رفع المعاناة عن كاهل الحكومة؟

د.سعاد ابراهيم عيسي

من أكبر عيوب هذا النظام عدم الاعتراف بالخطأ والإقرار بالفشل، حتى ان كانا في وضوح ضوء الشمس منتصف النهار، هذا بجانب التقليل من شأن أي أمر مهما كان شأنه وأثره على الحكم والمحكومين. ثم من سياسة هذه الحكومة الإصرار على تغييب المواطنين وعدم مصارحتهم بكل الحقائق التي تحيط بهم إلا بالقدر الذى يخدم أهدافها، بجانب القدرة الفائقة على مداراة الخطأ والفشل خاصة عندما يقترب من مراحل الوصول إلى أصل الفعل وفاعله. هذا طبعاً بجانب قصة ترك الموضوع للجان التي يتم تكوينها لمتابعة الأمر المعنى، والتي لا تعنى أكثر من الإعلان عن بداية قتل ذلك الموضوع وقبره. فهل سمعتم أو قرأتم عن أي من تلك اللجان وقد أكملت واجبها وقدمت تقاريرها التي أبانت الخطأ وحددت المخطئ؟ فالواضح أنه بسبب تلك الممارسات الساعية لحجب الخطأ والمخطئين عن سمع وبصر المواطنين، تم التمهيد لتكرار ذات الأخطاء وربما من ذات الأفراد وبإصرار عنيد.

وأكبر دليل على إنكار الحقائق والواقع، كان جلياً لكل ذي بصر وبصيرة، أن انفصال الجنوب سيترك أثره البالغ على الشمال اقله اقتصاديا، إذ سيفقد السودان أهم موارده التي اعتمد عليها بصورة كبيرة في تغذية ميزانياته التي يمثلها نصيبه من عائدات النفط، والذي سيحرم منها تماماً متى انفصل الجنوب. ولكن المسؤولين ظلوا في حالة اجتهاد دائم لإخفاء تلك الحقيقة، بالتأكيد على أن اقتصاد السودان لن يتأثر لأنه يملك من البدائل ما يعوض عن فقدان عائدات النفط الذى أبانوا أن مخزونه بالشمال يفوق ما بالجنوب، وبالطبع إضافة إلى المورد الحديث الذى يمثله الذهب وبكل عشوائية تنقيبه، وغير ذلك من مصادر دخل يعلن عنها مختلف المسؤولين كل بطريقته، بينما كل تلك التصريحات لم تحمِ ميزانية هذا العام من العجز الذى اقعد بها، مهما عملت وزارة المالية على طمأنة المواطنين إلى أنهم، قد اعدوا العدة لمجابهة تلك المشكلة، التي ما أن جاءت ساعة الجد، حتى شاهدنا مدى «الجهجهة» التي أصابت الجميع عند عرض أول موازنة بعد انفصال الجنوب، والتي ما أن تتم محاولة جبر كسرها من جانب، حتى تتكسر جوانب أخرى وبصورة أعنف من سابقتها.

فالنظام وللأسف، لا يعمل على قراءة المستقبل قراءة علمية صحيحة، تمكنه من التحوط والإعداد والاستعداد لكل ما هو قادم، لكنه ظل يركن لحالته التي هو عليها، حتى يفاجأ بما لم يكن في حسبانه، وكثيراً بعد فوات الأوان. فعندما كان السودان موحداً وكانت عائدات النفط منهمرة بين يدي الحكومة، لم يفكر أحدهم في إمكانية أن يتوقف ذلك الغيث متى انفصل الجنوب، فلا هم عملوا على ضمانة استمرار الوحدة لضمان استمرار تدفق تلك العائدات، ولا هم استثمروا الأموال التي بأيديهم في ما يمكن من التعويض عنها متى انقطع فيضها. لكن القوم استثمروها في «الفارغة والمقدودة» حيث الصرف البذخى الذى لم يشهد السودان مثله من قبل، ولن يشهده مستقبلاً قطعاً. وعندما وقع الفأس على الرأس وانفصل الجنوب، أصبح صبح الاقتصاد، فلا عائدات للنفط تجرى في شرايينه، ولا استثمارات لعائداته في زمن الوفرة تعينه في يوم الندرة هذا. ودون تكرار لكل تداعيات انفصال الجنوب على الشمال واقتصاده، فقط يكفى ارتفاع سعر صرف الدولار لمدى لم يعرفه من قبل، وانحدار قيمة الجنيه السوداني وإلى أدنى مستوى لم يعرفه منذ التاريخ، وبسبب كل ذلك صعدت أسعار كل السلع الضرورية لحياة المواطن ومعيشته إلى عنان السماء، الأمر الذى أدخله في أضيق نفق ظل يزداد ضيقاً في كل يوم جديد، ودون بارقة أمل في فرج.

