جيوب مليئة = عقول خاوية

وائل.. المليارات.. خاله.. معتقلون.. بري.. مشهور.. أعمال.. خمور.. مصعب.. الدور.. براءة.. بلغت.. ميناء.. ابن.. بدم.. ثلاثة.. شكوك.. طالبة.. السابع.. المشرحة.. المخدرات.. ولاية.. القتيل.. مستشفى.. قريبه.. 2006م.. الوالي.. محكمة.. الخرطوم.. شرق..كان.. حالة.. دكتور.. سكر.. عقيل.. شحنة.. الكسور.. الخامس.. سوار الذهب.. المتعددة.. ألواح.. النزيف.. بورتسودان.. الحاد.. دائرة الشديد.. المختبرات.. الذي.. إلى.. تهشمية.. كحول.. المجني.. وجود.. في.. النور.. الصدر.. الجنائية.. أشار.. عليه.. الرابع.. عمد.. وجروح..
سؤالي الملح ليس للقارئ العادي، بل للقارئ المتمرس الفطن الذكي والخارق هل فهمت شيئاً مما سبق من الكلمات والحروف والأرقام والألغاز؟! إذا كان الإجابة بنعم فبالتأكيد أنت مدرك لما يحدث في السودان.
منذ فترة طويلة اعتدت وتمرست بين حين وآخر على هذه النوعية الخاصة جداً بي من الكتابة وأسميتها بـ (المبهمة)، وأمنحك حرية تسميتها كيف تشاء..
بعد أكثر من عام من حدوثها، فقط أقل من أسبوع ولأول مرة أسمع بجريمة شقة (بري) الشهيرة التي راح ضحيتها طالب جامعي يدعى (وائل) كان ضمن مجموعة شبابية من الجنسين في خلوة غير شرعية وسهرة (حمراء) كما يحلو للكثيرين.
يقال (8) متهمين نصفهم فتيات وتاسعهم نجل رجل أعمال شهير، وإن كانت الروايات والأرقام متناقضة، وقبلها بأسبوعين انتشر خبر الزواج الأسطوري بكل تفاصيله الدقيقة والصغيرة (المهر.. الفنان.. الشيلة.. التصوير.. الذهب.. التياب.. الميك أب.. السفن أب…… إلخ)، زواج المليارات الست بكل المقاييس ترف وإسراف وتبذير وهلاك للأموال والحساب والظلم لأنفسهم (أهل العرس) ومع ذلك تم الإعلان عنهم، عكس جريمة شقة (بري) واختلاسات ولاية الخرطوم الفلكية، الإشارات كانت بالحروف والأرقام كما هي لوحات السيارات تماماً.. جريمتي (بري) و(الولاية) حق عام اقتص من قوت الشعب، الزواج البزخي حق خاص ومال خاص ومن يحاسبهم هو من أعطاهم، من أين اكتسبوا وفيم أنفقوا.. نريد وكل الشارع أسماء كل المتورطين والمتورطات كاملة غير منقوصة مع أصلهم وفصلهم وقبائلهم.. وكذلك الإشهار برجال الأعمال والمسؤولين آباء المفسدون في الأرض والهاتكين للأعراض والزاهقين للأنفس الذين يعتقدون أن التربية وإظهار النعمة بالفلوس (السائبة) بلا حساب ولا رقيب..
جريمة (بري) يجب تسميتها، في نظري هي سهرة وليلة (سوداء) بكل المقاييس اختلط فيها الحابل بالنابل.. الطالب بزميلته وأبناء المسؤولين والميسورين بفقراء المجتمع والخمر والميسر والمخدرات واجتمع كل ما هو ممنوع لأنهم فوق القانون، ويدركون تماماً إمكانية خروجهم من أية مشكلة مهما كبرت مثل (الشعرة من العجين)، براءة آل.. أي (براءة) وأي (عشرة آلاف) وأي (تلاتة) شهور.. وفي حال عدم الدفع (ستة أشهر)، يا سيدي ديل قادرين ومستعدين يدفعوا الـ (عشرة) دي ولا يُسجن البيه (ابنهم) مقابل كل ساعة محكومية، أضرب الستة أشهر في تلاتين يوم في أربعة وعشرين ساعة وأجمع حاصل الضرب (4.320.000) جنيه ما عارف الرقم دا حسابه بالقديم أم الجديد.
(استبعد مدير مشرحة الخرطوم دكتور عقيل النور سوار الذهب عند مثوله أمام بوصفه المشرح لجثة قتيل شقة بري وشاهداً للاتهام، أن يكون القتيل قد ألقى بنفسه على الأرض من أعلى البناية تخوفاً من الشرطة، لأنه ، معضداً قوله بتقرير دائرة المختبرات الجنائية الذي أشار إلى وجود كحول بدم المجني عليه.
