750 جنيه

بسم الله الرحمن الرحيم

مأساة الطفل آدم والتي نشرنا تفاصيلها في عدد اول امس من صحيفة السوداني كشفت وبوضوح اوجه القصور والخلل والفشل في نظم الاحالة ومنظومة العمل من اجل حماية الاطفال.
مجموعة من الاخطاء شاركت فيها عدة جهات وقد اعجبني تعليق الصحفية سليمي حينما قالت في اجتماع مبادرة (يتفكرون ) ان آدم مات ودمه تفرق بين القبائل او بمعني آخر الجهات المسؤلة
اولا : أخطأت النيابة حينما اعتبرت واقعة القفز من الكبري هي شروع في الانتحار وهذا المنطق يحاسب به الشخص العاقل الراشد اما التعامل مع الاطفال فيجب ان يختلف فلو انهم حاولوا ان يسألوا الطفل لماذا فعل ذلك او حاولوا ان يستفسروا عن اولياء امره لكان خيرا لهم ولكنهم عوضا عن ذلك استدعوا القانون الجنائي للتعامل مع طفل فشرعوا في فتح بلاغ ترتبت عليه الكثير من اجراءات قبض وحبس واحالة للمحكمة.
وتم التعامل مع الطفل كمتهم وليس كتائه ، واصبح آدم مجرد اوراق وارانيك تدخل من مكتب الي مكتب دون ان يهتم احد بكونه تائه او مريض او جوعان .
فقط هذا الطفل مقبوض عليه في بلاغ جنائي وتحت مسؤلية القسم الجنائي.
ثانيا :اخطأت الشرطة حينما لم تقم بنشر صورته الابعد سقوطه في النهر ب(58) يوم بالتمام والكمال .
نعم لم تنشر صورة آدم وهو تائه ولم تنشر صورته بعد انقاذه من النهر في يوم 12/7/، ولم تنشر صورته عند وفاته في يوم 26/7/ ولم تنشر صورته في المؤتمر الصحفي يوم 5/8/ .
انما نشرت صورته يوم 10/9 بعدمرور شهر وخمسة ايام علي وفاته .
ثالثا :
اخطأ المجلس القومي للطفولة والذي كان علي علم تام بكل ماتعرض له آدم ولم يحرك ساكنا. ولم يتدخل لدفع مبلغ 750 جنيه هي اقل من سعر ايجار احدي قاعات المجلس ليوم ، ولم يفعل شيئا لتفعيل اساليب الاحالة العقيمة التي وقفت في وجه آدم وهي تدفعه للموت وتمنع عنه العافية.
رابعا :
اخطأت وزارة الصحة بعدم اصدار توجيه صريح للمستشفيات الحكومية بضرورة التعامل حسب منطوق المادة (16 ) من قانون الطفل والتي تنص صراحة علي ان الرعاية التي يتلقاها الطفل يجب ان تكون مجانية ، وعليه لا مجال لفرض رسوم بواسطة المستشفيات الحكومية مثل مبلغ ال750 جنيه الذي طالبت به مستشفي التجاني الماحي كرسوم لجنة طبية تقررفي حالة الطفل.
خامسا:
اخطأت وزارة الداخلية بأهمالها وعدم تحسين بيئة العمل في وحدات ومراكز حماية الاسرة والطفل تلك الوحدات التي تعمل في ظروف حرجة وصعبة وقاهرة.
هل تعلم ايها القارئ ان وحدات حماية الاسرة والطفل في كل ولاية الخرطوم هي ثلاث وحدات فقط رغم ان عدد السكان في السودان دون سن 18 سنة وحسب آخر بيانات قدمتها اليونسيف وبلغة الارقام حوال 48.5% منهم 14.7% دون سن الخامسة.
وهل تعلم انه اذا اغتصب طفل في جبل اولياء يتم فتح البلاغ في الديم رغم انه وفي حالات المجرمين في جبل اولياء يتم فتح البلاغ والتحري والحكم معه في جبل اولياء اذا كانت دائرة الاختصاص اما الطفل فيؤتي به الي الخرطوم وحتما يكون مصابا بأعياء او ينزف اوخلافه .
وهل تعلم انه ومع مراكز الشرطة الكثيرة والانيقة والمباني الفخمة والتي هي ملك الدولة بالضرورة الا ان وحدات الاسرة والطفل في كل الولاية هي ( بيوت ايجار ) .
حيث لم ينعم عليهم اي من وزراء الداخلية الذين تعاقبوا علي الحكم بتصديق حتي ولو بقطعة ارض خلاء .
وهل تعلم ان الموظفين ورجال الشرطمنة في وحدات الحماية يجمعون احيانا (الشيرنق) لأطعام الاطفال التائهين في الوحدة او المغتصبين .
………..نواصل

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. هنالك شخص واحد تخدمه كل الدولة من شرطة الى امن وجيش ووزارات و تحافظ عليه حتى لا يقع في يد العدالة الدولية وهو المطلوب حسب تحريات نزيها و مهنية عالية في جريمة ابادة جماعية . هو البشير مبيد مسلمي دارفور. و كل الاجهزة بعد قيامها بمهامها اعلاة لاتجد الوقت ولا المال الكافي للعناية بطفل ضل طريقة لمنزله.

  2. هي الأخطاء شوية ؟؟
    والله لو قعدتي تحسبيها لي بكرة ما تخلصي ..
    أسكتي بس..
    الله يعين السودان ، وشعبه الفضل ..

  3. يا اختنا سهير. جذب مقالك السابق عن المرحوم آدم ألوف القراء وحصد عشرات التعليقات وترك أثراً كبيراً في نفوسنا. منذ أمس وأنا أطالع 750 جنيهاً هذه ولم تغرني بأن أفتح المقال أو أطالعه لأعرف ما فيه، الآن فقط عرفت أن المقال عن المرحوم الشهيد آدم.

    هلا تخيرت عنواناً جاذباً ملفتاً في المرات القادمة؟ صراحة دقستي دقسة كبيرة هذه المرة، إذ أن 750 جنيه لا يصلح كعنوان لهذه القضية الكبيرة. هابي ويك إند.

  4. ماساه جديده مع الماسى التى يعيشه أطفالنا، وسؤالى أين المنظمات والجمعيات العامله فى حمايه الطفل فى بلادى سواء الرسمية او الأهلية، اما ندعو المنظمات العالمية لحمايه أطفالنا من أنفسنا. نرجو من الضمائر الناءمه ان تصحو وإلا سوف نصبح كل يوم على آدم جديد ضحيه عدم المبلاءه والإهمال، حسبي الله ونعم الوكيل.

  5. وطن يرثى له يدار بطريقة عشوائية وتخبط فى كل شيى لا توجد هنالك مسئولية ولا توجد انظمة حكيمة لمثل هذه الحالات وان وجدت فهى حبر على ورق . هموم الدولة اصبحت تركز على الجبايات والتحصيل المالى بصرف النظر عن اى خدمات للمواطن فالدولة تأخذ دائما ولا تعطى المواطن ابسط حقوقه لذلك يكوت الناس والتائهين والمعاقين الذين فقدون اسرهم نتيجة هذذا الوضع المزرى الذى لا يرحم ولا يلتفت الا الى جمع الاتواة والضرائب . لا محاسبة ولا عمل فى الحكومة غير الجبايات والتحصيل وسرقة وفساد ودمار فماذا تتقعون من مثل هذه الحكومة الفاسدة السارقة ورئيسها اكبر لص فى افريقيا ومجرم مطلوب لدى العدالة الدولية !!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..