والمدهش أن المواطن وهو في ضائقته الاقتصادية التي بلغت حد الاختناق، وفى انتظار دعم الحكومة لتخفيف وطأتها عليه، يفاجأ بأن الحكومة ذاتها تستجير به ليعينها في فك تلك الضائقة. فالسلطة نجحت تماماً في استثمار احتلال هجليج واستردادها، فربطت مطالبتها المواطنين بتوفير الدعم لها بقصة توظيفه لرد العدوان أيا كان مصدره. وهو طلب يعز على المواطن رفضه أو الاعتراض عليه، بصرف النظر عن سيف الخيانة والعمالة الذى سيسلط على من يعجز، لكن هل تعتقد الحكومة أن الموظف أو العامل الذى ترى ضرورة مساهمته في ذلك الأمر، يمكنه أن يفعل ذلك دون أن تتعرض معيشته وحياته للمزيد من عدوان الجوع والعطش والفقر الذى يعجز عن مقاومته وهو مجرد من كل الأسلحة اللازمة لتلك المقاومة حالياً؟ يحدث هذا في الوقت الذى تطالب فيه مختلف فئات العاملين كما المعاشيين بزيادة الحد الأدنى للأجور أو المعاش، بعد أن أصبح الدخل لا يفي بأقل القليل من ضروريات الحياة. وكانت استجابة الحكومة لذلك الطلب وحسب تصريح السيد رئيس الجمهورية هي أن تربط زيادة الأجور برفع الدعم عن المحروقات، والمعروف أنها سترتفع بأسعار الكثير من السلع الضرورية، الأمر الذى يساوى من كفتى هذه المعادلة ان لم يكن يرجحها لصالح الحكومة.

وحتى لا يتساءل المواطنون عن الذى تم فعله من جانب الحكومة في اتجاه معالجة علل الموازنة قبل أن تنشدها من جانب المواطن، بادر السيد وزير المالية بتصريحه الذى يعلن عن أن الجلد الاقتصادي الذى قد تأذى منه المواطن كثيراً، سيطال سوطه هذه المرة، كل المسؤولين وقبل أن يقع على ظهره. إذ ستكون بداية الإصلاح الاقتصادي العمل على خفض الإنفاق الحكومي، الذى ظل شعاراً ضل طريقه للتطبيق طيلة العقود السابقة من حكم الإنقاذ، حتى فقد المواطن ثقته في إمكانية تطبيقه، خاصة أنه كلما ارتفع ذلك الشعار كانت النتيجة مضاعفة الإنفاق الحكومي بدلاً من خفضه.. فمثلاً بعد انفصال الجنوب وتغيير خريطة السودان وتعداد سكانها، إضافة إلى التغييرات الاقتصادية الناتجة عن فقدان عائدات النفط التى انفرد بها الجنوب، كان المفترض أن يُعاد النظر في طرق ووسائل وأدوات الحكم، بما في ذلك من سيحكم. فكانت استجابة السلطة الحاكمة الإصرار على الإبقاء على ذات نهجها القديم وقياداتها القديمة، وكل الذى جادت به هو فتح باب المشاركة في تنفيذ سياساتها في الحكم لمن يرغب في مثل تلك المشاركة من الأحزاب الأخرى، وكانت فكرة «الحكومة ذات القاعدة العريضة».

