تعليم الأساس..؟ حق للجميع ومسؤولية على الدولة

يدور الحديث فى الصحف ..فى الأحياء ..فى المساجد.. فى المدارس و الجامعات …. عن التعليم و تعليم الأساس بأهتمام و قلق ومعانات الاباء و الامهات وتكاليفه التى ترتفع “هندسيا” وبأتجاه الدولة لرفع يديها عنه بشكل خاص ..ترددت كثيرا في تناوله و مناقشته لانه “غريب” و لا يستقيم مع سعينا لبناء الامة , ولم يسبقنا عليه احد حتى في عقر دار النظام الراسمالي .. تعليم الاساس في كل الدنيا وحتى في عقر دار ادم سميث و غيرها مسئوليه الدوله..وحين يكون التعليم بخير فالوطن بخير كما قال تشرشيل بعد هزيمة بريطانيا و حلفائها فى الحرب العالمية (التعليم بخير- القضاء بخير أذن بريطانيا بخير)..ثم ان الذين يتحدثون عنه ظهروا فجاة للمناداة به وبصوت عال و من مواقع المسؤولية فى بعض الاحيان .. بدا البعض ينادي بان ترفع الدولة يدها عن التعليم وبعضهم حدد ونادى بان يتولّى القطاع الخاص 70% على الاقل من تعليم الاساس رغم أن اغلب ان لم أقل الجميع ممن يتولّون أمر البلد تلقوا تعليمهم (و بعضنا حتى الجامعى ) على نفقة الدولة بل ذهبنا و أبتعثنا للدراسات العليا فى أرقى جامعات العالم .. لماذا دائما نسعى للخروج من الدائرة العامة التي تعارف عليها الناس فى امور و مبادىء اتفقوا حولها منذ سنوات بل قرون.. ولماذا ينسى البعض ان التعليم والصحة (فى مراحلها الاساسية )من مسؤوليات الدولة.. نعم حتى الصحة والعلاج يجب ان يكون متاحا للجميع وليس من العدل والمنطق ان نحرم جزء وجزء كبير من المواطنين من الحقوق الاساسية … وكما قلنا فان تعليم الاساس مجانا.. واجباري في الولايات المتحدة( عقر دار الاقتصاد الحر و النظام الرأسمالى ) بالاضافة لوجود مؤسسات عديدة تتبع للمجتمع وتقدم الخدمات لتيسير أمر التعليم و الصحة للجميع ولغير القادرين بصفة خاصة و لولا هذه النظرة الانسانية فى المقام الاول و الرؤيا المستقبلية و أحترام حقوق المواطن غض النظر عن لونه و جنسه و فقره و غناه فى المقام الثانى لما كان من الممكن أن يقود أمريكا بل و العالم أوباما ” أخونا فى العرق و الدم” ..و مارتن لوثر
وكفاح الامريكان السود لنيل حقوقهم.. EQUAL RIGHTS AMMENDMENTS ..I HAVE A DREAM
.. وبالطبع لانرى غضاضة .. ولسنا ضد ان يقوم البعض الذين اكرمهم الله بالمال والامكانيات بتعليم ابنائهم بالطريقة التي يرونها فقط على أن تتولّى الدولة مسؤولية توفير تعليم الاساس للجميع..حين يقول طه حسين ان التعليم كالماء و الهواء ( وهما أصل الحياة )فانه يعني ان لاحياه بلا تعليم و حين تقوم حكومات الانظمه الغربيه الراسماليه بتحمل كل تكاليف تعليم الاساس و نحن نطالب في العالم الثالث الفقير برسوم امتحانات فهذا امر يجب ان يعالج باي شكل من الاشكال ..و حين يكون التعليم متاحا لمن يدفع فاننا نضع المتاريس امام نهضة الامه فالامم لا تنهض الا بالعلم, و العلماء ياتون من النجباء و لا يشترط ان يكونوا من اسر تملك المال.. المبعوثون السودانيون من كاليفورنيا في الغرب الامريكي الي اقاصي الشرق فى “كورنيل وماسستوشس اثبتوا جدارتهم العلمية و قدرتهم التي لم تات من فراغ و انما هو انتاج تعليم اساس جيد وجامعى متفرّد كنّا ننعم به…. والنبوغ في الاصل معادله: الموهبه الالهيه + التعليم الجيد=عالم ممتاز ..و هذا هو الذى ميّز السودانيين أينما حلّوا …. وبهذه المناسبة نرفع “قبعتنا” تقديرا و أعتزازا بكلية الطب جامعة الخرطوم بفوز طلابها فى المسابقة الدولية التى عقدت فى ماليزيا قبل أيّام رغم الظروف اللوجستية التى صاحبت ترتيبات مشاركتهم فيها ..
حال التعليم في البلد يحتاج لوقفه جادة مجردة من اي عوامل حزبية أوجهوية ..تعليم الاساس مسؤلية الدولة وهوالقاعدة( القريد بيم) التي يقوم عليها بناء الامة .. و كان كذلك الي وقت قريب.. ابن الوزير والغفير في المدرسة الحكومية الوااااحدة بمعلمين مؤهلين.. (يا حليل أيّام بخت الرضا و “تفريخ” المعلم المؤهل و المعد للبناء ) …لادروس خصوصية .. لا درس عصر.. لامدرسة خاصة..لاحافلة.. لا سيارات ولا..و لا.. كل اولاد الحى يتعلمون من الاولية( الابتدائية) الى الثانوية معا ..مدارس ترعاها الدولة ..وظهرت المدارس الاهلية للضرورة (وهى غير الخاصة) في مرحلة الثانوية بعدد محدود و بمبادرات مؤتمر الخريجين و الحركة الوطنية بصفة عامة .. كانت مهنة التدريس مقدسة ومقدرة..كانت معاهد التربية و بخت الرضا” الان جامعة مع التحايا للاخ البروف الطيب عبدالوهاب مديرها” تغطى المدارس على طول البلاد وعرضها ..كان القبول لهذه المعاهد بعد تمحيص وتدقيق.. فهم المسؤلوون بدورهم عن اعداد المدرسين لحمل الرسالة .. “قم للمعلّم وفّه التبجيل.. كاد المعلم ان يكون رسولا”.. و”من علمني حرفا صرت له عبدا”.. و في الغرب ../اوربا وامريكا وبعض دول اسيا”الشرقية” فأنّ مهنة المعلم مقدسة ومحترمة ( ونحن الذين تعلّمنا عقيدتنا : من علمنى حرفا صرت له عبدا.. و نصحنا بالسعى للعلم و التعلّم فى أقاصى الدنيا).. وحين ينال احد ابناء الاسرة هناك شرف الانتماء لمهنة المعلم فتلك مفخرة تعلن للجيران وسكان الحى :حكى احد الاخوة بانه لاحظ فى شارع شقته( فى لندن) الانوار والزينة فظن حسب ثقافتنا ان بنت الجيران تقدم لها خطيب ولكنه علم بان الاسرة تحتفل بقبول احد ابنائها في مهنة التدريس. وهذه شهادة يفتخر المعلم و اسرته و لابد ان يحاط من حولها علما بذلك…
ان تعليم الاساس هو من أهم وأخطر مسؤوليات الدوله( والاسم يدلّ على المضمون) و اطالب بشده و احرض كل من يستطيع ان يفعل شيئا ان نعمل جميعا لعوده تعليم الاساس كما كان وأرى ضرورة أعادة النظر فى التعليم الخاص فى مرحلة الاساس لأنّه حوّل التعليم الى سلعة يقتنيها من يملك المال.. و نعيد ونكرر القول بضرورة أعادة النظر فى وضع التعليم الخاص فى مرحلة الاساس الّا لظروف خاصة تتعلّق ببعض الفئات مثلا وأعتقد دون المساس بحرية الناس فى التعامل مع المال الذى حباهم أيّاه الرب الكريم بأنّ مساهمتهم ستكون أفضل وأجرهم عندالله أعظم لو وجهوا الملايين التى يدفعونها فى المدارس الخاصة الى دعم التعليم عموما عبر القنوات المختلفة خاصة تحت ظروف ضعف مساهمة الدولة فى ميزانيته .. و ندعو ان يكفينا الله شر السياسه لانها تخطف النبغاء ( ثم يضيعو في هيصة السياسة ).. و اري بل اطالب بان تعود الدراسات الانسانيه ..الاداب و العلوم السياسيه و الاقتصاد لتاخذ مواقعها في نهضة البلد فانا استطيع ان ات باحسن مهندس و طبيب من اي مكان في العالم و لكنّا لا نستطيع ان نات باستاذ يبني لنا الانسان ..ودى نظرة تقليل شأن هذه العلوم غرسها الاستعمار فى أطار فلستة و رؤاها الاستعمارية …..(يعنى نلوم ناسنا ما لازم نرمى اللوم على غيرنا) … و الله المستعان و هو الهادى الى السبيل……..

