عديـــــلة وزيـــن

تـــــأمـــلات
عديـــــلـة وزيـــن
لمياء شمت
[email protected]
جدير بكل الذي يدور في الجوار،وتحديداً في أفق الجغرافيا القريبة المحيطة بنا،أن يشكل حافز إستثنائي لضبط ذلك المفهوم المضطرب عن الذات/الآخر،ومراجعة حزم الأفكار الجاهزة والوثوقيات الجامدة،التي ظلت تغذي ذلك المفهوم المتعالي للذات،في مقابل تكريس دونية الآخر ،وإعابته إلى حد قد يبلغ تعمد تسفيله ونزع إنسانيته.
فمرة بعد مرة يسخو القدر بسانحات نادرة للتدبر،وإجالة النظر في سجل بعض المحتويات منتهية الصلاحية في ثقافتنا الماثلة،والتي قد تنطوي على مضمر فادح من التصورات الخاطئة،والتعميمات المجانية الطامسة للوعي،وأستمراء المساكنة الضارة مع أفتراضات هشة،وتصورات تنقصها الموضوعية،بل ومسبقات موهومة،تتفاعل حثيثاً لتخدير العقل وتغييبه،بما قد يُفضي لعضال الغيبوبة والسبات،حيث لا فكاك ولا نجاة إلا بإفاقة عنيفة وصحو قاسي مخُزٍ.
فما يحمله بعضنا من تنميطات شائعة،وأختزالات مخلة عن الشعوب المجاورة لنا،يمثل بلا أدنى شك إجحاف وأذى مركب مزدوج الأثر،يعمه في تأثيره الضار على إنسانيتنا وشخصيتنا الحضارية.فالحالة المصرية الراهنة تتطوع بمثال مُفرد على حوجتنا المُلحّة لإعادة النظر،ومجابهة الذات ومثاقفتها،وصولاً لفضيلة الإرتياب،والتجديد المفاهيمي،لإسترداد الوعي،ولطرد ما وغر في دمانا من قذى الأفكار الجزافية المتحاملة،(وعصارة الكذب المخيف).
فكل ما حولنا يحض جسمنا الثقافي بإصرار على تكوين مقاومة معنوية وذهنية،تعيدنا لسويتنا الإنسانية والحضارية،وتنأى بعقلنا الجمعي عن محاضن الفصامات القيمية والأخلاقية،ودركات التعتيم والتشويه والتشويش والإرباك.فشمس الآخرين لا تدور بالضرورة حول كوكبنا المقدس،وحتماً لا حاجة بنا لإعادة محاكمة جاليلو،وتجريعه تلك الكأس،لإعتماد كشوفاته المستفزة لطمأنينة الأفتراضات الموهومة،والمُسلمات الباردة.
(نهار جاسر الوثبة حاسم) في مصر الباسلة،قد تكفل بإدخال عملاق الحق في سم خياط السلطة،ليهب المُخدرين عبر المدى،وهلة أخرى نادرة للخروج الطوعي من غشوات التنويم المغنطيسي طويل الأمد،ولأختراق الأسيجة الدوغمائية المكهربة.وليمنح سانحة مؤاتية لضرب الأمثلة الحية،وللتحذير الفطن من خطر الدهماء الغافلة،المغيبة الوعي،تماماً كما أنذر أبن رشد.وهي صيحة تحذير داوية إختزنتها ذاكرة التراث الأنساني في الأزل،عبر تنوعات الزمان والمكان.فذاك أبوحيان التوحيدي يُسطر ما عرفه عن الدهماء من تأرجح الأفكار،والتبديل المستمر للأهواء والولاءات،بلا رادع أو وازع.وهناك شكسبير الذي ظل ينزع ثقته عن الغوغاء في جل رصيده الإبداعي،ويؤكد ما أستطاع على خطورتهم على الحق،بل ولا يتردد في وصفهم بالكتلة الرعناء الشوهاء،القابلة للتدجين والأستغفال،وبأنهم السلاح المسترخص،المتاح هوناًً لإعادة التعبئة والتوجيه.ففي مسرحية (يوليوس قيصر) يكون خطأ بروتس القاتل أنه قد أختار ان يخاطب عقل الدهماء المُخدر الغافي،بينما يُدرك مارك أنتوني بمكره الحاذق،أن عليه أن يهيل على أسماعهم بهارات التأثير،والأستقطاب،وتجييش المشاعر،والشحن الديماجوجي الغوغائي الأجوف.