والحكومة ذات القاعدة العريضة التي لم تستمد عرضها من جماهير الأحزاب التي قصدتها الحكومة، عندما اعترضت تلك الجماهير وجميعها على مشاركة أحزابها في حكومة المؤتمر الوطني، فاكتفت السلطة بمشاركة الأفراد الذين قبلوا بمثل تلك المشاركة، ومن ثم لم تخدم الفكرة هدفها الأساسي للحكومة، كما ولم تستجب لضرورات الوضع الاقتصادي حينها، والذي يتطلب أن تصبح الحكومة ذات قاعدة غاية في الضيق، على الأقل تجاوباً مع ذات شعار خفض الانفاق الحكومي الذى يذهب جله لمرتبات ومخصصات الدستوريين.. وبذلك أصبحت تلك الحكومة بجانب عدم جدواها في إحداث التغيير المنشود في نظام الحكم، أصبحت عالة على الاقتصاد المعتل بعد أن قادت إلى مضاعفة الإنفاق الحكومي لا خفضه، الأمر الذى أدى إلى «الشلهتة» التي أصابت المسؤولين، وهم يلهثون خلف طلب الدعم من الخارج لملاقاة أطراف اقتصاد البلاد وبلا جدوى تذكر.

ولعل في الاطلاع على مرتبات ومخصصات المسؤولين وجيوشهم الجرارة، ما يؤكد عدم جدوى تلك الحكومة، وحجم الورطة التي أدخلت الاقتصاد فيها، وهى ورطة تم صنعها صنعاً وبإصرار عندما رأت السلطة أن في توسيع قاعدة المشاركة في الحكم وبمثل الصورة التي رأت، ما يعفيها عن مطلب التغيير المطلوب، ولم يفعل، إضافة إلى الورطة الكبرى التي تمثلها كيفية توفير الأموال التي تغطى تكاليف مثل تلك الحكومة في ظل اقتصادها العليل، خاصة وحكومة القاعدة العريضة مازال عرضها في اتساع بعد أن أصبحت مثل نار جهنم كلما التحق بها فوج قالت هل من مزيد، فمازالت بعض الولايات واستجابة لفكرة القاعدة العريضة، تدعو من تخلف من أحزاب المعارضة لكي يلحق بالمشاركة لأجل زيادة سعة حكوماتها وحتى ترضى الجميع، وبالطبع لا يهم تحديد أو تسمية المواقع التي سيتم تخصيصها للمشاركين، ولا ضرورة لتوصيف المهام التي سيكلفون بها، ما دام هنالك تحديد وتوصيف للمرتبات والمخصصات التي سينعمون بها. وعليه فإن حديث السيد وزير المالية عن تخفيض مرتبات أو مخصصات الدستوريين، أو حتى قصة حرمانهم من السفر بالدرجة الأولى، والتي لم يمنعهم سيادته من استبدالها بدرجة رجال الأعمال التي لا تقل تكلفتها كثيراً عنها، لا أظنه يجدي إن لم يتم خفض أعدادهم الهائلة بداية والى ادني حد ممكن، خاصة أن غالبيتهم يتم تعيينهم بألقاب بلا أعباء، وحينها فقط يمكن أن يتم إجراء الخفض على من يتبقى منهم ودون استثناء.

ولمعرفة حجم العائد من خفض مرتبات الدستوريين يمكن النظر في ما جاء بصحيفة «الإنتباهة» بتاريخ 17/4/2012 وبعنوان «ميزانية حرب بلا حياء» والذي أوضح بالأرقام مرتبات الدستوريين اتحادياً وولائياً، والتي كشفت عن مرتبات بأرقام فلكية لكل دستوري، بدءاً برئيس البرلمان وعضويته ورؤساء لجانه، إضافة إلى رؤساء برلمانات الولايات وعضويتها، بجانب الوزراء والولاة والمعتمدين وغيرهم، وكانت جملة ما يتقاضاه هؤلاء القوم من أموال فوق تصور اى مواطن بدول الخليج البترولية، فإن صحت تلك الأرقام، ولا أظنها غير ذلك، تصبح مشكلة الاقتصاد وسبب انهياره المريع، حتى إن تم إنكاره، مرجعه وبصورة كبيرة إلى ذلك البذخ الفارغ، ونتمنى لو أوضح السيد وزير المالية للمواطنين، جملة المبالغ التي سيتم جمعها من خفض الإنفاق الحكومي، وفى كل مجالاته، سواء أكان خفضا في المرتبات أو المخصصات التي لا حصر لها ولا معنى ولا داعي أكثر من زيادة ما يحصل عليه المسؤول من مال الدولة السايب.. كما ولا بد من العمل على خفض الفساد الحكومي الذى يعلنه المراجع العام في كل عام، والذي إن تم استرداد اقل نسبة مما اغتصب من أموال، لسدت الكثير من ثقوب الموازنة المتعددة، وليكن ذلك بداية، بوقف سياسة ستر عورات الفاسدين التي قادت إلى كشف عورة اقتصاد البلاد.

