القاص و الروائي {عبد العزيز بركة ساكن}

[إطلالة على أحد أهم رموز فن السرد في السودان] #لمحة وامضة عن مسقط الرأس#

لا أدري على وجه الدقة من أين أبدأ ؟
فأنا أمام جوهرة الشرق ، مدينة كسلا الساحرة !!!…. الولادة التي أنجبت رهطاً مميزاً من مبدعي السودان ، مثلها مثل أم درمان ، من بينهم صديقي الشاعر الراحل الطويل (النور عثمان أبكر) كما كنت أحب أن أناديه دوماً بهذه الصفة التي تشير الى الطول الفزيائي و في ذات الوقت طول القامة الشعرية السامقة ، حينما كنا نلتقي بمنزله العامر بالصافية كشلة متجانسة تتعاطى كؤوس أجناس الأدب المترعة حتى الثمالة ، و هناك غيره من الذين شبوا عن الطوق بين تضاريس هذه المدينة التي تغنى بسحرها الشعراء و منهم الشاعر (محمد عثمان كجراي) و “أبو آمنه حامد” و “روضة الحاج” و شاعر الأغاني “إسحق الحلنقي” و غيرهم كُثر ، و لكنها لم تنجب من كتاب السرد إلا واحداً فقط ، خرج من بين تجاويف جبال التاكا و إندفاعات نهر إلقاش المجنون محاطاً و محفوفاً بأزاهير و حدائق و بساتين كسلا المثمرة بأطيب الثمار و أحلاها ، السارد الأعظم ( عبد العزيز بركة ساكن ) !!!؟؟… وُلد عام 1963م بين أحضان هذه المدينة الساحرة ، هنا كان ميلاده و تفتحت عيناه بين أرجائها ، و لكنه لم ينعم بسحرها طويلاً ، فسرعان ما إرتحل مع الأسرة الى القضارف حيث تلقى تعليمه الإبتدائي بمدارسها و شب عن الطوق في أحيائها الفقيرة ، قبل أن يواصل الترحال الى خشم القربة ؛؛؛؛
منذ الوهلة الأولى طرق دروباً وعرة و عصية المسالك ، فهو المختلف أصلاً للسائد و المألوف و المغاير للمعهود، لذلك إكتسب عداء الرقيب ، بإنحيازاته الحادة و السافرة لمشروعه الإنساني المناصر للمهمشين و المنسيين في الزمان و المكان !!!!؟؟….
* * *
#أعمال ساكن الصادمة#
ألم تكن كلها صادمة ؟….
بدءً بثلاثية البلاد الكبيرة
ماذا لو أثرنا النقع حول روايته التي أصابت مسلماتهم المستقرة في مقتل و خرقت قناعاتهم المتحجرة و خلخلت
أركان مشروعهم المكذوب المضلل ، رواية ( الجنقو مسامير الأرض ) الحاصلة على جائزة (الطيب صالح) من مركز (عبد الكريم ميرغني) و التي بشخوصها المعجونة بواقعية حياة المضاعين كأنهم فضل بشر من الناس الآخرين ( أبناء المسغبة و العاهرات و صانعات الخمور و المثلين و القوادين و السفلة و الكتاب و الفقراء و العسكريين الذاهبين الى المحرقة كرهاً أو عن رضٍ أو الغافلين عن مرامي مشروعهم الحضاري و المجانين و المولعين بأحلام اليقظة و
كل مصاب بعاهة جسدية أو نفسية ، هؤلاء هم أبطال رواياته الخادشة لحيائهم ، التي زلزلت عروشهم ، لذلك
وصمُوا كل أعماله الروائية المجسدة لأدق تفاصيل حياة ( الجنقو مسامير الأرض ) بأنها تحتشد بالمشاهد الجنسية الخادشة للحياء العام !!!؟…
غير أن خدش الحياء العام لا يعنيهم
في الشئ !!!؟؟…
