خروف الجيران .!!

يا حليل البـــــاع فى زمن الحكم الباااااااع .!!

الخروف الذى اعتلى منصة عالية جدا واصبح بعيد المنال من ايادى السواد الاعظم من السودانين…فان مجرد التفكير فيه كفيل بان يخلق عاصفة فى البيوت التى اضعف امكانياتها الغلاء وهتك الجيوب الهواء والفراغ …. وتركها بيضاء من غير سؤ …
وها نحن ويدور الزمان دورته ويقبل عيد الاضحى المبارك مناسبة تسعـــد القلوب بمعناها ولكنها تبكى الاباء على ما ماضى حين كانت الخرفان تدخل بيوتهم من غير تكلف او عنت يتشرف البيت بصــــــوت الباع ويترنم الاطفال ابتهاجا وسعادة بالضيف الذى حل عليهم من بنى خروف فى دارهم العامر بالتفاؤل حين كانت السعادة سهلة المنال وميسورة ومباحة للجميع…
غير محتكرة عند بيوت المؤتمر الوطنى .وذيوله خروف العيد لم يكن يشترى بالملايين من الجنيهات… ولو كان يعلم انه سيأتى اليــــوم الذى يصبح فيه (مليونى) القيمة اذا لتمرد من ان يكون سلعة رخيصة وقتها …
نعم كانت السعادة لاتحتاج الى ديون ترهق كاهل المواطن وتدخل البيوت السودانية من غير تكلـــف او هموم وحزن …
الخروف الذى كان زمان …والخروف الكائن اليوم تباينت بينهماالمعايير واختلفت النظرة الا ان السلعة واحدة… كان الخروف احتفالا رائعا بمناسبة عيد الاضحى تستانس به الاسر التى وقتها لم تختلــق هذه الفوارق الاجتماعية الشاسعة جدا بين طبقة حاكمة مستبدة ثرية تملكت الاموال عبر فسادها واستــغلال السلطة واهملت الاقتصاد حتى وصلت البلاد الى هذا الدرك السحيق من الغلاء الفاحش…..
اذا افترضنا ان زيد من الشعب السودانى استطاع وبعد جهــــــد وتعب وكد ان يشترى خـــــروفا ليضحى به بالتقسيط من راتب لايكــــاد يكفى مدة عشرة ايام من الشهر فقط ….فتعالوا معى وانظروا الى تبعات اخرى وكم بلغت اسعارها وتجاوزت ارقاما فلكية …مثل الزيت السكر الغاز البصل الخضروات بانــواعها والقائمة تطول …ويطول حبل الصبر الذى انقطع……
اذكر فى الزمن الجميل إن جار لنا بسيط الحال ذو عيال …وعيد الاضحى مقبل والافراح تستقبل مقدمه السعيد والبيوت وقتها يشرق العيد فيها من دواخل القلوب الطيبة والنفــــوس المستبشرة الناس وقتها يجعلون للعيد روح مودة تكاد ابتهاجاته تتحدث وتمشى بينهم بالمحبة ..
اذكر إن جارنا هذا اشترى خروف العيد رغم الفقر الذى يحاصره فالضأن وقتها كان قريبا من الجيوب لم يستعلى بسعره بعد عن المساكين… فلا تجد بيتا من البيوت الا وصوت الخروف يشنف الاذان فيـه ويذكرالناس …..بمقدم العيد السعيد ..
ترك ابناء جارنا باب المنزل مفتوحا قبيل العيد بيومين او ثلاثة هرب خروف جارنا فى رحلة بلا عودة …تضافر شباب الحى بحثا عن الخروف الهارب…. ولكن بدون جدوى ..استسلم جارنا المسكين لضياع خروفه الذى كان يعول عليه فى ادخال السرور الى بيته واولاده …
جلس يندب جارنا حظه تارة وتارة يلوم اولاده لتركهم باب البيت مفتوحا … وبــــــدون مواعيد يســمع جارنا طرقا على باب بيته … يفتح الباب مرحبا بالضيوف كعادة اهل السودان فى الزمن الجميل… كانت المفاجأة السعيدة ….
ابعض اهل الحى يشترون له خروفا اخر ولسان حالهم يقول لا تحزن كلنا لبعض…فبعد إن جمع الجيران مبلغ فاشتروا الخروف بكل بساطة احضروه له حتى لا يمر عليه العــــــيد السعيد وتلازم بيته الاحــــزان على فقدان خروفه الهارب..
ذلك كان حالنا الجميل لم يغالب احساسنا المال ولم تكسر شوكتنا حكومة البؤس والفقر والغلاء الفاحش .. كانت الاسواق تحت ايدينا لم تسيطر عليها روح الطمع…وهاهى اليوم ترفعت الاســـــــــواق وتكبرت وانتفخت وتعملقت حتى اصبحنا امام تطاولها قصار القامة …..لا نتمكن من بلوغها ولانستطيع مجاراة الاسعار المتزايدة تضخما … باع حكام الانقاذ السودان واهله اصبح صعبا او مستحيلا …إن يصـدح الخروووف فى بيتنا الفارغ… بالباااااااااع…… والله المستعان.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. المشكلة الأكبر يا منتصر في سؤال أطفالنا الذي تستعصي عليه الإجابة حد الألم والعبرة التسد الحلق (يا بابا وين خروفنا ) ؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..