وأخيراً، وما دامت الحكومة بصدد طلب العون من المواطن، وما دامت بدلاً من رفع المعاناة عن كاهله، ستكلفه هو برفع المعاناة عن كاهلها، يصبح من حق المواطن عليها، أن تستمع لرأيه وتستجيب لطلبه، وبداية أن تعمل على وضعه في صورة الحكم تماماً، إذ مازال المواطن يجهل الكثير عما يجرى في الساحة، بما في ذلك السبب الذى أوصله لهذا الدرك اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً. ثم ما دامت الحكومة تطالب المواطنين بالدعم لصد العدوان، فلماذا لا يستشار المواطن في اتخاذ القرارات المتصلة بالعدوان صده كان أو المبادرة بشنه. ثم لماذا لا يصبح للمواطنين رأي في قرارات الحرب والسلام ذات الأثر المباشر على حياتهم ووجودهم، والالتزام بما ترى الغالبية منهم، إذ لا يجوز أن تتخذ السلطة قراراتها بعيداً عنهم ولكنها تطالبهم بمقابلة علاج ما يترتب على قراراتها من تبعات؟ ثم لماذا لا تعتمد الحكومة سياسة الاعتراف بالخطأ وتحمل المسؤولية وما يترتب عليها من تبعات ومن جميع مسؤوليها، ومن يعجز عن الالتزام بذلك، تلزمه هي بالقرارات التي تصدرها إقراراً للحق وإزهاقا للباطل؟ لكن يبدو أن الحكومة تود أن تقنع الجميع بأنه، وعلى امتداد هذه السنوات الطويلة من حكمها البلاد، لم تجد مسؤولاً واحداً مخطئاً في أي من مجالات الحكم لتحاكمه، رغم كل الكوارث التي حلت بالبلاد والعباد، وأقلها الذي يعيشه المواطن اليوم.. «لي متين يا مولاي؟».
[email][email protected][/email]

الصحافة

تعليق واحد

  1. لان هذه الحكومة مؤلفة من الملائكة الاطهار فهي لا تفسد و لا تسرق و لا تهب و هي معصومة بعصمة منسوبيها من كل خطأ و من كل خطل، ، او ان متنفذيها من العميان الصم البكم الذين لا يرون و لا يسمعون و لا يفقهون…. يمكن لاي تلميذ في الاساس ان يعددقائمة طويلة من اخطاء هذه الحكومة، الحكومة فقط هي التي لا ترى اخطاءهاو لا تعترف بها، و لذلك تكرر نفس الاخطاء بحذافيرها، و لذلك فالرئيس و صحبه الموالين لا يتعلمون، و لذلك الكوارث تتنزل على البلاد بالجملة … و من العيار الثقيل، و ستتوالى المصائب و الكوارث، و سيتوالى الفشل و الفساد و التفريط في سيادة البلاد و معاناة الناس .. كل ذلك و اكثر سيزيد و يتضاعف و سنرذل كل يوم بل كل ساعة مادام هؤلاء يحكمون، و نحن خانعون!