البروفسور عبدالفتاح عبدالله طه
[url][email protected][/url]

تعليق واحد

  1. يا بروف كل التعليم قبل الجامعى هو واجب الدولة(وليس فقط مرحلة الأساس) ، ففى بعض الدول حتى سن ال18 وفى اخرى حتى سن ال16 .. ويدعى التعليم الإجبارى .. وللدولة مقاضاة الوالدين اذا لم يلحقوا أبناءهم بالمدارس ..فهو من حقوق الطفل وحقوق المواطن دافع الضريبة

  2. يا بروف قروش البلد كلها ماشة للمؤتمر الوطنى والكيزان حالفين يحكموا ولو على أشلاء الشعب حتى يسلموها للمسيح والغريبة كلهم تعلموا مجانا على حساب الدولة من الأولية إلى فوق الجامعى وكان مشروع الجزيرة وحدها شايلة البلد لكن ماذا نقول لعن الله الترابى ومن والاه

  3. يا بروف كل التعليم قبل الجامعى هو واجب الدولة(وليس فقط مرحلة الأساس) ، ففى بعض الدول حتى سن ال18 وفى اخرى حتى سن ال16 .. ويدعى التعليم الإجبارى .. وللدولة مقاضاة الوالدين اذا لم يلحقوا أبناءهم بالمدارس ..فهو من حقوق الطفل وحقوق المواطن دافع الضريبة

  4. يا بروف قروش البلد كلها ماشة للمؤتمر الوطنى والكيزان حالفين يحكموا ولو على أشلاء الشعب حتى يسلموها للمسيح والغريبة كلهم تعلموا مجانا على حساب الدولة من الأولية إلى فوق الجامعى وكان مشروع الجزيرة وحدها شايلة البلد لكن ماذا نقول لعن الله الترابى ومن والاه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..