بل ما أثار حفيظتهم و جعلهم يحظرون كل مؤلفاته عن الظهور في سماء الخرطوم ، كشفه الصارخ لخطاياهم المتمثلة في إفسادهم لمعظم شريحة الشباب و بطشهم بالمهمشين و الإتجار بأعضاء البشر و بيعهم لأراضي السودان للغرباء و إرتكابهم لأم الكبائر ، (الطامة الكبرى) ، بتر ثلث البلد عن جسد الوطن ، الذي ظل يواري جراحه النازفة في خزى و صمت !!؟….
#رواية مسيح دارفور تفضح التاريخ#
من خلال هذه الرواية ، يمتلك (عبد العزيز بركة ساكن) الجرأة التي تجعله يفضح التاريخ الرسمي و يعلن أن المهدي أعاد الرقيق السودانيين بعد تحريرهم من قبل الأتراك الكفار الى أسيادهم ، لأن في إعتقاده الراسخ أن تحرير العبيد كفر و كذلك عرى مرامي الميرغنى الذي كان من ضمن كاتبي مذكرة للإنجليز ، مطالبين بعدم منح الرقيق السودانيين حريتهم !!؟….
من يجرؤ أن يواجه أكبر حزبين طائفيين حكموا و أداروا البلاد إبان الديمقراطيات الثلاث ، بأنهم يُؤمنوا بالعنصرية و يطبقونها على أبناء جلدتهم ، كأن ديمقراطيتهم مفصلة على هواهم ، لا تساوي بين مكونات الرعية و لا تنصف المهمشين !!!؟….
و لعله بذلك قد أفصح عن رؤية واضحة و شاملة ، تدين كافة الأحزاب التقليدية التي تدعي الديمقراطية و لا تطبقها حتى داخل منظوماتها و بين أتباعها !!؟…
و تتوالى رواياته الصادمة :- (موسيقى العظم) هذه القصة القصيرة المدهشة حقاً ، تحدث أثراً بالغاً في ذهنية المتلقيين فتصيبهم بالإرباك و هم يستوعبون بشاعة الحروب الأهلية و ما تجره من أهوال
و دمار للبشر و الشجر و المدر …. و لعل غرائبية المشهد الذي نسج خيوطه ، هذا المبدع المثير للجدال ، يطرح مجدداً الأسئلة اللحوحة التي
تطعن في الفيل مباشرة !!!؟؟….
ثم ماذا بعد ؟؟..
الى متى ؟…
و الى أين ؟…
و قبل (موسيقى العظم) صدرت له مجموعتان فصصيتان ( على هامش الأرصفة و إمرأة من كمبو كديس ) و تتلاحق مسروداته و تتعدد الى أن أصدر رواية (مخلية الخندريس) لتعزف جميعاً على ذات الوتر ( المهمشون الذين لم يختاروا ظروفهم ) الذي أغضب إتحاد المصنفات الفنية و أثار حفيظتهم و جعلهم يحظرون أعماله جميعاً و يمنعونها من
مصافحة عيون السودانيين المقيمين بالداخل ، مما جعله كغيره من المبدعين الآخرين …
يبحث عن دولة تمنحه اللجوء السياسي الذي يحفظ كرامته و يتيح له هامش حرية ليبدع تحت سماء ينعم قاطنيها بديمقراطية حقيقية
تساوي بين الناس كافة دون مسحة عنصرية !!!؟؟؟…. و يبقى في نهاية المطاف أن نحاول معرفة أراء النقاد حول هذا السؤال :-
هل اللهجة السودانية المغرقة في محليتها تُعتبر عائقاً أم حصوصية يتميز بها الإدب السوداني ؟؟…
كثيراً ما توقف بعض النقاد حول السبب المباشر الذي أدى الى عدم تداول أعمال (إبراهيم إسحاق) بين الأوساط العربية ، و كذلك بذات المسوغات يواجه (عبد العزيز بركة ساكن) هذه المعضلة ، لذلك يعمل الآن ، في مهجره بعاصمة دولة النمسا ( ڤيينا ) على ترجمة أعماله الى لغات أجنبية لينجو من العقبات و العوائق و المحاذير التي يضعها العرب في وجه الأدب السوداني حتى لا تعلو هامته و تسمق دونهم !!!؟؟….

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا اخي السودان ده بلد عظيم ، وبركة ساكن ده مكانو في قمة هذا البلد وليس منفيافي اصقاع الارض، احييه واحي شخوصه جميعا في رواياته وعلي ارض الواقع .

  2. قليلون هم ابناء جلدتي الذين يستطيعون ان يصدحو بالحق ولو علي انفسهم لكني اظنك واحد منهم .
    الكاتب الفذ ساكن استطاع ان يقول البغلة في الابريق فشن عليه حراس الهيكل حرب داحس والغبراء وقرروا ان يخرسوا صوته وما دروا ان عهد الحلاج قد ولى الى غير رجعة.فقد تلقينا اناشيده عبر الاسافير وبكينا علي الاجساد الممدة في شجرة الموت .وتعاطفنا مع ابراهيم شكيري واعجبنا بعبد الرحمانة وهكذا مع جميع شخوص رواياتة .ان تلك الشخوص تنسج بين حنايانا الان كيفية الخروج من متاهتنا التي نسجها الاوغاد حول شعبنا وارضنا وتاريخنا
    شكرا لكل من انصف ساكن فقد انصف امة والعار لكل من اسكت قلما فقد اسكت صوت الحق.

  3. وطن كلما حاول أن يبتسم حط علي شفتيه الذباب.ابكر ادم اسماعيل
    كم محتاج البلد لمثل بركه ساكن ولكن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  4. عندنا يكتب التاريخ كالادب الالهى بينما التاريخ ليس سوى كتاب منشور سيلقاه كل فرد بما كسبت يداه دنيا واخرة…التاريخ هو واقع الحايتى بلا فدسية وك>ب…عبد العزيز بركة ساكن تحرر من تزكية وتطهير التاريخ…الى فوتوغرافيا المعاناة…كماهة بلا احتفتئية لمالكى التاريخ..

  5. الى المتداخلين برعي و صديق و زول
    نصيحة و راجع للوطن أمنياتي الطيبة
    نحن نفتخر و نعتز بأمثال عبد العزيز
    بركة ساكن و كل من يحذو حذوه !!!؟….
    هذا مشروع توثيقي ، أردت من خلاله
    التعريف بأدباء السودان ، عسى أن
    يصادف سعي هذا التوفيق
    مع مودتي

  6. عزيزي فيصل السلام عليكم

    اتفق معك تماما في وصفك للقاص عبد الزيز بركة، وابداعه لا يحتاج منا الى توصيف.
    لكني اختلف معك إذ تقول أن كسلا لم تنجب من كتاب السرد إلا واحدا، وهذا القول يجافي الواقع. كسلا أنجبت ومازالت تُنجب العديد من كتاب السرد بعضهم وجد حظه من الشهرة وبعضهم لم يجد لعدم معرفتهم بكيفية تسليط الأضواء على أعمالهم. أو لتجاهل الناشرين لأعمالهم خوفا من الخسارة المادية، لا أود هنا أن أذكر الأسماء لكني كمثال أذكر الأديب ( مبارك حسن أزرق) لكسر القاعدة التي ظلمت فيها كتاب السرد الكسلاويين.

  7. ربما ساكن هو الأكثر شهرة
    و أعماله أحدثت علامة فارقة
    يا أيها الطيب
    لاحقاً سأتلافى هذه العثرات
    و السهو غير المتعمد
    و معذرة لكل مبدع كسلاوي
    تجاوزته في هذه العجالة

  8. لك التحيه الأستاذ فيصل مصطفي فنحن حقا بحاجه لأمثالك ممن يوجهون أبصارنا وأمثالنا للنظر حيث يقف أمثال الرجل القامه عبد العزيز والذى تجرأت (أنا) والعياذ بالله من الأنا حيث أطلقت علي والده وجده إسماء مغايره فقلت عنه عبد العزيز بركان ثائر!!!

    هو عبد العزيز بركان ثائر يتفجر ليخرج المسكوت عنه ويفرغ تلك الشحنات الكهربائيه المكبوته فى حنايا الروح والتى أراد لها الشموليون الموت معنا ولكنها بقلمه وخياله ستبقي لتخبرن القادمين الأصل بعيدا عن التأصيل الزائف والحق بعيدا عن المثقف الخائف!!

  9. فعلاً يا بشاري المبدع المثير للجدال
    (عبد العزيز بركة ساكن) هو كما وصفته
    تماماً بركان ثائر
    أجمل ما في تعليقات المتداخلين إنهم
    يتتمون النقص الذي إعتور منجزاتنا !!؟…
    كن دوماً المعين لعثراتنا و ما تخطاه السهو

  10. يا اخي السودان ده بلد عظيم ، وبركة ساكن ده مكانو في قمة هذا البلد وليس منفيافي اصقاع الارض، احييه واحي شخوصه جميعا في رواياته وعلي ارض الواقع .

  11. قليلون هم ابناء جلدتي الذين يستطيعون ان يصدحو بالحق ولو علي انفسهم لكني اظنك واحد منهم .
    الكاتب الفذ ساكن استطاع ان يقول البغلة في الابريق فشن عليه حراس الهيكل حرب داحس والغبراء وقرروا ان يخرسوا صوته وما دروا ان عهد الحلاج قد ولى الى غير رجعة.فقد تلقينا اناشيده عبر الاسافير وبكينا علي الاجساد الممدة في شجرة الموت .وتعاطفنا مع ابراهيم شكيري واعجبنا بعبد الرحمانة وهكذا مع جميع شخوص رواياتة .ان تلك الشخوص تنسج بين حنايانا الان كيفية الخروج من متاهتنا التي نسجها الاوغاد حول شعبنا وارضنا وتاريخنا
    شكرا لكل من انصف ساكن فقد انصف امة والعار لكل من اسكت قلما فقد اسكت صوت الحق.

  12. وطن كلما حاول أن يبتسم حط علي شفتيه الذباب.ابكر ادم اسماعيل
    كم محتاج البلد لمثل بركه ساكن ولكن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  13. عندنا يكتب التاريخ كالادب الالهى بينما التاريخ ليس سوى كتاب منشور سيلقاه كل فرد بما كسبت يداه دنيا واخرة…التاريخ هو واقع الحايتى بلا فدسية وك>ب…عبد العزيز بركة ساكن تحرر من تزكية وتطهير التاريخ…الى فوتوغرافيا المعاناة…كماهة بلا احتفتئية لمالكى التاريخ..

  14. الى المتداخلين برعي و صديق و زول
    نصيحة و راجع للوطن أمنياتي الطيبة
    نحن نفتخر و نعتز بأمثال عبد العزيز
    بركة ساكن و كل من يحذو حذوه !!!؟….
    هذا مشروع توثيقي ، أردت من خلاله
    التعريف بأدباء السودان ، عسى أن
    يصادف سعي هذا التوفيق
    مع مودتي

  15. عزيزي فيصل السلام عليكم

    اتفق معك تماما في وصفك للقاص عبد الزيز بركة، وابداعه لا يحتاج منا الى توصيف.
    لكني اختلف معك إذ تقول أن كسلا لم تنجب من كتاب السرد إلا واحدا، وهذا القول يجافي الواقع. كسلا أنجبت ومازالت تُنجب العديد من كتاب السرد بعضهم وجد حظه من الشهرة وبعضهم لم يجد لعدم معرفتهم بكيفية تسليط الأضواء على أعمالهم. أو لتجاهل الناشرين لأعمالهم خوفا من الخسارة المادية، لا أود هنا أن أذكر الأسماء لكني كمثال أذكر الأديب ( مبارك حسن أزرق) لكسر القاعدة التي ظلمت فيها كتاب السرد الكسلاويين.

  16. ربما ساكن هو الأكثر شهرة
    و أعماله أحدثت علامة فارقة
    يا أيها الطيب
    لاحقاً سأتلافى هذه العثرات
    و السهو غير المتعمد
    و معذرة لكل مبدع كسلاوي
    تجاوزته في هذه العجالة

  17. لك التحيه الأستاذ فيصل مصطفي فنحن حقا بحاجه لأمثالك ممن يوجهون أبصارنا وأمثالنا للنظر حيث يقف أمثال الرجل القامه عبد العزيز والذى تجرأت (أنا) والعياذ بالله من الأنا حيث أطلقت علي والده وجده إسماء مغايره فقلت عنه عبد العزيز بركان ثائر!!!

    هو عبد العزيز بركان ثائر يتفجر ليخرج المسكوت عنه ويفرغ تلك الشحنات الكهربائيه المكبوته فى حنايا الروح والتى أراد لها الشموليون الموت معنا ولكنها بقلمه وخياله ستبقي لتخبرن القادمين الأصل بعيدا عن التأصيل الزائف والحق بعيدا عن المثقف الخائف!!

  18. فعلاً يا بشاري المبدع المثير للجدال
    (عبد العزيز بركة ساكن) هو كما وصفته
    تماماً بركان ثائر
    أجمل ما في تعليقات المتداخلين إنهم
    يتتمون النقص الذي إعتور منجزاتنا !!؟…
    كن دوماً المعين لعثراتنا و ما تخطاه السهو

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..