  2. يسلم فمك يا ست و نرد عليك بحديث الخبير الوطني.ربيع عبد العاطى

    * تيسرت لي زيارة بلدانٍ كثيرة، وأعجبت في بعضها بحسن النظام، وجمال البنايات، ودقة الإجراءات الإدارية في دواوينها وشركاتها الخاصة، وعلى الأخص ما يتصل بهموم النَّاس وقضاء حوائجهم، وبالمثل أزعجني جداً، أن هناك دولاً، لا اعتبار لدى مواطنيها بالقانون، والأسوأ أنهم لا يحترمون قادتهم، ويتجرأ أبسط بسيط بشتمهم، والإساءة إليهم على رؤوس الأشهاد.
    * وفي تلك الأخيرة، يسود الهرج والمرج، وتضيع حقوق النَّاس، ولا يأمن الزائر على حياته وما في جيبه، إن بارح مقر إقامته المحروس بضعة أمتار، وقد يلاقي حتفه حتى بالفندق الذي يقيم فيه إن لم يحكم إغلاق الأبواب، وأقطار أفريقية لا حصر لها تندرج تحت هذه المجموعات ولا داعي لتسمية الأسماء.
    * والدولة عندما تفرض هيبتها، وتحكم قبضتها على مفاصل المجتمع عن طريق التوعية والمشاركة وتوسيع قاعدة الحكم، يبقى الفرد في بيته حاكماً، والعامل في مؤسسته أميناً، والموظف بدواوين الدولة حريصاً على المال والممتلكات العامة، ويتوجه أصحاب الأقلام وأعمدة الثقافة ومن ضمنهم العلماء والأدباء والمفكرون إلى استكمال بناء النهضة العلمية والمعرفية، فيشعر الزائر من أي بلد أن النظام محفوظ، يشير إليه السلوك الراقي للشرطة والراجلين ومن يتجولون في الحدائق العامة والأسواق.
    * أما عندما تغيب هيبة الدولة، عندها يختلط الحابل بالنابل، ويوضع القانون تحت الأقدام، ولا يتورع شرطيُُ كلف بتنظيم حركة السير لقبول الرشاوى للتغاضي عن المخالفات المرورية، ويفقد من ولي أمراً الإحساس بالمسئولية، فلا يتردد من بيع ضميره، فيشهد زوراً ويحكم ظلماً، وتنشط عصابات السرقة والنهب والسطو على الأموال.
    * ونحن بالسودان، نستهدف أن يكون مجتمعنا مجتمعاً مثالياً، والذين يتصدون للحكم يجللهم الوقار وتحيط بهم الهيبة، ولا سبيل لتحقيق هذه الأهداف الساميات، إلا بملاحقة العابثين بالكلمة الذين لا يتورعون من خرق النظام، بإشاعة المعلومات الكاذبة وتضخيم المساوئ، والتقليل من حجم الإنجازات.
    * وأمثال هؤلاء ينتهجون هذا المنهج، بغية إسقاط هيبة الدولة، والوصول إلى غاية دنيئة مؤداها انفراط عقد الأمن، وذهاب الأخلاق، وتدمير السلوك، والقضاء على النظام.
    * وإقرار النظام الديمقراطي، وقبول الرأي والرأي الآخر والتداول السلمي للسلطة، والتعايش بين المجموعات والاثنيات، كلها شعارات جميلة وبراقة، لكنها يستغلها في كثير الأحيان أصحاب الغرض والمرض لكسر هيبة الدولة، واحتقار قدسية وكرامة من يتولون قيادة السلطة لمصلحة العباد.
    * وإذا سقطت هيبة الدولة سيجد الساقطون فرصة ذهبية فيعيثون فى الأرض الفساد.

  3. بسم ألله الرحمن الرحـيم

    المحترمه سعاد ابراهيم السلام عليكم ورحمة ألله

    تخيِّم على سماء الراهن اللسودانى سحب داكنة تُلقى ظلالاً كثيفة على الأوضاع المعيشية والاجتماعية للناس فبالرغم من طوق التعتيم المضروب على الأوضاع الاقتصادية بما يُشكل غلالة قاتمة تحجب سوءات النظام إلا أن ما يرشح من أنباء مخترقاً الحجب يكفى لرسم صورة متكاملة عن حقيقة النظام..

    * فبقراءة عجلى لتطورات الأحداث فى البلد خلال الشهر المنصرم واسقاطاتها على صعيد علاقاتها البينية مع دولة الجوار يمكننا أن نتصور حجم التعقيدات التى تكتنف الأوضاع المأزومة أصلاً بفعل النظام القائم
    قفزت الاسعار بالسوق بصورة مزعجه ومرعبه لأرباب الأسر والعائلات ..وتشهد الأوضاع المعيشية تعقيدات بالغة وسط مخاوف من مجاعة محتملة فى حال فشل الموسم الزراعى الحالى ..