ولعل ذلك مجتمعاً يشي بأن التغيير لابد أن يكون في جوهره صحوة تنويرية توعوية مثابرة،وخلخلة متئدة لواجهات الخرافات المصنمة،وتصعيد دؤوب لمجابهة التجهيل المنظم،والأكاذيب المحروسة،ودحض متبصر للأخدوعات الهزيلة المتورمة شحماً،وإبطال مقتدر للحراسة الأستحواذية الشرسة على الوعي،بأرتكابات توعوية جسورة ولحوحة ومضطردة،تغذي الوعي والضمير ليستبشع بؤس الصمت المتواطئ،والمعيش المهادن،وسلامة الفرجة.فذلك هو تحديداً جوهر الثورة البيضاء المسالمة،التي قادها شباب يافع،جعل العالم يقف خاشعاً في إصطفاف وجداني مهيب،ليكلل هاماتهم بالأزهار،ويرسم فوقها شارات النصر (وقُبل الدعاء).
فشيوع الرقمنة وتقاناتها هو أحد العوامل المؤثرة التي عكف الشباب،الذين أختاروا وطنهم ،على تسخيره،ليحولوا به ما أُريد له أن يكون عبث وتغييب وإلهاء وخدر،إلى منصات صواريخ تنوير ووعي عابرة للتضاريس الأجتماعية والثقافية والأثنية.وإلى تواصل شبكي دؤوب،تفرعت منه غرف عمليات أفتراضية،جعلت من مراودات الثورة المائجة في الصدور،ممكناً تطاله الأيدى القادرة.فشاع عبق العديلة و(هست رياح النور في ريش الظلام)،رغم الحس الأمني المتمرس في هشم المداميك وتخميد البوادر،والذي لم يتردد بدوره في إشهار مسدسه علناً،دون أن يكتفي بتحسسه هذه المرة.هذا على الرغم من أن هيئة الإرصاد السلطوي قد كثفت من إذاعة نشرات أحوال طقس متوالية،تؤكد بأن الإعصار هو محض حزمة تيارات مدارية ضالة،وأن دمدمات الرعد هي مجرد فرقعات هوائية،وتفريغ كهربي محدود !
-إنتهى-
ها ناااااس الفاهم حاجة يشرح لينا .
يا ود البلد بالعربي كده شمت قالت ليك كنا فاكرين المصريين ديل ااي كلام لما ترسخ لدينا عبر الازمنة وتوارثته الاجيال السودانية فلنعيد النظر ,,
الموضوع جميل بس ما يحيرني هو اختيار العنوان
غايتوا دق صدرك يا ود البلد
ليشيع عبق العديلة ويعطر المكان
وتسلموا
اتفق معك في الشكل واختلف في الجوهر ,المضمون ايجابي تخلله عدة سلبيات.لو ما فهمت حاجة من الكلام ده معناه انت حاسه بينا او اعذري جهلي
أهاااااا. البنت دي جرس انذار لمنى أبوزيد ومنى عبدالفتاح اللي كانوا بيمثله هلال مريخ. أنا هلالابي بس ما بقول ليكم ياتا فيهن الهلال وياتا المريخ لكن أقول ليهن شدو حليكم البنية دي أكيد هي أهلي شندي القالو عنه حيشيل الوصافة من المريخ في الدوريات الجاية.
في البدء لك الشكر على ما طرحتية من موضوع يتبوتق على ارض الواقع الجديد ولكن اختلف معك في عديلة وزين حيث ان لا عديلة ولا زين في المجال السياسي الذي يعيشه الوطن العربي ما دامت هناك حدود وجوازات ولا عديلة وزين الا في الولايات العربية المتحدة التي لم استشف في الواقع السياسي اي حاكم او ذو سلطة يهمه الوحدة العربية.
لا شلت يمينك يا لمياء الشموخ
هذه هي العاصفة التي هبت عاتية فلا يقف في وجهها شيءتقتلع كل الفراعة والتماثيل والجيف التي انهكت كاهلنا وحولت حياتنا الي جحيم , وابتساماتنا وافراحنا الي ماتم , ويجري بينهم النيل حزينا متلهفا خجلا
ينادي في البوادي في الصحاري
اين النساء اين الرجال اين شباب بلادي
فيا نيلي لا تحزن فانت لاتعرف الفتور فانت الذي علمتنا ان الجبن عار
قدا بل اليوم سوف نقدم لك القربان
امثال البشير وبقية الدود التي تنخر في العظام
فلا تحزن وتوشح الفرح فلا بعد اليوم انقسام
كلامك كله صاح ياحلاوه انا لغاية هسع ما مصدق انو المصريين فنقلو مبارك بانكشاريته وزبانيته وسند اسرائيل واليانكي له
ديل البقولوا عليهم المسقفاتية يا ود البلد .من سقف يسقف سقفاً . يطبلوا ليهم و يهم يمرحوا. مرة نقد و مرة سياسة الله يستر ما تكون ناوية تترشح للرئاسة( )