوم واتمني من البشكير ان يزور الصحفين في سجون قوش ويسال عن ابوذر واصحابه وثانيا اختي العزيزه النساء الاتكلمتي عنهن حاملات صور اولادهن اعتقلوهن هن كمان وكانت معهن المناضلة القويه الدكتوره مريم الصادق المهدي ملاحظه اختي غادة كنت اتمني ان تكوني مثل ابوك ولكن ابابع مقالاتك بشقف واجدك تتحدثي من برج عاجي ودي لكي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..