    * و عِوضاً عن تفكير النظام بمعالجات جذرية لقضية الفقر وسوء الأوضاع المعيشية يتجه منسوبو النظام للمعالجات الساذجة الفطيرة.. ان الحياة فى السودان أصبحت متغيرة ومتسارعة ومحاولة مجاراة الظروف تقف أحيانا حائلا دون النجاح.. وأجزم باستحالة التكّيف فى ظل محدودية (الدخل) وزيادة المتطلبات وسط أجواء ملغومة بالغلاء المتزايد كل يوم ..

    * الجـعـلى ألبـعـدى يـومـو خـنـق .. ودمــدنـى ألسُـــنــى ..

  4. حل المشكلة الاقتصادية و السياسية في السودان تكمن قي ذهاب هذه الحكومة من غير رجعة

  5. غياب الشفافيه ورفع الظلم ومحاربة الفساد ومخاكمة المقصريين من المسؤليين
    فساد فى الاراضى فساد فى المخططات السكنيه فساد فى خصخصة القطاع العام
    المحليات فساد مغنن فشل زريع فى جل الخدمات والمحليات من اغنى المؤسسات العامه لكن ميزانيتهامفتوحه
    شئ مهرجان وشئ احتفال وشئ تخريج وشئ وشئ ال ما لانهايه
    تذهب الى خدمه فى الخطه الاسكانيه حدث ولا حرج والله اذا لم يكن لديك واسطه تصول وتجول الى ان تهلك
    فساد فى التعليم فى الصحه اهم الضروريات لم تتوفر وان توفرت لازم تكون مؤتمر او قدام المجاهدين او المحاربين الذين مرفوع عنهم الحرج لهم منتهى الصلاحيات بل اصحاب قرار كانهم صحابة
    لكن بلا شك غدآ يشرق يوم جديد وكل هولائى الى مزبلة التاريخ حيث لا ذكرى عطره ولا تاريخ مشرق
    وحسن مبارك والقذافى خير دليل

  6. لا اله الا الله محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم
    اي زوووول فاضي فيكم اقوم اشتم في الحكومة
    ( يا أيها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأُولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر ذلك خيرٌ وأحسن تأويلاً ) ( النساء : 59 ) .

  7. الأستاذة سعاد عصابة البشير بتحارب في الدنيا كلها, خاصموا في السودان أهل الشرق والغرب والشمال والجنوب , خاصموا بغبائهم الشديد أروبا وأمريكا , حتي أخوانا في العالم العربي إبتعدوا عنهم وخاصة حكومات اللخليج. يا سيادة العقيد , المشير, رئيس المؤتمر الوطني الحاكم , القائد الأعلي للقوات المسلحة, القائد الأعلي لقوات الشرطة , رئيس الجمهورية , أمير المؤمنين ( يعني إنته زول سوبيرب) ومافي زول مؤهل أكثر منك )
    يا سيادة أمير المؤمنين البشير ربنا سبحانة وتعالي لا يساعد القاتل المجرم السفاح الكاذب لرفع راية الإسلام ؟؟؟ راية الإسلام ترفع بالمحبة والصدق والأمانة والعدل والسير علي طريق وأخلاق سيد المرسلين محمد صلي الله عليه وسلم( وأمرهم شوري فيما بينهم والمسلم من سلم المسلمون من لسانة ويده
    أنتم يا سيادة أمير المؤمنين , تكذبون علي أنفسكم وفي نفس الوقت تعرفون ذالك جيداً أنكم تكذبون وأن أهل السودان لا يحبوكم , كفي قتل وتعذيب وإغتصاب وتشريد وبطش وتجويع , خافوا ربكم وأتركوا أهل السودان الطيبين في حالهم…ولا تنسوا عذاب رب العباد … أنتم الأن معذبون في الدنيا وسوف تعذبون العذاب الأكبر بعد موتكم إن شاء الله والدوام لله سبحانة وتعالي وحده…

