رحل قبطان الكلمة المحترمة ورائد التعصب القدوة

موجة حزن كبيرة امتزجت بفرحة العيد الكبير فرضت نفسها على كل الرياضيين من مختلف مشاربهم من أبناء الجيل الذين عاصروا وعايشوا جيل الكلمة الحلوة التي زينت التعصب للهلال والمريخ والتي تحظى باحترام الخصم قبل أنصار اللون عندما عم الحزن أوساطهم بلا استثناء بتداعي خبر رحيل القبطان حاج حسن عثمان.

انه قضاء الله وقدره يوم شاءت إرادته أن يخرج موكب التشييع الحزين وسط موجة لفرح بالعيد ليزف عريس الكلمة الشريفة النقية لقبره الطاهر إلا إن القبطان وان واريناه الثرى جسدا فسيبقى خالدا بما خلفه من إرث في أدبيات المناكفة والتنافس في ميدان الكلمة الشريفة والنموذج القدوة للتعصب للأحمر الذي يسعد المتعصبين من منافسيه في ذات الميدان من قبيلة الأزرق قبل أهل بيته من قبيلة الحمر.

فالتعصب لواحد من اللونين بل ولأي لون من الأندية كان وظل حتى نهاية الثمانينات طاهرا شريفا داخل الملعب أداء وسلوكا كما ظل خارج الملعب تنافسا شريفا على طهر الكلمة والمحبة وإلالفة شعرا ونثرا
أساتذة فطاحلة أجلاء من جيل المربين قادوا فرقة المريخ شعرا تحت قيادة الأساتذة كرف ومحمد الزبير الرشيد والسر قدور أما فرقة الهلال فتحت قيادة الأستاذ ناجى المعلم المربى الكبير.

أما على صعيد الكلمة فلقد كان القبطان حاج حسن قائداً للفرقة الحمراء وتضم فرقته كوكبة من الكتاب من صحفيين وأدباء تزينوا يومها باللون الأحمر عشقا ولكنه كان عشقا طاهرا وعلى رأسهم الأساتذة فضل إدريس وشهلابي وادهم على واحمد محمد الحسن وعشاق الأزرق الذين لا يقلون طهرا في عشقهم اذكر منهم الأساتذة عمر على حسن وعمر عبدالتام ومبارك خوجلي وصلاح ا لنور وحسن عزالدين ومحمد عثمان مالك وغيرهم مما لأي سع المجال ذكرهم ورحم لله من رحل منهم وأطال لله عمر الأحياء منهم وانعم عليهم بالصحة والعافية.

ثلاثة ميادين تجلى فيها إبداعهم وتنافسهم الشريف حول القمة داخل الملعب وفى ميدان الشعر ونقاء الكلمة التي شيعنا اليوم رمزا كبيرا قبطانا ماهرا في قيادة سفينتهم وكان نموذجا وقدوة لمن يتطلع لتعلم الكلمة والمناكفة العفيفة مما أشاع جوا من الإلفة والمحبة .

ولا زلت اذكر يومها عندما أفردنا مساحة في صحيفة نجوم وكواكب لما أسميناه دوري الشعر والكلمة الطيبة بين كتاب الأندية بصفة خاصة القمة تحت عنوان ( هلاليات محمد عثمان ملك) (ومريخيات فضل إدريس) فكانت نعم المناكفة إثراء لساحة التنافس الشريف الذي يشيع المحبة بين جمهور الفريقين وينأى بهم عن التعصب والتشنج الذي حول الرياضة لساحة حرب

هذا هو فقيد الرياضة الذي شيعناه اليوم القبطان حاج حسن عثمان الذي انضم لكوكبة من سبقوه من فرسان التعصب الأخلاقي المحترم.

فليكن رحيل القبطان دفاعاً لفتح هذا الملف عظة لشباب اليوم الذي اتخذ من التعصب تجارة أفسدت الكرة داخل الملعب وأفسدت أخلاقيات الرياضة.

فهل نشهد هذه لثورة لتصحيحه ؟

لك الرحمة فارس الكلمة الشريفة وندعو الله أن يتولى حاج حسن برحمته ويسكنه فسيح جنته وستبقى بيننا أيها القبطان رمزا خالداً ابد التاريخ.

تعليق واحد

  1. رحم الله القبطان وتغمده بواسع رحمته والهم اله ومحبيه وعاشقي تشجيعه الراقي الصبر والسلوان . لماذا اسقطت اسم المرحوم ابو امنة حامد وقد كانا كفرسي رهان وسخرية الادروب اللاذعة لا تنفي ادبه ورقيه بل اجزم ان القبطان كان يستمتع برده كما يستنتع بكتابة تمجيد وتعظيم فريقه الاثير المريخ . اليوم ادركت ان الذاكرة هرمت لاني حفظت ببتا لمحمد زبير رشيد الهلالابي لافاجا بانه مريخابي وفيه ينعي اللعب الجميل ممثلا بصديق منزول :
    صال التلامذة الصغار
    وضاع استاذ الكفر !
    النصر ضل طريقه
    فسعي اليكم وانتحر
    و(اليكم) في البيت الاخير عائدة لفريق المريخ كما لايخفي . اللهم انزل شاّبيب رحمتك عليهم وسلام علي الزمن الجميل بلاعبيه داخل المستطيل الاخضر وخارجه

  2. رحم الله القبطان حاج حسن عثمان الأديب عاشق المريخ , و التحية للأستاذ النعمان على كلماته الوفية , لكنني أرى أنه لم يوفق في إستخدام مفردة (التعصب) فهى دالة على سلوك مقيت , سواء في الرياضة أو غيرها .

  3. اللهم ارحم القبطان حاج حسن عثمان واسكنة فسيح جناتك
    مع الصدقيقن والشهداء وحسن اولئك رفيقا
    والعزاء موصول للاخ احمد المفتي زميل الدراسة
    والاخ خالد حاج خسن عثمان
    امين امين امين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..