غثاء المؤتمر الوطني .. !!

* فلسفة المؤتمر الوطني جاءت لتحافظ على حكم الحركة الاسﻻمية ، بعد ان ضاق بها الخناق خارجيا وداخليا ، اخترعت ما يسمى بالمؤتمر الوطني لتضم اليها اكبر عدد ممكن من ابناء الشعب لصالحها ، وبهذا تضرب عصفورين بحجر ، العصفور الاول ابعاد الحركة الاسﻻمية من واجهة الحكم وفي حالة سقوط النظام تحافظ على مكانتها الحزبية لتعاود الكرة مرة اخرى ، والعصفور الثاني ضم اكبر عدد من الناس تحت لواء المؤتمر الوطني دون اي مبادئ او فلسفة حزبية او دينية او فكرية ، او التزام تنظيمي ، القاسم المشترك فقط هو السلطة ﻻ غير ، وفتحت الابواب للمسيحيين الجنوبيين والاقباط و للاحزاب المنشقة عن احزابها والقيادات المنشقة وكل من يرغب في السلطة والمنصب ، ودفعت بشخصيات كومبارس ليكونوا في الواجهة بمسميات مختلفة داخل المؤتمر الوطني ، وخلقت منهم قيادات كرتونية تخدم مصالح حركتهم ، ولكن ظل التحكم الفعلي في الحكم والدولة ومؤسساتها واموالها في يد الحركة الاسﻻمية وهذا خط احمر ﻻ يستطيع ان يتجاوزه اى عضو مؤتمر وطني مهما عﻻ شانه .. !!

* الحركة الاسﻻمية تعلم تمام العلم ان زوال حكمها هو زوال للمؤتمر الوطني تماما كتجربة الاتحاد الاشتراكي رغم الفرق الاخﻻقي بين التجربتين ، ولكن هي ذات الفلسفة عندما سقط حكم نميري تﻻشى الاتحاد الاشتراكي دون رجعة وهذا بالضبط ما سيحدث للمؤتمر الوطني ، ولذلك تدير الحركة الاسﻻمية البﻻد من خلف الكواليس بواجهة المؤتمر الوطني حتى تضمن بقائها ، ولم تترك الا منفذ صغير يعرف بامانة الحركة الاسﻻمية داخل المؤتمر الوطني فقط لتضمن عدم تمرد بعض القيادات ، وكل هذا الهرج والمرج الحاصل في الساحة من وثبات وحوار وانتخابات .. الخ .. كله من صنيعة الحركة الاسﻻمية وقياداتها التي فضلت البقاء في الخفاء ، ولكن مهما حصل فتظل الدولة الحالية منذ 1989م تحت مسؤولية الحركة الاسﻻمية ويوم الحساب لن يحاسب المؤتمر الوطني وحده فالمحاسبة حينها سيتطال الحركة الاسﻻمية وباثر رجعي وستعود كل اموال الشعب ومؤسساته لاصحابه ولن تسقط الحقوق بالتقادم او وفاة الاشخاص فالحق العام سيظل حق عام لكل الاجيال حتى لو تغيرت الوجوه ، فالقيادات الجديدة ستتحمل المسؤولية بالوراثة رغم انفها وﻻ مخرج لها سوى المحاسبة والمحاكمة ( العادلة ) .. !!

مع كل الود

صحيفة الجريدة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..