تطبيقات نظرية الحمار!!..و ديوان الزكاة

معادلات
تطبيقات نظرية الحمار!!..و ديوان الزكاة
علي يس
[email protected]
? من المرويات عن نابغة الأدب السوداني ،الراحل، خالد ابوالروس،أنَّهُ كان يهتدي بما أسماهُ (نظريّة الحمار) في لجنة النصوص بالإذاعة التي كان رئيسها يوماً ، لكي يميِّز بين الشعراء الحقيقيين وبين المتشاعرين و”المستشعرين” والشعارير.. و منطوق تلك النظريّة أنَّهُ : (إذا جلس الشخص”أ” في مواجهة نافذة غُرفة ، وظهر ? مارَّاً من أمام النافذة ? رأس الشخص “ب” ، وكان رأسه رأس حمار، فإنَّهُ بإمكان الشخص “أ” أن يحلف بالطلاق أن الشخص “ب” حمار بكامل أعضائه الحيوية ، دون أن ينتظر حتّى يَمُرَّ عبر النافذة جسم الأخ”ب” كلُّهُ ، من رقبة وكتفين وظهر وأقدام خلفيّة ، ثُمَّ ذيل …
? تطبيقات النظريّة:
? والقاريء الكريم ليس في حاجة إلى شرح لكيفية تطبيق الشاعر والكاتب الفذ “أبو الروس” لمقررات هذه النظرية على الشعراء، فالكل يعلم أنّهُ ? ووفقاً للنظرية ? يعتبرُ الشاعر مدَّعياً ومُتسلِّلاً ، إذا ثبت أن السطر الأول في قصيدته يحمل أُذُنين طويلتين ورأساً “مُطاوَلاً” ويُصدِرُ نهيقاً عالياً ..
? ولكن ، اكتشف علماءُ متأخِّرون أنّ للنظرية المذكورة ? نظرية الحمار ? تطبيقات تفوق الحصر ، وتشمل كل ضروب الحياة وكافّة أنواع التقويم لقدرات البشر والحمير على حدٍّ سواء، فأنت تستطيع ، بقلب جامد ، أن تطبق خطوات هذه النظرية إذا أردت أن تختار أي شخص لأيّة مهمة دنيوية أو أُخروية ، بدءاً باختيار “رئيس جمهورية” ، وانتهاءً باختيار رئيس مطبِّلين أو “هتِّيفة”..
? عقبات أمام النظرية :
? مثلها مثل سائر النظريات العظيمة ، كالنسبية لأينشتاين ،مثلاً ، تواجه نظرية الحمار معارضة عنيفة من بعض العلماء ، خصوصاً أنصار المنهج المادي التجريبي ، أولئك الذين لا يُعتبر حقيقة عندهم إلاّ ما يثبت بالحواس الخمس . وهؤلاء لهُم منطقهم المستمد من منهجهم التجريبي ، والذي يقول :(لا يُمكن الجزم بأن شخصاً ما ، حمار، إلاّ إذا توفرت فيه جميع خصائص الحمار الجسمانية والذهنية والصوتيه ? أي النهيق ? والنفسية والإجتماعية والسلوكية ، وثبت كل ذلك بشهادة الحواس الخمس)!!?
? فإذا جلس أحد هؤلاء ، مثلاً ، أمام النافذة مكان الشخص “أ” في المثال السابق ، ومرَّ من وراء النافذة الشخص “ب” فقُلتَ لهُ ، مُنبِّهاً : أنظر ..حمار !! سيقول لك : وكيف عرفت ؟؟فتقول له : رأسهُ رأس حمار .. فيقول لك : رأس الحمار شيء ، والحمار شيء آخر ..فتقول لهُ :وماذا تتوقع أن يظهر بعد الرأس؟فيقول لك: الله أعلم ، دعنا ننتظر حتّى نرى ..
? فإذا سوّلت نفس الأخ “ب” لهُ أن يظلَّ واقفاً وراء النافذة دون أن يتقدم أو يتأخر، فإن أخانا “التجريبي” سوف يظلُّ عاجزاً تماماً عن كتابة تقريره عن ماهية الكائن “ب” الواقف وراء النافذة، لأنهُ لا يستطيع ? طبقاً للمنهج المادي التجريبي ، أن يجزم بأن كل من يحمل رأس حمار فهو حمار !!?