وكشف د. عقيل أمام القاضي أسامة عثمان بشير الكسور المتعددة في ألواح الصدر والنزيف الحاد الشديد، مضيفاً بأن التشريح أثبت وجود خدش طولي في العنق وجرح رضي بعضد اليد اليمنى وجروح تهشمية بعضد اليد وتورم بمنطقة الثدي الأيمن وثقب في الرئة وكسور في الضلوع وعظمة الصدر وعظمة الحوض وتهشيم المثانة، وأبان بأنه قد تسلم المجني عليه وهو في حالة وفاة).
(تشير تفاصيل الحادث إلى أن مجموعة من الشباب اجتمعوا داخل شقة بمنطقة بري برفقة عدد من الفتيات وبحوزتهم كميات من الخمور والحشيش، وفي أثناء وجودهم حدثت خلافات بين شابين نتج عنها تشابك بالأيدي مما أدى لمقتل شاب، وأن إحدى الفتيات اتصلت بالشرطة التي خفت إلى مكان الحادث. وأسعف المصاب إلى المستشفى إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة، وزعم المتهمون أنه ألقى بنفسه عبر البلكونة، إلا أن الطبيب أكد وجود شبهة جنائية في الحادث.
أسدل الستار أخيرا وسط إجراءات أمنية مشددة بمحكمة جنايات امتداد الدرجة بالخرطوم شرق على قضية قتيل شقة بري حيث امتلأت المحكمة بشرطة النجدة والعمليات وبقاعة مولانا عصمت سليمان المشرف العام للمحكمة وبعدد كبير من ذوي المرحوم وأهل المتهمين والمتهمات اصدر قاضي المحكمة القرار الصادر ببراءة جميع المتهمين والمتهمات حيث اكتفت المحكمة الموقرة بالمدة التي قضوها بالسجن فيما أدانت المحكمة المتهم السادس ابن احد رجال الأعمال المعروفين بالسجن لمدة ثلاثة أشهر تحت طائلة المادة 164 الحجز غير المشروع والغرامة عشرة ألف جنيه وبالعدم السجن ستة أشهر أخرى فيما حكم بالجلد أربعين جلدة لكل من المتهمين الخامس والسادس تحت المادة 78 شرب الخمر وبحسب قضية الاتهام والتي يواجه فيه المتهمون الستة التهمة تحت طائلة المادة 21 الاشتراك في القتل العمد.
وتعود التفاصيل إلى بلاغ تلقته شرطة النجدة من إحدى المتهمات تفيد فيه بأنهم معتقلين في إحدى الشقق بمنطقة بري حي الأمراء شارع المعرض. وعند وصول الشرطة لمكان الحادث وجدت القتيل سقط من أعلى البناية وتم نقله للمستشفى في محاولة لإسعافه لكنه توفى متأثرا بجراحه وتم القبض على عدد من المتهمين داخل الشقة وعند التحقيق معهم ارشدوا على البقية وتم القبض عليهم وإخضاعهم للتحقيقات فيما اعترفوا خلالها بتواجدهم داخل الشقة مكان الحدث وبرفقة القتيل فيما اعترف نجل رجل الأعمال بأنه أغلق الشقة على المتهمات والمتهمين ورفض فتحها فيما ذكرت المتهمات عند استجوابهن لدى المحكمة بان المرحوم كان في حالة سكر ونفى المتهمين إلقاءهم الشاب من أعلى البناية ودفعوا بأنه سقط من نافذة إحدى البلكونات بالشقة دون أن يراه احدهم).
التربية قبل التعليم (وزارة التربية والتعليم) ولا يليق ولا يستطيع شخص جاهل أن يتفوه بقوله (وزارة التعليم والتربية) والسبب منع من نطقه الثقل، وقديماً كانت تسمية الوزارة بالقول والفعل عكس ما يحدث الآن لا تربية ولا تعليم، يعني يدخل الطفل الروضة ويتخرج من الجامعة بلا (حُمص)، المسؤولية مشتركة بين البيت والمدرسة والجامعة والجامع والشارع، واللافت انه كلما كانت البطون منتفخة والجيوب مليئة كلما كانت العقول خاوية..
هل العقاب في كل الجرائم بدءاً باختلاسات مكتب الوالي مروراً بشحنة القرن ببورتسودان وانتهاء بشقة (بري) يتناسب مع الجرم المقترف والتستر وعدم التشهير والرموز بالأرقام والألقاب؟! هناك شركاء آخرون حقيقيون خلاف المتهمين المباشرين وراء هذه الكوارث..
الفقرات التي بين الأقواس منقولة من بعض الصحف والمواقع السودانية.
” كلما كانت البطون منتفخة والجيوب مليئة كلما كانت العقول خاوية”
التعميم اخل بالمقال يا ساتاذنا
توخى الحلال فى مطعمك واطعم ابناءك من حلال ، والله هو الحافظ
اما خلاف ذلك .. فلاتلومن الا نفسك
ودمت