القنصل الأمريكي بجوبا

زمان مثل هذا
القنصل الأمريكي بجوبا
الصادق الشريف
? قبل أن تنفي وزارة الخارجية الأمريكية ما تردد على لسان قنصلها بجوبا كان المتحدِّث باسم وزارة الخارجية السودانية قد أرغى وأزبد غاضباً من تصريحات القنصل. ? فما قاله الرجل في جوبا ليس سراً، بل هو وضع ظلت تتعامل معه حكومة الخرطوم منذ أن قررت من تلقاء نفسها أن تناصب واشنطن العداء. ? أخطر ما ظنَّه المتحدث باسم الخارجية أنّ القنصل قالهُ بجوبا هو: أنّ الإدارة الأمريكية تسعى لتغيير (بِنية الدولة) السودانية بإستخدام الحركة الشعبية والقوى الشمالية. ? ولا أعتقد أنّ القنصل قد استخدم كلمة (دولة) ولا كلمة حكومة، والأرجح أنّه تحدّث عن تغيير النظام السياسيى في الخرطوم. وإلا لكان مخطئاً. ? فالدولة هي (حكومة وشعب)… والحكومة (هي المنظومة الإداروسياسية التي تُملأ بالنظام السياسي الحاكم) لتسيير الأعمال… والأرجح هو أنّ القنصل كان يقصد تغيير (بِنية النظام السياسي) بالخرطوم. ? ولا أدري حتى هذه اللحظة وجه العجب من حديث القنصل، فالإدارة الأمريكية كانت وما زالت تسعى للتغيير في السودان، منذ أن بدأت بالمواجهة مع الخرطوم وحتى لحظة إقرار إستراتيجية الإحتواء. ? والمعروف أنّ ما قاله القنصل باري واكلي هو جزء من خطة الإحتواء، وهي خطة معروفة ونُشرت في الكثير من المواقع الإلكترونية، بل وبعض صثحف الخرطوم. ? وقد وُضعت الخطة بعد الإقرار الأمريكي بأنّ إستئصال نظام الإسلاميين في السودان بالقوة سيقود الى فوضى (غير خلاقة) في البلاد (وقد قال بهذا أكثر من مبعوث أمريكي للخرطوم)، بجانب أنّ النظام أظهر قابلية للتفاهم مع الإدارة الأمريكية، إضافة الى قابليته للضغط لتنفيذ بعض المطلوبات. ? ومن خلال التوقيع على إتفاقيات سلام بين النظام والعناصر المعارضة له… تحوي بنوداً لقسمة السلطة، يمكن تخفيف قبضة الإسلاميين على السلطة، وكلما زادت هذه الإتفاقيات… زاد عدد العناصر غير الإسلامية بالسلطة وبالتالي تخفيف التركيز الإسلاموي. ? وبدأ الأمر بإتفاق نيفاشا، بقسمة كبيرة لكعكة السلطة، ثُمّ إتفاق أبوجا، والذي إكتشف فيه الإسلاميون هذه الإستراتيجية فعملوا على تعطيل الإتفاق لإرسال رسالة عكسية الى واشنطن… ثُمّ جاء إتفاق الشرق في هذه الأجواء. ? وقد سعت الإدارة الامريكية عبر دعم وتشجيع المعارضة الى تطعيم السلطة ببعض العناصر المعارضة، لكنّ صقور المؤتمر الوطني كانوا يبطلون كلَّ إتفاق (القاهرة ? التراضي الوطني ? مبادرة لمّ الشمل الوطني) مع ايِّ حزب شمالي معارض. ? وحينما تمّ الإنفصال آلت تلك الإستراتيجية الى (إحتمالات عدم إكتمال تنفيذها) بعد خروج أعتى عناصر التنفيذ… وهي الحركة الشعبية. ? وأتوقع أن يجري التركيز في مقبل الأيام على حركات دارفور المسلحة، وهي حركات كثيرة ومتعددة الأجندة. ? ولا أتوقع أن يتم تجميعها في حركة واحدة، بل سيتمّ توقيع إتفاقات متعددة بين الحكومة وتلك الحركات لملء الأمكنة الشاغرة التي ستخليها الحركة الشعبية بعد يوليو القادم… مع تفعيل ما تبقى منها (جنوب كردفان ? النيل الأزرق ? جبال النوبة). ? ولهذا فمن الغريب أن ينفعل المتحدث بإسم الخارجية كلّ هذا الإنفعال، كأنّه لا ينتمي للمؤتمر الوطني ولا يعلم بأنّ قومه يعلمون هذه الرغبات الأمريكية ويقاومونها مقاومة عنيفة!!!!!!!!!!!!!!!!!!.
التيار
"يقاومونها مقاومة عنيفة" وهم منبطحين؟ كعادتهم فهم بائعي هوى من الصنف الذكوري!!! والاجدى بكاتب المقال ان يبحث عن مهنة اخرى غير الصحافة بهذا التطبيل الرخيص, فقد طفح الكيل!:mad: :mad: :mad: