الامام الصادق المهدي : المكياج السوداني كالدخان والدلكة والحناء تفتح مسام الجلد والافرنجي يسد المسام .. السودان وطن حضارات ولكن داهمته حمى الاستلاب

استضافت خيمة الصحفيين التي تنظمها مؤسسة «طيبة برس» مساء أمس الإمام الصادق المهدي حول في جلسة مؤانسة عن: «إنسانيات سودانية» وتورد «الصحافة» فيما يلي نص كلمة المهدي:
أجد في كثير من الكتب والمقالات استخفافا بالسودان كوطن وجد صدفة أو أوجده الغزو العثماني، وأنه بلا تاريخ عريق حتى أن الأثري السويسري شارلس بوني قال: عندما هممت أن أشرع في حفريات في كرمة قال لي أحد الأثريين لا تتعب نفسك كل التاريخ في شمال وادي النيل. كان السودان وطن حضارات عظيمة:
* حضارة سبقت الحضارة الفرعونية وهذه كشفت عنها الحفريات أخيراً.
* وحضارة مشتركة مع الفرعونية وتبادل السلطان فيها فراعنة من الشمال ومن الجنوب أمثال بعانخي وترهاقا.
* والحضارة الكوشية والتي ازدهرت في مروي واستمرت ألف عام من خمسة قرون قبل المسيح إلى 5 قرون بعده.
* وحضارة مسيحية استمرت ألف عام كذلك من 5 قرون بعد المسيح إلى القرن السادس عشر.
* والحضارة الإسلامية القديمة التي تمركزت في ممالك إسلامية. ثم كان الغزو العثماني ثم المهدية ثم الغزو الثنائي.
والمؤسف حقا أن كثيرا من تلك الفترات ملتف بالغموض محتاج لمزيد من التوثيق التاريخي ومن التجسيد المتحفي، وقال ليو بولد سنغور لسفير السودان سيد أحمد الحاردلو: «الحضارة الأولى أقامها أجدادكم النوبة. وهم سادة الصناعة الأولى، والزراعة الأولى، والمعرفة والشعر والفنون والأهرامات». وما قاله بروف هيرمان بل عالم الآثار: «السودان هو أساس حضارة وادي النيل». من أخطر نتائج هذه الغفلة عن تاريخنا الاستعداد الكبير في مجتمعاتنا المعاصرة للاستلاب، فإذا أنت مررت على المحال التجارية رأيت في عواصمنا العجب العجاب: كوافير ديانا- مطعم هافانا- سوبر ماركت باريس. وآخر حالات الاستلاب تلوين أعراسنا بألوان غريبة: فساتين الزفاف، وبدلة العريس السموكنج، ثوب السرتي للعريس وفركة القرمصيص للعروس خاصة كما طورهما مصممون أمثال الأستاذة سارة جلال هي ما يناسبنا ذوقا وبيئة وجمالا أصيلا والبدلة الأسموكنج بدل الجلابية محاكاة لا معنى لها. قالت الشاعرة السودانية خالدة:
هـــي الزي الغالي وأجمل
فيها المعنى الكامل وأكمل
يحكي حكاية شعب مؤصل
والزفة مكان العديلة، وأنواع المكياج للعروس الذي يجعلها أشبه ما تكون بلوحة إفرنجية ما يناقض ألواننا ويعارض مناخنا ويعاكس أذواقنا. فالتجميل السوداني الأصيل مختلف من حيث مفاهيمه ومفرداته، فمن حيث المفاهيم مكياجنا من حيث الدخان والدلكة والحنة يقوم على فتح مسام الجلد واستخدام الأعشاب الطبيعية بما يتماشى مع المناخ الحار، ولكن عند الإفرنج يقوم على سد المسام بالبدرات والمساحيق الكيمائية وتشجع عليه برودة الجو. ومن حيث المفردات المستحب في الذوق الأصيل اللما لا الأحمر وهو سمرة لا حمرة الشفاه على نحو ما قال العباسي:
بالله يا حلو اللما مالك تجفو مغرما؟
واخطر ما في الأمر ليس هو إعدام السمرة والخضرة لون الحياة واللون القمحي لون نساء الجنة (كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ)1 أخطر ما في الأمر أن إعدام السمرة على يد سموم الزئبق والكورتزون (Hydroquinone وhydrogen peroxide) وهي تبيض الوجه بمواد سامة تتسرب عبر الجلد لأعضاء الجسم، وهات يا فشل كلوي! ومن طرف خفي توجد نزعة احتقار لما هو سوداني. احتقار عززته كثرة الكوارث في بلادنا لا سيما في المهجر إذ ارتبط اسم السودان بالعنف، والاقتتال، والمجاعات، والتدخلات الأجنبية؛ ما أدى لكثير من النكات ? مثلا- ما حجم السودان؟ الرد: مليون ميل مربع! التعليق: لا مكعب لأنه حفرة!. ومقولة عبد الله ضحية: كيف تكون سودانيا؟ والرد: أنماط من التواكل والكسل من باب لا تؤخر عمل اليوم لغد ما دام يمكن أن تؤخره إلى بعد غد!. ومقولة طوني بوزان الذي سأل: «ما الفرق بين الديناصور والسوداني النشيط؟، الرد: الاثنان انقرضا.. نتيجة هذا كله إسقاط السودان من الحساب، وعدم الرهان عليه، والتطلع للفرار منه بتذكرة في اتجاه واحد. وكثيرون صاروا يخلطون بين الكرت الأخضر الأمريكي وسندس الفردوس.
في تصحيف لبيت البحتري:
تَذُمُّ الفَتاةُ الرُّودُ شِيمَةَ بَعْلِهَا
إذا بَاتَ دونَ «الكرت»ِ، وهوَ ضَجِيعُهَا
منذ مدة أزعجتني هذه الظاهرة وصرت أفكر في وسائل لدحرها منها الاهتمام بالتوثيق التاريخي، والتربية الوطنية، والتوثيق المتاحفي وغيرها. ولكن بدا لي أن للإنسان السوداني ميزات فريدة لا ينكرها إلا مكابر. ميزات أشار إليها كثير من شعرائنا أمثال: محمد عبد الحي، ومحمد المكي إبراهيم، وصلاح أحمد إبراهيم، وسيد أحمد الحردلو وغيرهم. هذه الميزات تقود لقيم غرسها في نفوس أهل السودان تراث الخلاوي، والمسايد، والأحاجي، وصدح بها الشعراء الشعبيون من حكامات، وكنداكات، وأصحاب المسادير، وشعراء الدوبيت، وغيرهم. في هذه المجالات ثقافة أواسط السودان هي الأكثر توثيقا مع غياب نسبي لثقافات الغرب، والشرق، والشمال، والجنوب. وإن كانت ثقافة الوسط هذه عن طريق الدور المحوري للعواصم بقيادة أم درمان استطاعت أن تستصحب كثيراً من الثقافات الجهوية السودانية المختلفة. في هذا الصدد أم درمان قيمة وبوتقة لا مجرد رقعة في المكان كما قال الشاعر عبد المنعم عبد الحي:
أنا أمدرمان تأمل في نجوعي أنـــــا السودان تمثل فـي ربوعي
أنـــا ابن الشمال سكنتو قلبي على ابن الجنوب ضميت ضلوعي
ولا شك أن القيم التي أسميها إنسانيات سودانية قد صارت أشبه ما تكون بقيم سودانية قومية. ومع ذلك فنحن بحاجة لصحوة ثقافية تجعلنا أكثر اهتماما بالتنوع الثقافي في بلادنا تقديراً لحقيقة التنوع الثقافي هذه، واعتباراً لقيمتها، فالتنوع من مقاصد الكون: (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ)2. إن الاهتمام بهذا الجانب من حياتنا صار ضرورة وطنية لأن إهماله قد صار يمثل إخفاقا في إدارة التنوع، ويمثل خطراً حقيقياً على وحدة البلاد. الأشعار القومية حاملة قيم الإنسانيات السودانية لعبت:
* دورا رئيسيا في الدعوة المهدية وفي الكيانات الصوفية وفي المدائح النبوية.
* دورا سياسيا في دعم النظم أو في معارضتها.
* دورا اقتصاديا في الحث على الكسب والمغامرة من أجله.
* دورا اجتماعيا في المدح، والهجاء، والرثاء، والغزل.
ومع أهمية هذه الأدوار، فإن ثقافتنا المركزية وتعليمنا الرسمي لم يحفل بها بالقدر الكافي وصارت ثقافة شعبية تفرض نفسها رغم تجاهلها. ههنا سوف أتناول الحديث عن الإنسانيات السودانية. ولكيلا يكون هذا الحديث تمرينا في الشوفينية استهله بالحديث عن سلبيات وأهمها: العفوية، والمجاملة المبالغ فيها على حساب الصراحة، والاهتمام الأكبر بالأخلاق الخاصة كالعرض وإهمال العامة كالمواعيد، وتضخيم الاجتماعيات وتهميش العمل. ولكن رغم هذه السلبيات فإن للسودانيين أخلاقيات إنسانية سار بذكرها الركبان:
* في عام 1988م اجتمع بنا الأمير الحسن بن طلال في عمان وخاطب جماعة منا قائلا إنه وغيره من الزعماء العرب يتحدثون عن وجود أخلاق سودانية سماها إنسانيات سودانية مميزة.
* وقال لي أحد سفراء السعوديين بعد أن نقل من السودان إلى بلد آخر: السودان مع قسوة الطبيعة فيه نعمة الطبع. تلك الأخلاقيات آسرة. لذلك كثير من السفراء يقولون لي عندما نقلنا للسودان حزننا. ولكن عندما نقلنا من السودان بعد معرفة أهله حزننا!
* ولا ينفك الرئيسان ملس زناوي الأثيوبي وأسياسي أفورقي الأرتري، عند لقائهما يذكران الفترة التي قضياها في السودان بانبهار بإنسانيات أهل السودان.
* إنسانيات عبر عن إعجابه بها كل الذين توسطوا بين أطراف سودانية مقتتلة إذ لاحظوا درجة أعلى من التسامح بين أطراف الاقتتال السودانية وعبروا عن هذه الملاحظة ? مثلا الجنرال سمبويو وسيط الإيقاد.
* الإنسانيات السودانية الآسرة كثيرة وقد عبر عنها كثير من شعرائنا أمثال محمد عبد الحي، ومحمد المكي إبراهيم، وصلاح أحمد إبراهيم، والهادي آدم، وغيرهم كثيرون وأسهب في التعبير عنها رواد الشعر الشعبي من مسادير ودوبيت وحكامات وكنداكات، وهذا بحر من العطاء عريض ولكنه بالقياس للاهتمام الذي يحظى به شعراء النخبة نسبيا مهمش ولذلك فضلت أن أوثق للإنسانيات السودانية من الأشعار الشعبية دون إنكار لدور شعراء ا لنخبة باللغة الفصيحة أو الدارجة في التعبير عنها ? مثلا- أشعار محمد المكي إبراهيم باللغة الفصحى:
عذراء كقلب القمحة أمتنا
فالألسن والأجفان هنا عذراء
* أو شعر صلاح أحمد إبراهيم باللغة الدارجة:
الحافظ ديمة حقوق الغير
سيد الماعون السالي السيف
الهدمه مترب وقلبه نضيف
وبعد تأمل وتفكر في الأمر أرى أن أهم الإنسانيات السودانية التي ساهمت الثقافة الشعبية في التعبير عنها، والترويج لها، والترويج لها عبر الأناشيد، والدوبيت، والمدائح، والمراثي، والأغاني ثمانية خصال هي: الكرامة- الكرم- التواضع- التسامح- المروءة ? التضحية- الإقدام- الغزل العذري.
1. الكرامة: الأمثال الشعبية السودانية لا تبرح تلح على الكرامة- مثلا ? لاقيني ما تعشيني، بليلة مباشر ولا ذبيحة مكاشر وهلم جرا.
* قال ود الرضي عن الكرامة: جلد الحر رهيف أقل حاجة تقدو
وقال:
الزول البهين أمرك قطع لا تزورو
ولو كان القمر لا تهتدي بي نورو
* والاحتجاج بالكرامة من أجل الاستقلال: أبيات عكير:
ما بنتبع نروح للغير ونبــــقى سعية ننساق بالخشوم غنما موالفة رعية
2. الكرم: تكثر في الإشادة به الأمثال: قدح ود زايد، عوج الدرب، ما في دين بلا عجين… الخ.
وهذا المثل يعزز مقولة بعض رجال الدين إذ قال إن ولاية الشوام بالسياحة، وولاية المصريين بالعلم، وولاية السودانيين بالكرم. وإليك أبيات ود شوراني في الكرم.
تمساح أم كبلو الحارس التنيــــــــــر
الجود والكرم راجيك نحــــــلة عديل
يا ركازة الحي العليــــــــــــــك بيميل
بلاك منو البضبح اللقحة اللبنها بسيل
3. التسامح: تعبر عنه أمثال كثيرة مثلا: المسامح كريم، الفشّ غبينتو خرب مدينتو، وغيرها.
وقالت مادحة تمدح تسامح الشيخ العبيد ود بدر:
الهوى والشرق بي ليمو لماهو
الزين والفسل بي خيروا عماهو
حفرا لعد غريق لامن يجيب ماهو
شال سعينات الرجال سواها في سقاهو
وما قاله عكير في الإمام عبد الرحمن:
جهادك لين وحكمة وفـــاطرا بسام
يربي الروح رباية الموية للأجسام
وقال فيه أيضا: يا بحر السماح كل البزل تعفـــــاه والأعجب عدوك وقت الدرك تلفاه
4. المروءة: أمثال كثيرة تجسدها: دخري الحوبة، روى العطشان، أبو مروة.
مما قام صغير ما بيمشى في الفارغات
للجار والعشير هو الدخرى للحبوبات
ستار العروض البرفع الواقعات
وما قاله صلاح أحمد إبراهيم بالشعر القومي:
البسمع فيهم يا أبو مروة
بـــــي فراره ينط من جوة
يبادر ليك مــن غير تأخير
5. الإقدام: أمثال الطولوا لساني، نسيبتك، الحى قدر السبيبة والميت قدر التبلدية.
وما قالت بنونة في أخيها الذي قتله الجدري وميت الجدري لا يبرد خوف العدوى بل يرشح بالرماد:
ما ديرالك الميتة أم رمادا شح
دايراك يوم لقا بدميك تتوشح
الميت مسولب والعجــاج يكتح
أحي على سيفو البسوي التح
وفي مجال الإقدام هذا فإن الحكامات، والكندكات، قمن بدور لا يقدر بثمن في حشد الحماسة، أما الحكامة فمؤسسة حماسية أشبه بالتوجيه المعنوي في القوات المسلحة لأن الحكامة من أواسط الأسر ويختارها الفرسان لهذه المهمة وهي التي تخلد البطولات وتمقت الجبن وكما قيل:
وَالعارُ مَضّاضٌ وَلَيسَ بِخائِفٍ مِن حَتفِهِ مَن خافَ مِمّا قيلا
والهمباتة ليسوا مجرد لصوص بل هم كصعاليك العرب أمثال الشنفري، وتأبط شرا، وروبن هود الانجليزي كانوا نهابين وهابين ولهم أشعار في الإقدام رائعة أمثال ود ضحوية.
ولما كانت أقوى نهضات الشعب السوداني في المهدية فإن الشعر الشعبي قد سطر روائع في الحماسة، ورد في منشور المهدي لود سعد يجيزه في المدح بقوله إن «فيه إرهاب للكافرين وموعظة وتذكرة للمجاهدين ولهو فيهم -أي الكفار- أسرع من النبل»، وهو معنى صاغه ود سعد في عبارته:
شمر ود سعد من ايدو لى بركـو
قصّر جبتو سواها فوق وركـو
قصدو يمدح الهانو لناس ماركو
والعود ما بيجب النار بلا يفركو
5. التواضع: التواضع قيمة إنسانية سودانية أصيلة، فالسودانيون يبغضون الاستعلاء لدرجة كبيرة، ويحرصون في قيمهم أن يتواضع الزعماء والقادة ويختلطون بالناس، كما يحرصون على إزالة فوارق الطبقية المعروفة في مجتمعات أخرى حرصا شديدا. أمثال التواضع كثيرة، مثلا، الزعامة سباتة وقدح، بابو فاتح، مباشر، وغيرها والتواضع قيمة حرص عليها الصوفيون وكانت من أهم وسائل تفوقهم لدى الجمهور على الفقهاء على نحو ما سجل ود ضيف الله في طبقاته. وهو قيمة أشاد بها الإمام المهدي قائلا: إن الارتفاع بالاتضاع، والتواضع قيمة عبر عنها الشعر الشعبي بقوة.
ما قاله عكير:
ظلمات المساكين هب ضو مساهن
بى الندى والتواضع ثبتن رساهن
أو ما قاله عكير في رثاء الشيخ الجيلي الكباشي:
متواضع كريم شيم البرامكة صفاتك
واسع جاه رحيم اتوفوا ناس بوفاتك
وما قاله ود الرضي في حكمه:
إياك والغرور مذ كان جلوسك حافــل
اتواضع لي إلهك لا يراك الغــــافل
إذا كنت ترى نفسك فضيل تكون السافل
أما العافية زايلة وكل بدرا آفـــــل
6. التضحية: أمثال كثيرة تعبر عنها، مثلا الفى ايدو ما حقو، سايم نفسو، والشعر الشعبي غنى بالتعبير عن التضحيات. قال صاحب إبراهيم:
إبراهيــــم صاحبي المتمم كيـــــــــــفي
ثبـــــات عقـــلي ودرقتي وسيــــــــــفي
مونة غذاي مطمـــورة خريفي وصيفي
سترة حالي في جاري ونساي وضيفي
7. الغزل العذري: الغزل ككل أنشطة الإنسان فيه الحميد والخبيث. والذي ينكر وجود عواطف قوية بين الرجال والنساء ويعبر عنها الشعر والنثر يحاول تجريد البشر من بعض سمات الإنسانية. وقد عبر عن ذلك بعض أهم علماء الدين في التاريخ أمثال ابن حزم في كتابه طوق الحمامة وابن القيم في كتابه روضة المحبين ونزهة المشتاقين. ولكن مع أن عبارة حب هي روح كل علاقة بين الإنسان والرب، وبين الإنسان وأخيه الإنسان، فقد كاد يتخلى عنها الأسوياء ويتركونها للسفهاء. قال فان كوخ: «أفضل الطرق لمعرفة الحياة أن نحب أشياء كثيرة». وقال غبرييل غارسيا ماركيز: «الناس مخطئون لو ظنوا أنهم يتوقفون عن الحب عندما يتقدمون في السن. الحقيقة هي أنهم لا يتقدمون في السن إلا عندما يتوقفون عن الحب». الحقيقة هي أن:
الحب سر الحياة فسمه وحيا إذا ما شئت أو إلهاما
ويمكن تسميته وحيا إذا تأملنا قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا)3.
إن قصائد الحقيبة زاخرة بهذا التعبير عن الحب العذري ? مثلا ? ما قاله إبراهيم العبادي:
دون فصادة سواك إلهـك
الإبار ما مسن شفاهـك
بفظاظة ما فاه فاهــــــك
فطرة أدبك وطبع انتباهك
ما بيدروا ديل جهل جاهك
وفي أشعار شعراء الحقيبة غزل واجب مثل ما قاله عبيد عبد الرحمن في ست البيت:
ست البيـت بريــدها بــراهـا ترتاح روحي كل ما أطراها
قـالــت جارتهـا مجـاوراهــا مــا قوالــة بـس حـاشـاهــا
مــا قـالــــت بقيـت حبــوبة وخلــت بـوختـه المحبـوبـة
مهــما أبقــي مـــر بالعانــي حافظة مــن الأنوثة معانــي
* وفي هذا المجال فان المسادير والدوبيت وغيرها من الأدبيات زاخرة بوصف الطبيعة والخيل والجمال والطبيعة والجمال في القمر، والشجر، والزهر، والبشر.
* كثيرون قالوا لي ما عرفك بهذه الثقافات الفولكلورية السودانية وتعليمك في فيكتوريا وأكسفورد يرشحك لعضوية قبيلة «الحناكيش» الذين يصفون الآبري بأنه «عصير التشويز» وملاح النعيمية بأنه «الملاح البيج» وغيرها من القفشات التي رددها تيراب الكوميديا. ولكن إذا عرف السبب بطل العجب:
o أسرتنا عبارة عن عصبة قبائل السودان. بعض الأسر الكبيرة تحرص على حصرية الأنساب أسرتنا مخالفة لهذا التقليد، مع أن الأصل من نسب حسني استقر بمصر ثم وفد للسودان قبل ألف عام فإنهم تناسلوا مع أهل دنقلا من النوبة وزاد التمازج بعد الإمام المهدي فأم الإمام عبد الرحمن مقبولة بنت نورين سلطان دارفور وجدتها دينكاوية وأمها زغاوية. ومع أن هذا الانفتاح نحو الآخر القبلي اختفى قليلا في فترة مضت فإنه استؤنف بشدة مؤخرا.
o الجزيرة أبا وهي بيئة نشأتنا الأولى هي كذلك جامعة قبلية لأهل السودان.
o وكانت أمي رحمة ?رحمها الله- مخزنا حيا للثقافة السودانية والمهدوية ما جالستها إلا ونفحت منها، فكان أثرها عظيما في تحبيب الثقافة السودانية وفي تلقيمها لنا، بل تجاوز أثرها من جيلنا لجيل أحفادها الذين عايشوها.
o وفي حالتي الشخصية فإن ضخامة دور الاستلاب جاء بنتيجة عكسية وهي النزوح نحو الأصالة بأبعادها الثلاثية الإسلامية، والعربية، والسودانية.
عاشرا وأخيرا: الإنسانيات السودانية وهي أخلاق السمتة تجد اهتماما زائدا في نظري لأنها الآن تعاني من خطر الإبادة من مصدرين:
الأول: داخلي وهو تفوق طبقة طفيلية من الأثرياء الجدد الذين كونوا ثرواتهم بالمحسوبية أو بغسيل الأموال أو حتى بتنزيل الأموال، هؤلاء تبنوا نزعة استهلاكية اندفعت في أساليب حياة تقلد الموضات بلا بوصلة.
والخطر الآخر: خارجي تجسده ثقافة التسلية الهابطة المفتونة بالملذات وللأسف تروج لها أكثر الفضائيات التي انتشرت انتشارا مرضيا، فمع قلة نسبة الناطقين بالعربية في العالم فإن الفضائيات الناطقة بالعربية تمثل 20% من كل الفضائيات! وبرامجها في الغالب تافهة ولكنها كذلك مغرية في نشر قيمها وملابسها وأنغامها. المدهش أن حوالي 20% من برامج الفضائيات العربية تغيب الأخلاق ونسبة مماثلة منها تبث برامج دينية منكفئة تغيب العقل. أنا أرى في هذه الهجمة على الأخلاق وعلى العقل هجوما على حضارتنا. هذه المحاضرة فرصة لأقول لقطاعاتنا وأجيالنا المستلبة إن في ثقافتنا السودانية ما هو أصيل وجميل.
الهوامش
1 سورة الصافات الآية (49)
2 سورة الروم الآية (22)
3 سورة الأعراف الآية (189)