  8. I STRONGLY SUGGEST A GENERAL STRIKE TO FORCE THE GOVERNMENT TO REDUCE ITS EXPENSES
    ACTUALLY SUDAN IS GOVERNED BY ONLY ONE PERSON,,IT IS A DICTATORSHIP
    THE PRESIDENT CAN REVERSE ANY DECISION AND CAN SAY ANYTHING

  9. ((وأخيراً، وما دامت الحكومة بصدد طلب العون من المواطن، وما دامت بدلاً من رفع المعاناة عن كاهله، ستكلفه هو برفع المعاناة عن كاهلها، يصبح من حق المواطن عليها، أن تستمع لرأيه وتستجيب لطلبه، وبداية أن تعمل على وضعه في صورة الحكم تماماً، إذ مازال المواطن يجهل الكثير عما يجرى في الساحة، بما في ذلك السبب الذى أوصله لهذا الدرك اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً. ثم ما دامت الحكومة تطالب المواطنين بالدعم لصد العدوان، فلماذا لا يستشار المواطن في اتخاذ القرارات المتصلة بالعدوان صده كان أو المبادرة بشنه. ثم لماذا لا يصبح للمواطنين رأي في قرارات الحرب والسلام ذات الأثر المباشر على حياتهم ووجودهم، والالتزام بما ترى الغالبية منهم، إذ لا يجوز أن تتخذ السلطة قراراتها بعيداً عنهم ولكنها تطالبهم بمقابلة علاج ما يترتب على قراراتها من تبعات؟ ثم لماذا لا تعتمد الحكومة سياسة الاعتراف بالخطأ وتحمل المسؤولية وما يترتب عليها من تبعات ومن جميع مسؤوليها، ومن يعجز عن الالتزام بذلك، تلزمه هي بالقرارات التي تصدرها إقراراً للحق وإزهاقا للباطل؟ لكن يبدو أن الحكومة تود أن تقنع الجميع بأنه، وعلى امتداد هذه السنوات الطويلة من حكمها البلاد، لم تجد مسؤولاً واحداً مخطئاً في أي من مجالات الحكم لتحاكمه، رغم كل الكوارث التي حلت بالبلاد والعباد، وأقلها الذي يعيشه المواطن اليوم.. «لي متين يا مولاي؟».)))
    د. سعاد شكرا على المقال الذي هو في مجلمه ( تجميع) لواقع الحال ( البئيس ) ..
    فكرة أن النظام لا ( يراجع أو يحاسب نفسه) هي أزمة ( تنظيم الأخوان المسلمين و الحركات الإسلامية الأخرى) و لو قمت بأي مراجعة لأدبيات الحركات الإسلامية لتأكد لك ذلك فكلها لم تنشأ على مبدأ النقد الذاتي و لمتمارسه أصلا و كما يقول المثل فاقد الشيء لايعطيه .. كانوا و على الدوام ينتقدون الأحزاب و يطالبونها بأن ( تراجع و تنظم نفسها ) لتكون ندا للتنظيمات الإسلامية الشء الذي لم يفعلوه ولن يفعلوه و ( كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا قتفعلون) ..

    خاتمة المقال أكثر من رائعة و تحتوي على قدر كبير و مقبول من (المناصحة) لكن (لقد أسمعت لو ناديت حيا)فالنظام قائم على تأليه فرد ( البشير) و البشير لا يرينا إلا ما يرى و بين رأيه و رأينا بعد المسافة بين المشرق و المغرب و أختزلوا الوطن في شخص رجل غير رشيد ( خوفا و طمعا) و للأسف فإنه و جماعته لا ينظرون للأوضاع بمثل ( معيارك) فقاموسهم الفكري هو البقاء ثم البقاء في السلطة و لو على أشلاء المواطن و الوطن ، أما حديثك الجميل عن ( حقوق المواطن) فهو من أجمل ما يزين الدساتير
    ( إسلامية كانت أم علمانية) لكن الواقع شيء مختلف تماما فالمواطن عندهم مثل ( الجارية) تخدم و تضاجع سيدها (دون مقابل) و لاحتي حقها في إختيار ( لحظة المضاجعة) و هكذا هو الحال بالنسبة لنا فلا رأي يسمع و لا تاريخ يشفّع و إن علموا اننا نتحدث ولو همسا نعتونا بأننا ( طابور خامس) و الآن فقد سنو لنا قوانين ستحيلنا لحبل المشنقة إن ثبت لهم بأن لنا رأيا ضد الحرب أو الفساد!!! و بالرغم من ذلك نجد أشخاصا بقامتك يتمتعون ( برباطة الجأش) و الهدوء في الطرح يبذلون لهم صادق النصح و البرغم ما فعلوا فينا و ما سيفعلون ..

