الذكرى الأولى لشهداء سبتمبر ..

مرت علينا قبل بضعة ايام الذكرى الاولى لثورة سبتمبر المجيدة .. فقد مضى عام باكمله , ولا زالت الازمات تراوح مكانها ، فطاحونة الغلاء ما انفكت ( تهرس ) فى عظام الشعب الذى ابتلاه الله بحكومة فاسدة كل همها البقاء على سدة الحكم باى ثمن ، ولو دعى الامر الى قتل العزل وسفك دمائهم بلا رحمة .
لقد استشهد فى تلك الثورة التى ارعبت النظام ثلة من خيرة شباب الوطن ، ومن حقهم علينا فى ذكرى استشهادهم ان نترحم على ارواحهم الطاهرة ، ونخلد ذكراهم لنستلهم من شجاعتهم عبرة نشحذ بها هممنا لثورتنا القادمة .
انهم فتية آمنوا بعدالة قضية الوطن الذى سرقته ذات ليلة بئيسة عصابة من اللصوص ، طفقت تنهب فى خيراته نحو اكثر من عقدين من الزمان ، وزادهم فساد النظام ، وعنجهيته ، وتجبره ايمانا بقضيتهم ومطالبهم العادلة ، فخرجوا وهم يحملون ارواحهم على اكفهم .. يدفعهم الشعور بالظلم الذى حاق بكل افراد الشعب خارج منظومة المؤتمر الوطنى ، ويحدوهم الامل فى تغيير النظام الذى جثم على صدر الوطن يسوم الناس سوء العذاب ، بفرضه للجبايات التى اثقلت كاهل الناس ، وتكميمه الافواه ، وزرعه للفتن بين مكونات الشعب حتى اضحى صوت القبلية والجهوية يعلو على صوت الوطن ، وتوسعت دائرة الحرب واصبحت البلد على شفا جرف هار يمكن ان ينهار بها فى اى وقت الى درك سحيق لا يعلم مداه الا الله .
خرجوا ليعلنوا عن رفضهم للقرارات الاقتصادية الجائرة التى اتخذتها الحكومة بشان رفع الدعم عن المحروقات ، فنزلوا الى الشارع منددين بتلك القرارات المجحفة التى يقع عبئها على المواطن المسكين والذى بالكاد يستطيع توفير قوت يومه .
بطولة رائعة قدمها اولائك الشباب وهم يستقبلون رصاصات امنجية النظام بصدورهم العارية ، فتخترقها تلك الرصاصات الجبانة وترديهم شهداء .
لقد ضرب اولائك الشباب الذين لم تتجاوز اعمارهم عمر النظام اروع الامثلة فى البطولة والتضحية ، وهم يقدمون ارواحهم رخيصة فداء لوطن ظلوا يحلمون برفاهيته وسلامه واستقراره .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. من الذي يستطيع ان يسد كوة الاحلام. وطن يسع الجميع و ترقص البنات و يجلدن الشباب بالشبال المضمخ بالعطور ، و تنتشر ليالي الانس و سهرات العشاق حتى الصباح و ” لمن ديكنا صاح فوق رؤسنا اتحكر زي دبر التمام” اه يازمن تعال ارجع ” ليالي يا ليالي ، ليالي العوده تاني”

  2. وماانفكة الحقوق تنتزع انتزاعا ان لم تعطي وما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوه السودان امام تحدي قي ولا بد من دفع المزيد لنيل الحرية والرفاه ، لفت انتباهي الاسلوب الادبي العميق الذي سرد به الاستاذ الكاتب عوض ابراهيم هذا المقال فهو يعج بألوان البلاغة والبيان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..