الصحافة

[COLOR=blue]الامام الصادق المهدي : المكياج السوداني كالدخان والدلكة والحناء تفتح مسام الجلد والافرنجي يسد المسام ..مجتمعاتنا المعاصرة لديها استعداد كبير للإستلاب[/COLOR]

رأي الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي في محاضرة عن الانسانيات السودانية أمس.. أن السودانيين في غفلة من تاريخهم، وقال إن أخطر نتائج هذه الغفلة عن تاريخنا الاستعداد الكبير في مجتمعاتنا المعاصرة للاستلاب.

واستشهد المهدي ببعض المحال التجارية: كوفير دنيا ومطعم هافانا وسوبر ماركت باريس. وتابع أن هنالك استلاب آخر كتلوين أعراسنا بألوان غريبة (فساتين الزفاف) وبدلة العريس السموكنج وثوب السرتي للعريس وفركة القرمصيص للعروس وأنواع المكياج للعروس التي تجعلها أشبه ما تكون بلوحة افرنجية، وهو ما يعارض أخلاقنا السودانية وقال المهدي إن المكياج السوداني من حيث الدخان والدلكة والحناء يقوم على فتح مسام الجلد واستخدام الاعشاب الطبيعية بما يتماشى مع المناخ الحار، ولكن الافرنجي يقوم على سد المسام بالبدرات والمساحيق الكيميائية !!

صحيفة الوطن

تعليق واحد

  1. الزول دة خلى اى حاجة و بقى ينظر فى البخور و الدلكة ؟ و الله ايامك راحت يا عم الصادق و هلم جرا ، لكن ليك حق ناس الانقاذ ديل صعبين يمين بعد شوية يخلوك تعمل قدرة فول:D

  2. والله ما شاء الله قائد حزب الامة بيتكلم في الدخان والحنة والدلكة طيب الشعب حيتكلم في شنو ويقولو السودان عايز يتفصل مستقربين ليه طالما المسؤل بقى بتاع كوافير……منو العوض وإليه العوض;( ;( ;(

  3. يا سيدى الإمام … دا كلام شنو دا؟
    ياخى البلد ح تتقسم على مية وعشرين حتة بعد 3 شهور وأنت بتتكلم لينا فى الدلكة؟

    أيهما أولى: الدلكة والحناء؟ أم الإنفصال والإستفتاء؟

    *الم تقرأ للرجل كل ماقله في شأن الانفصال والاستفتاء*

  4. هذا ليس أخرا ولا أخيرا ، سوف ترون وتقرأون وتسمعون الكثير والعجيب طالما يريد سدنة النظام إلهاء الشعب عن قضاياه الوطنيه المهمة ، ولكل أجره، فليس بمستغرب أن يصدر مثل هذا الكلام من زعيم حزب له وزنه وكلمته (وكان في يوم من الأيام رئيسا للسودان) ولكن الأجر مدفووع مقدما.

  5. يا اخوان بدل ما تشمو ريحة بشبش ومجاري الخرطوم ,,,,,,,,اخير لينا نشم "كبرتت" ود المهدي و"دلكته"

  6. انا مستغرب من الاخوة المعلقين ؟؟؟
    الجلسه اسمها إنسانيات سودانية وبتتناول الثقافه والتراث السودانى والامام الصادق المهدى ابدع فيها ,,,, ولو فكرتو كويس فى المضمون حتلقو انو الكلام دة فيو دلالات قوية فى اماكن كتيره على الترابط مابين السودانيين على اختلاف اعراقم وثقافاتهم

    ولا عاوزين الراجل يشبكا سياسه و يطلع من الموضوع الثقافى مع إنو ليل نهار بيتكلم عن الانفصال والإستفتاء والحريات والتحول الديمقراطى إتفقنا معاو ام إختلفنا

    وموضوع التوثيق للتاريخ السودانى ده موضوع مهم جداً بالاضافة لقصة الإستلاب الثقافى دى

  7. لا حولى ولا قوة الا باللة دا حفيد المهدي
    دا زعيم الانصار الكانو مصارينهم فى يدينهم فى كرري و بيحاربو
    دلكة و حنة و كبريت خليت شنو لي ناس هندية الحنانة

  8. ايها الناس اسمعوا واعوا

    ماذكرة المهدى فى كلمته التى القاها فى خيمة الصحفيين التى تنظمها (طيبة برس) عن السودان وانه وطن حضارات قديمة مستشهدا بشارلى بونية وخلافة ……اقول له ما تحدثت عنه هو اساس مشكلة السودان التى تمثلت فى ( طمس التاريخ وإقصاء الغير حتى اضمحل الوطن فاصبح بلا تاريخ الا تاريخ المهدية ……. ، و يبدوا لى ان المهدى ووبصيرته النافذة تأكد من ان المولد انفض والكل سياخذ وضعه فى سودان الغد حسب حجمه ووضعه الطبيعى ، فالسودان ياسيد الصادق ويا شارلى بونية :

