شباب السودان وقود المحرقه والامل المفقود

تكونت الاحزاب السياسيه السودانيه منتصف الاربيعينات اعني (الحاضنه الاساسيه ) لم تلبث هذه الاحزاب عقدين من الزمان (عمر الزهور) حتي تولي قيادتها رؤساء في بداية العقد الستين من القرن الماضي فتزواجو مع سدتها زواجا كاثوليكيا لاينتهي الا بالوفاه مايدهش ان دورتهم الرئاسيه استمرت ولاتزال لاكثر من نصف قرن وهي ذات الفترة التي ظل السودان يرزح فيها تحت حكم العسكر بعد الاستقلال (50 عاما الاحزاب محكومه حكم فرد و50عاما السودان يتحكم فيه فرد يحكم عسكريا تتوزع علي ثلاث فترات ).
وهنا نطرح تساؤلات لعل الاجابه عليها تمثل مدخلا لحل القضيه السياسيه المتأزمه
حسب اخر احصاء للسكان في السودان فئة الشباب فيه فاقت ال 70% هذه الفئه المهوله يتحكم في طاقتها ساسه تجاوزو ال 70 من العمر يمثلون كسر رباعي من الواحد 0.0001% فكيف بربكم يحدث التغيير المنشود؟
ولعلنا ندرك لماذا تموت هذه الامه ؟ اذا اجرينا مقابله عشوائيه سريعه
كم تبلغ نسبة الشباب في المؤسسات الحزبيه(حكومه اومعارضه ) ؟ وماهو تأثيرها علي مجريات وصناعة القرار في احزابها ؟ كم عدد الشباب الذين يرأسون احزابا سياسيه ؟ كم نسبة الشباب علي مستوي رئاسة الجمهوريه والدستوريون والنواب والادارات العليا ؟ بل حتي علي مستوي ادني هيكل في الوحدات الاداريه اللجان الشعبيه ؟كم تبلغ هذه النسب ؟ نسبه تقارب العدم
بالمقابل نجد ان ملايين الشباب راحو ضحية للتطاحن السياسي الذي انتجته هذه الذهنيات السبعينيه المتسلطه
كم عدد القتلي في الجنوب من الشباب ؟كم عدد قتلي الحركات المسلحه من الشباب في دارفور ؟كم عدد قتلي الشباب من الاذرع المسلحه للتتظيمات السياسيه المدنيه ؟ واين قادة وموجهي هذه الشريحه الهامه اليوم ؟ اغلبهم ولجو القصر الجمهوري وسجنو الشباب في (الهامش والتشريد والبطاله والفقر والهجره واللجوء ) تذكرت مقوله قاسيه لاحد الفلاسفه (الحرب يشعلها اناس يعرفون بعضهم البعض ولايقتلون بعضهم البعض وقودها اناس لايعرفون بعضهم البعض ويقتلون بعضهم البعض )هذه المقوله تجسد واقعنا السياسي والحزبي في السودان اليوم وخصوصا المعادله المختله بين الشباب وقادة الاحزاب جملة .
الاعمال المدنيه ضد الشموليات كلها وقودها الشباب الي اخر عمل مدني سلمي انتفاضة سبتمبر كان ضحاياها كلهم من الشباب ولم تسجل ضحيه واحده من الاستغلالين ومتسلقي الضحايا ورؤساء الاحزاب
ياشباب السودان ان الهياكل الموات التي تسمي (تجاوزا) احزابا شبعت موتا وكنتم لها وقودا طوال الفترات الماضيه واستغلتكم ابشع الاستغلال لقتل بعضكم البعض لمصلحتها هي فقط
ان الاوان لانتفاضه علي هذه الهياكل وتكوين اطر جديده تشبه حيوية هذه الامه وشبابها
ان الاوان للالتقاء علي برنامج حد ادني بين الشباب يتجاوز الفزاعات الفارغه التي استخدمها رؤساء الاحزاب تاريخيا لمزيد من تثبيتهم علي مقاعد الرئاسه (حكومه او معارضة )وما يستتبع ذلك من تحكم في مصير هذه الامه التي لم تجن من فترات بقاءهم سوي التقسيم (علي مستوي الدوله والاحزاب )والحروب والفقر والجوع والتشريد واللجوء والمنافي
ان ساسة لم يستطيعو ان يبنو احزابا ديمقراطيه حديثه يتم فيها تبادل الافكار قبل المقاعد وتساهم جميع فئاتها في اتخاذ القرار لهم ساسة عاجزون والاحزاب التي يرأسونها ليست جديره بالانتماء اليها لذا احملو هؤلاء علي الاستقاله او اتركو لهم بيوت العناكب التي زعمو انهم بنوها واسسو لكم هياكل عصريه تنبذ اول ماتنبذ الحرب والاقتتال هياكل برامجيه خدميه بدأتم ومضاتها ( شارع الحوادث وشباب التغيير ونفير ) هياكل همها المواطن وامنه واستقراره ومعيشته بعيدا عن التشوهات السياسيه الموروثه .
ان قضية الشباب في جميع التنظيمات واحده انهم وقود الحرب ووقود السلم وميزان القوي الرجيح في ساعة العركه ولكنهم اللاجئون والمشردون والبطاله حين يتعلق الامر بالتسويات بين الساسه الانتهازيون .
ياشباب السودان اتحدو

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..