? وهذا النوع من معارضي نظرية الحمار لا يشكل خطراً كبيراً على المجتمع الإنساني، لأنهُ إذا طُلِبَ منهُ تقديم تقرير عن قدرات أو مؤهلات شخص ما ، مهما كانت خصائص وقدرات هذا الشخص واضحة ، فإنهُ سوف يطلب فوراً “تكوين لجنة” يكون هو رئيسها ، على أن تضم عضويتها أُناساً من جميع التخصصات ، وسوف يستمر عمل اللجنة ? بعد أن تنبثق انبثاقات عديدة ? لعدة سنوات ، قد يموت خلالها الشخص موضوع التقويم ، أو الشخص الذي طلب التقويم، أو رئيس اللجنة ..
? من أين يأتي الخطر؟:
? معارضو النظرية ? كما قدمنا ? خطرهم على سيرورة وتقدم الحياة البشرية ينحصر في كارثة “اللجان” المذكورة ، ولكنهُ خطر ضئيل إذا قورن بما يصدر عن فئة أُخرى ، هي ? للعجب ? من المؤمنين تماماً بنظرية الحمار ، ولكنهُم مصابون “بعَمَى الأشكال” ولا يستطيعون التمييز بدقّة بين رؤوس الحيوانات المختلفة ، فقد يجلس أحدُهُم أمام تلك النافذة ، مثلاً ، فيظهَرُ وراءها رأسٌ ما ، لنقل أنه يخص الشخص “ج” ، فيكتب على الفور تقريراً مفصلاً ، يسجل فيه أن أحد العباقرة الجهابذة قد مرَّ في هذا اليوم السعيد من وراء النافذة ، ولما كان السودان يشكو من انقراض العباقرة وشدَّة الحاجة إليهم ، فسوف يطير التقرير الخطير بسرعة الضوء إلى مراكز القرار ، فيتم فوراً استدعاء صاحب الرأس الخطير ? السيد “ج” ? وتعيينه في موقع يناسب ما أثبتهُ له التقرير من عبقرية ، فيُعاني صاحبنا الدوار وعُسر الفهم حيناً ، ثم يُسلِّم بالأمر الواقع ، ثُم يصدِّق الحكومة فيؤمن بأنه “سيد العباقرة” ، ولكن ، وبما أن كاتب التقرير المذكور يُعاني من “تشابه البقر” ، فسرعان ما يتم اكتشاف “الوكسة” التي وقعت فيها السلطات بفعل التقرير المُضِلّ ، ويكون صاحبنا “عبقري الغفلة” في تلك الأثناء قد فعل الأفاعيل في موقعه الخطير ، وجعل عاليها سافلها ، وحطّم كُل “الخَزَف” الموجود بالمستودع ، فيصاب “مركزالقرار” بالخجل الشديد ? عند اكتشاف الحقيقة ? ويحتار بين أمرين أحلاهما مُرُّ : الإعتراف بأن السيد “ج” كان آخر من يصلح للموقع المذكور، أو التكتُّم على الإكتشاف المحبط ، وتحويل السيد “ج” إلى موقع آخر ، يكون في العادة أخطر من موقعه الأول .. والحل الثاني هو الأسهل في الغالب ، والمتبع ..
عن ديوان الزكاة
? بلغنا أن جُهُوداً جبارة تتم في أضابير “و حواسيب” ديوان الزكاة ، في محاولاتٍ يائسةٍ (لتوفيق أوضاع) بعض الممارسات التي تجري هُناك ، وقد طلبُوا صاحب الشيك الذي ذكرنا رقمهُ وتاريخهُ الخميس الماضي ، حتى يبحثوا معهُ عن “طريقة مخارجة”..
و الله ياخي نظرية الحمار مهمة جدا … قتلي كيف ؟ ( بلغنا أن جُهُوداً جبارة تتم في أضابير "و حواسيب" ديوان الزكاة ، في محاولاتٍ يائسةٍ (لتوفيق أوضاع) بعض الممارسات التي تجري هُناك ، وقد طلبُوا صاحب الشيك الذي ذكرنا رقمهُ وتاريخهُ الخميس الماضي ، حتى يبحثوا معهُ عن "طريقة مخارجة"..) !!!! آل مخارجة آل …ياخي دي مماحكة دي .