    – هو نوح علية السلام
    – هو كوش ومملكتة العظيمة
    – هو ادريس عليه السلام
    – هو لقمان الحكيم .
    – هو موسى كليم الله عليه السلام
    – هو هاجر زوج ابراهيم عليه السلام
    – هو السيدة ماريا
    – هو نهر النيل (من انهار الجنة)
    – هو ارض كنوز سليمان علية السلام .
    – هو ارض الذهب (ما توقفت الغزوات والمؤامرات عنه منذ عهد الممالك النوبية طمعا فى ثرواته وخيراته ) وانتم غافلون …. تتفننون فى اقصاء الغير وطمس التاريخ لتنفردوا بكل هذا المليون ميل مربع …. يالكم من جشعين ……. (ومن سيترك لكم مليون ميل مربع …. ياسيدى) ؟؟
    – هو ارض الهجرة الاولى .
    – هو السلطنة الزرقاء ( الفونج / العبدلاب) ? 317 عام ، قبلها السودان بلد مسيحى وسلطانه نوبى ، اول نظام اسلامى بالسودان ، مررت فيها مرور الكرام ، خوفا من تضيع المهدية وسنينها ال …. عشر وسط هذه القرون …. قال بعض الممالك الاسلامية القديمة … ، فترة السلطنة الزرقاء ياسيد الصادق 317 عام يعنى ثلاثة قرون وسبعة عشر عاما ، وخلال هذه الفترة للامام / محمد احمد المهدى سبعة من الجدود ولدوا وعاشوا وتعلموا الدين وماتوا فى دولة العبلاب (جزيرة لبب وجزر الشمالية الاخرى كلها جزء من مشيخة العبدلاب) ، وانا مسئول عن هذا الكلام ان كان فيه خطأ .، واللمالك الاسلامية التى تتحدث عنها جاءت لاحقا ونعرف تاريخها جيدا ….. واسالك بالله ماذا تساوى المهدية بخيرها وشرها مع هذا التاريخ (317 عام امر يصعب استيعابة …. اليس كذلك ) ، ناهيك عن تاريخ السودان النوبى .
    – هو مزراب الكعبة ، وهو هلال القبة الخضراء .
    – هو ارض الصالحين والاولياء على مر العصور

    – والسؤال الموجه لكم هو :
    – لماذا طمستم تاريخ السودان … راجع اى كتاب من كتب التاريخ التى تدرس فى المدارس الآن (كلمات عن العهد النوبى ثم المهدية …. اهذا تاريخ امة ؟ مائة وبضع سنين ؟؟؟ كل هذا من اجل ان تحكموا ؟ وتحكموا من ؟ شعوب تفتقد لابسط مقومات الحياة ، فى شرقة وغربة وجنوبة وحتى شمالة …… الا تتقون الله . غدا سينفصل الجنوب وستنفصل دارفور وسينفصل الشرق وسينفصل الشمال النوبى ولنرى من سيبقى لكم لتحكموه ، انتهى الامر يا سيدى …. سودان زمان ولى دون رجعة ، لانكم لم تعدلوا ولم تحسنوا ادارته .، انتم ياسيدى ستتحملون مع غيركم وزر ومسئولية تفتيت هذا الوطن الكبير .

  9. الحق علي ناس الانغاز يحكموا مية سنه. ده شنو امه ما بتفهم ده. معلقين أغبياء بشكل . المحاضره ده كلو ما فهمتوا منو حاجه غير الدلكه. والحديث عن الدلكه عيب. المحاضره دي إسمها جلسة مؤانسة عن: «إنسانيات سودانية». و الما فاهم يفهم. ولا عاوزينو يحلف بالطلاق ويقول اوكامبو تحت جزمتي ومنكر ونكير مابيسألونا عن إنفصال الجنوب في هذه المحاضره. أو كما قال زهير السراج التكرار بيعلم ال….شطار . عيد المحاضره بلغه تانيه يا الإمام.

  10. اشار السيد المهدى للإستلاب الحاصل على مجتمعنا بدأً من مطعم هافانا وسوبر ماركت باريس ،،، وهذا ما يجب ان ننتبه له وضروة الحرص على المسميات السودانية ،، في احدى المرات سمعت إعلاناً في التلفزيون يتحدث عن الرياض ومستشفى مكه وظننت اننى في قناة سعودية ولكنى فوجئت بان الإعلان لمدينة الرياض او شارع الرياض ومستشفى مكه في السودان ،،، ومثال ذلك كثير،، ماهذا الذين يحدث لماذا لا تسمى الشوارع باسماء سودانية او ابطالنا من تاريخ السودان ؟؟
    إشارته للدخان والحنة والدلكة قصد بها الحديث والمقارنة في إطار المستورد إلى مجتمعنا من عالم الموضة الحديثة ولا اجد في هذا اى داع للإستهزاء او السخرية،،،

    اما عن تزوير التاريخ في المناهج فهذا مسؤولية كل الحكومات التى حكمت في الشمال وتجاهلت تاريخ الأفارقة في الجنوب والفور والنوبة في جبال النوبة والنوبة في الشمال ،،، كل كتب التاريخ في المدارس لم تأت بحقيقة التاريخ السوداني على مر العصور حتى في الجامعات.
    والسؤال موجه للسيد الصادق ،، واعلم انه لا تخفى عليه حقيقة المناهج في المدارس والسؤال هل يتفق معنا في ان مناهج التاريخ في المدارس تجاهلت تماماً معظم الحقائق في تاريخ السودان قبل المهدية وإكتفت بالمهدية وما تلاها.

