اخطار الانهيار الاقتصادي «2»

جاء في الحديث القدسي: «من يعرفني ولا يخافني سلطت عليه من لا يعرفني». هذا الحديث القدسي ينطبق وبنسبة مائة في المائة على السودان وشعبه المسكين، وهذا التسلط من قبل أمريكا التي لا تعرف اللَّه والقيم مثال لهذا التسلط الغاشم على شعب السودان.
فقد كتبت صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، أن الاعتمادات المستندية ما زالت حبيسة أدراج المصارف التي تبحث عن مصرف متعاون ومقبول للمصدرين منذ أشهر، وسط تستر حكومي ومحاولات ماراثونية للبحث عن حلول من ضمنها تخفيف حدة العقوبات الأمريكية. وتضيف الصحيفة بأن موردين سودانيين لديهم ثروات بالخارج في مصارف أجنبية يترددون عن المخاطرة بأموالهم وتوفير البضائع المطلوبة، خاصة وإن الإدارة الأمريكية صارت أكثر نشاطاً في ملاحقة المصارف التي تقدم مثل هذه التسهيلات. والمصارف تخشى العقوبات الأمريكية وقد شملت هذه العقوبات بنكي: «كوميرز بانك» و«دويتشه» الألمانيين و«أوني كريديت» الإيطالي و«كرديت أقري كول» و«سوسيتيه جنرال» الفرنسيين!
وتقول المصادر، تتابع الصحيفة أن نذر حدوث أزمة في القمح بدأت تلوح منذ خمسة أيام، وأضافت أن آخر المصارف الخارجية التي كانت تتعاون مع السودان وهي البنوك القطرية لكنها هي الأخرى باتت تجد صعوبات في فتح اعتمادات لنظيرتها السودانية منذ الشهر الماضي.
أمريكا تتعامل مع الدول التي لا تشاركها الرأي بطريقة عصابات الشوارع التي تسيطر على مناطق محددة تفرض فيها أتاوات على المحلات التجارية والشركات الصغيرة في منطقة نفوذها، وتفرض عليها أتاوات تدفعها صاغرة وإن لم تدفع فإن الموت محتوم للرافضين. طورت أمريكا المبدأ وأصبحت تتحكم في مصير الشعوب بالعقوبات التي تفرضها على الدول، فعصابات الشوارع في أمريكا تتحكم في الشوارع، وأمريكا تتحكم في مصير الشعوب.
بالنسبة لإيران فإن لديها أوراقاً تلعب بها وتقلبها أثناء اللعبة السياسية، وهذه الأوراق لا تقذف بها إيران مجتمعة إنما ترمي بواحدة يدور حولها النقاش طويلاً وتنال منها بعض المكاسب، وحين تشتد الضغوط تقذف بورقة أخرى تطيل من أجل الحوار وهكذا فإن إيران بحوارها الممتد تنال ما تريد أو بعض ما تريد، ولكن نظامنا الحاكم يفتقر إلى فنون الحوار الذي يأتي إليه دون ما يحمل أوراقاً لهذا الحوار، وهو في هذه الحالة يلعب دور المستجدي الضعيف، وخسر السودان الكثير في كل المفاوضات التي خاضها مع أمريكا، وكانت الخسارة الكبرى والقاتلة في مفاوضات نيفاشا التي تنازل فيها دون مقابل عن جزء مهم من أرضه، الأمر الذي فتح الباب واسعاً أمام انفصالات أخرى، وهنا أود أن أشير إلى أمر مهم وهو نوعية العقوبات التي فرضتها أمريكا على السودان، فمعظم هذه العقوبات فرضت في عهد الرئيس جورج بوش الابن وهذه العقوبات تمت إجازتها بواسطة الكونغرس، وهذا النوع من العقوبات يدخل كقوانين ضمن الدستور الأمريكي وإلغاء مثل هذه العقوبات يتطلب عقوداً من السنين. أما العقوبات التي يفرضها الرئيس الأمريكي فإنه يستطيع رفعها دون الرجوع إلى أية جهة!
فحتى لو تم رفع العقوبات فإن هذا الرفع ينطبق على تلك التي فرضها الرئيس، أما العقوبات الأساسية فستبقى لأن رفعها يستغرق عشرات السنين، وهذا ما يواجه أمريكا بالنسبة للعقوبات التي فرضتها على كوبا، فكوبا لم تطالب برفع العقوبات بل عملت كل جهدها لتخفيف أضرارها للحد الأدنى، أما الذي يعاني من هذه العقوبات حقاً فهي أمريكا التي فرضتها، ويكفي القول عن كوبا إن النظام الصحي فيها هو الأحسن في العالم باعتراف منظمة الصحة العالمية، فكل الرؤساء أو معظمهم في أمريكا الجنوبية يتم علاجهم في كوبا، وما دام الشعب الكوبي يتمتع بالصحة فإن ذلك يعني أنه يتمتع بالقوة المطلوبة للإنتاج والتي واجه بها وحدها العقوبات! فكوبا اليوم وبعد أكثر من نصف قرن من العقوبات لا تحمل هماً لعقوبات فرضت عليها بل إن الذي يعاني هو ذات أمريكا التي فرضتها!
والأنموذج الكوبي أصبح يحتذى في أمريكا اللاتينية، فكان سبباً في انتفاضة تلك الدول التي كانت بمثابة حديقة خلفية لأمريكا. والنماذج الواردة نماذج لدول قوية تعرف كيف تستطيع أن تفاوض، ولكن لها أوراق للتفاوض، وفي ذات الوقت تعمل لصالح شعوبها، ولكن النظام الحاكم يملك الأوراق ولكنه يسيء استخدامها، بل لا يستخدمها ولا يعتمد عليها كثيراً، ودائماً لا ينسى ورقة الاستجداء ناسياً أن أمريكا لا ترحم الضعفاء.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ما علاقة العنوان بالموضوع!!!! لم تذكر شيئا عن أخطار الإنهيار الإقتصادي !!!! من المفترض أن الكاتب إقتصادي مرموق !!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..