  11. الامام الصادق المهدي مفكر وسياسي سوداني عظيم ومن الشخصيات النادرة في سوداننا والمحاضرة في قمة الروعة وللمعلقين ال\ين لم يفهموا نقول لهم الرجاء قراءة المحاضرة مرة اخري !!؟

  12. التحيه للامام الرجل الموسوعي وهو يقدم محاضره قيمه في تراثنا وموروثاتنا السودانيه ويقارن بينها وبين ما هو قادم من من وراء البحر بدات تظهر نتائج
    استخداماته في ظهور امراض السرطانات والفشل الكلوي وغيرها0 وعلق البعض
    تعليق لا قيمة له بعيدا عن موضوع المحاضره وذاك من ابواب كثيره بعضهم علق تعليق سالبا من باب الحسد والغيره الحزبيه والفكريه وبعضهم علق تعليقا مشاترا وغير امين في نقله لافادات الرجل وحورها حسب ما تمليه عليه توهماته وتوهمات من يحسب ان في يدهم الخلاص. للرجل افكار قيمه في كل قضايا السودان ولمن اراد ان يتعامل معها بموضوعويه فيلقراءها وبعدها يقدم حكمه0
    وما شاء الله تبارك الله قدم لنا البعض قيمه تاريخيه جيده وهو ان سوداننا كان مهبطا للوحي والرسالات فنوح عليه السلام صار من عندنا وادريس عليه السلام من عندنا وسليمان عليه السلام وبلقيس التي اتي بها الجني من ارض سباء باليمن صارت بقدرة قادر من عندنا0

    بحثت في المحاضره لاجد ان الرجل قال لا تاريخ الا تاريخ المهدي ولكني لم اجد ولكن بعض حافظي المنلوجات قولوه ما لم يقله. تحدث الرجل عن االعادات والتقاليد السودانيه عبر تاريخها الطويل المجيد منذ بعانخي وتهراقا وكل الحقب الي يومنا هذا
    ولم يقل ان التاريخ بدا وانتهي عند المهدي وثورته المجيده0
    فليدع البعض التوهمات والادعاء غير الموضوعي ويتعامل مع الامر بموضوعيه بعيدا من الادعاءات الفارغه0
    وعلينا ان نحي الرجل لتواضعه الجم ومواكبته ومشاركته في المحافل التي تتحدث عن حاجات الشعب السوداني سوي كانت ثقافيه او سياسيه او اجتماعيه وهو صاحب معرفه وافره في كل ضروب الحياه ولا تتناطح في ذلك عنزتان0

  13. ايها الناس اسمعوا واعوا

    تعقيب بسيط موجه للمدعو (فنجال السم) .
    نعرف موضوع الندوة ، وقرأنا حديث إمامك السيد / الصادق ، لكنه حديث ليس فيه مصداقية وحديث للاستهلاك العام ، وحديث للإقرار بامور كثيرة لايصلح الحديث عنها مباشرة الا فى مثل هذه المناسبات وهذه المواضيع ….. فاعلم ، كيف يتحدث عن ان السودان بلد الحضارات ويتحدث عن الاستلاب ، والمهدية طمست واستلبت كل شئ ؟ عدد ممالك السودان وتاريخه تفصيلا لكن عندما جاء للمحك الرئيسى (السلطنة الزرقاء) عاوده الحنين لاسلوب الطمس والاستلاب والاقصاء ( قال بعض الممالك الاسلامية القديمة ………..قال ) ، هذا الكلام يقال لشعب لا يعرف تاريخه …. وهذا الاسلوب والتقنية التى استخدمها فى محاضرته اكل عليها الدهر وشرب من زمان ، ونعلم سر دفاعك عنه ، لان المهدية مدخل الكثيرين للوسط والشمال اليس كذلك (عندكم شئ غيرها ؟) …. واللا انا غلطان ؟
    – اثبت العلم الحديث ان حجم شعاع الشمس الساقط على منطقة وادى النوبة وماجاورها 220 الف سعرة حرارية ، وبقية العالم يتراوح بين 180 الف و 160 الف سعرة حرارية ، مما يثبت ان الخروج من العصر الجليدى بدأ بهذه المنطقة اى ان الحياة البشرية بدأت من هنا .
    – من هو كوش ؟ هو كوش بن حام بن نوح علية السلام اى ان نوح علية السلام جده لوالده ، فما الذى جاء بالحفيد الى هنا وجده لاينتمى لهذه البقعة ؟؟ ومازالت كثير من المناطق تسمى الذكر كوش والانثى كوشية . ولا نستبعد كثير من الابحاث والدراسات ان يكون طوفان نوح نيليا وبدايته من هذه البقعه .
    – موسى علية السلام انتمائة لهذه المنطقة لاشك فية (وبالنصوص التوراتية) ، وحتى رحلة بنى اسرائل ونزولهم او هبوطهم لمصر من ارض السودان ، وصعدودهم (اى خروجهم) الى ارض السودان وكثير من المناطق التى مروا بها موجودة الى اليوم وباسمائها القديمة ، بل العبور نفسة كان عبورا نيلي وليس بحريا ، (منطقة ابرى او عبرى) وغربها منطقة مريم بوت موجودة الى اليوم حيث ضربت مريم بنت عمران الدف فرحا بنجاة بنى اسرائيل (ارجع للتوراة) .
    – اكتفى بهذا القدر ، لان عقلية تؤمن بان الامام / محمد احمد هو المهدى المنتظر لايمكن ان تستوعب ذلك ، ومال كل العالم منتظر اية ياسيدى اذا ظهر المهدى المنتظر فى ثمانينات القرن قبل الماضى ؟
    – تاريخ السودان المدون يعود من 5 الى 7 الف عام قبل الميلاد والى سقوط مملكة علوة آخر الممالك النوبية المسيحية فى العام 1504 ميلادى يكون التاريخ النوبى ليس اقل 7500 عام .
    – تاريخ السلطنة الزرقاء كاول دولة اسلامية بهذا الحجم بعد منطقة المقرة باقصى الشمال بلغ 317 عام .
    – تاريخ ثورة الامام / محمد احمد بلغ 17 عام . يعنى نقطة فى بحر بالنسبة لتاريخ السلطنة الزرقاء ، وتاريخ السلطنة الزرقاء وثورة محمد احمد مجتمعين لا تساوى شيئا بالنسبة للتاريخ النوبى .

    كفاية كده واللا أواصل ….. ؟

    احسن كل واحد يمد رجله قدر لحافة وبالتى هى احسن ( وبلاش تلفيق وطمس وتضليل) وخلونا نعيش زى بقية الامم ، يكفى ما ضاع من السنين منذ استقلال السودان الى اليوم هذه المده كانت كفيلة بخلق وطن عظيم عظم تاريخه ، وطن متميز تميز اهله . غيرنا يعرف ماهو السودان ، ويعرف تاريخه وعراقته وخيراتة ، اما نحن رغم تميزنا فى كل ماهو جميل ، لكننا لا نعرف قيمة وطننا ولنا من الصفات السيئة التى نمتاز بها عن بقية شعوب العالم واولها الجشع وقصر النظر .

  14. عجب لهولاء الذين لم يفهموا هذه المحاضرة القيمة – او بسوء نية تعمدوا نسيانها كلها ولم يروا الا الحنة و الدلكا وكأن الحنة غريبة علينا ، هذا الامام موسوعة في كل شئ .

    لقد اعجبني تعليق احد المعلقين علي ان الامام الصادق و الاخر كانوا ضمن ( 500 ) شخصية اسلامية .
    فقال نعم و الله وبعيدا عن الفكر ،الامام يستحقها فقط في الكلام ، اكثر من 50 عام كلام و لم ترصد عليه ذلة لسان واحدة الا يستحقها ، فكيف دخل زميله الاخر ( هل بالقسم المغلظ الذي بلاه و شرب مويتوا حسب تعبيره هو ام بعلي بالطلاق ولا بتحت جزمتي )

  15. انت يا المدعو (ص ع خ) روح افتح أي فليم مصري وشوف ناسكم كيف بتصورهم السينما المصرية ..
    عشان كده ارقد وخليك ساكت احسلك …
    وانتي يا (ام سيلين) و (غارنيشا)
    وانتي يا (بركة البركة) و (محمد النيل) و(أبو البنات)
    الجلسة اسمها (إنسانيات سودانية) افهموا العنوان
    يعني الكلام مافي السياسية ..
    افهموا .. داخلين كده لفت ..
    عشان كده السودان بسبب نوعيتكم دي ماراح يتطور ..

  16. ايها الناس اسمعوا واعوا

    تعقيب موجه للمدعو (ياسر – الملز) .

    لاحول ولاقوة الا بالله العظيم
    شوفوا الزول دا برجس كيف ؟
    مسك فى (ص ع خ) ، ونط فى (ام سيلين) و (غارنيشا) و(بركة البركة) و (محمد النيل) ، وعينة على (ابوالبنات) الله يكون فى عوننا .

    بشيش ……..بشيش يابنى …..ما ينفقع فيك شريان تبقى لينا فى رقبتنا ….. انت طلعت منين ؟ وبعدين زعلان ليه ، كل واحد ياخى بيعبر عن راية واللا ماعاوزين ديمقراطية ؟؟ ذكرنا حقائق ونعرف ان كثير منكم لايرغب فى سماعها بتصيبه حالة من الهستيريا والاحباط عندما يجد حجمه الطبيعى يختلف كثيرا عن الاوهام التى فى راسة والتى بنى عليها حياته واجتماعياته ومخطط مستقبلة ، لان مصير كل هذا الانهيار …. .

    وبعدين ياخى ماجبنا حاجة من عندنا بل معظم هذه الحقائق كانت تدرس فى تاريخ السودان ايام ماكنا طلبة فى الابتدائية والثانوى العام والثانوى العالى .

    وبعدين المصريين البصورنا فى الافلام وفى قنواتهم التلفزيونية زى ماشفت …… لية ماترد عليهم ؟ انت مو سودانى ؟ ما شاء الله عليك فاهم وفصيح كمان تقدر تميز بين السياسة والثقافة والتراث … ليه ماترد عليهم ؟ واللا الموضوع ما يخصك ؟ واذا ما بيخصك معنى ذلك اما انك سودانى وانا لا ، او العكس … .

    انت تعرف المصريين كويس ؟ كدى امشى ذاكر وراجع كتبك وكراساتك وارجع لنا مرة اخرى .

    وبعدين ياخى انا ما (نوبى) ، لكن أجد لك العذر لانكم فى سودان السجم دا ما تعودتوا العدل وقول كلمة الحق واصبح من البديهات ان لا يتحدث احد الا فيما يخصة ويصب فى مصلحته ويروى ظمأ جشعه وانانيته .

    ايها الناس ……من سره ان برى حالة من حالة انانيتنا الرقطاء ، وقصر نظرنا (بل بالاصح عدم النظر فى حالتنا هذه ) حتى يطول او يقصر ، فلينظر لحالة (ياسر ? الملز ) هذه .

    عاوز الناس تسكت حتى لانذكره ونبرزه بحجمه الطبيعى لانه غير راضى عن نفسة اصلا . قمة الانانية ………. اسال الله لك الشفاء ، وقد كتبنا اكثر من مرة ان مشاكلنا نفسية وعقد سيكلوجية ونحتاج فقط لعدد من الاطباء الاستشاريين بدل البنادق والكلام الفارغ دا وسيحلوا جميع مشاكل السودان .

    واخيرا يا استاذ (ياسر) …. شيييف ……
    اذا لم يصاغ تاريخ السودان بصورته الصحيحة والعادلة ، وكل واحد عرف حجمه الحقيقى ولزم الجابره ، حالكم سيمضى من سيئ الى اسوأ … بدأ بالجنوب وسيتبعه الكثير المثير ، وخليكم فى اوهامكم هذه الى ان ياتى اليوم الذى ستسال فيه عن اسمك منو….وهو ليس ببعيد .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..