  10. والله ياجماعه الحل بسييييط ذي ما قالو ليهم الخليجيين لما مشو يشحدو بعد الانفصال رجعو ال20 مليار دولار المؤستثمرنها باسمكم في ماليزيا والحال حيكون عال العال انااي مقال عن فساد الحكومه مابقراءه لانو ببساطه خلااااااص حفظنا حفظ هم شنو الدور والباقي علي الشعب الجلدتو منحسا قدر مافتقو وربطو لاحياة لمن تنادي

  11. والله يا دكتورة سعاد كلام عين الحقيقة الحكومة تريد منا أن نجمع لها اللبن المسكوب ودى مستحيل وأصلا من أين لى إعانة الحكومة وأنا أشد الحوجة الى الاعانة والمساعدة لتخفيف عبء تكاليف المعيشة وهم المتسببين فى أفقارى . وحكومة قاعدة عريضة دى ما حل مشاكل الحكم فى السودان . حكومة التوافق الوطنى هى الحل قاعدة عريضة معناه تكريس حكم الظالمين فى البلاد 20 سنة قادمة والتى رضية بها أحزاب الخذلان . فى كل العالم أى حكومة تحس بتقصير فى أداء إدارة الحكم لو دكتاتورية تقوم بتغير الحكومات وتشكيل حكومات أخرى لكن حكومتنا الرشيدة قصر الله فى عمرها تقول لنا نحن أولى قوة وبأس شديد لن يتغير منا وزير واحد لأبد الابدين طول بقائنا فى الحكم والذى يريد أن يشاركنا فى سفاسف وزاراتنا فايأتى دون أن يكون له قرار سيادى دلدول نأتيه مالا يأكل ويشرب كالنعام ويموت عنده الحس وكل الحواس من حوله إلا حس السمع والطاعة وحكومة بها 26 ولاية خروج 10 ولايات مع الجنوب وإنشاء ولايات أخرى فى دارفور . وهل أنا مستعد أن أنفق على 20 حكومة ولائية وحكومة مركزية يعنى بلد كلها حكومة وأنا الوحيد غير الحكومى أتحمل ما ينفقونه هؤلاء الحكومين . أقول لمتين يامولاى تأخذ الظالمين حكومة الانقاذ الفاسدة يامولاى .

  12. يادكتورة حضرتك بتخاطبى الناس ديل وكأنهم بنتمون الى فصيلة البشر الذين لهم إحساس او ضمير أو اخلاق تردعهم وتجعلهم يحسون بمعاناة الآ خرين …أو على الاقل يسمعون نصح الناصحين … ولكنهم لسؤ حظنا الذى إبتلانا بهم هم من فئة من الابالسة والشياطين الذين لايرعون فى مؤمن إلا ولا ذمة .. ولاينتمون بأى حال لهذا الشعب الطيب المسكين المغلوب على امره … والله هو وحده القادر على تخليصنا منهم ورد كيدهم فى نحرهم … رحمة بالغلابة والمساكين

  13. البشير لماسمع كلام شيخه وخان شرف الجندية وقسم الولاء وقام بانقلابه الشؤوم كان قايل نفسه انه قام من نومه ولقي كومه لكن بان ليه انه ماحسبهاصاح وان الترابي اكله الاوانطة واقنعه بحاجات شفع الروضة ما بتمشي فيهم والدليل علي كده انه البشير لما التقي بمبارك الفاضل في جيوبتي قال ليه نحن قمنا بانقلابنا(وليس ثورتنا) وكنا فاكرين الناس بتلتف حولنا لكن طلعنا غلطانين وطبعا الترابي باسلوبه الزئيبقي وانتهازيته السياسية شاف ليه سبوبة واتملص من الموضوع وخلي صاحبنا البشير براه ما معاه غير نافع وغندور وفرور الزي قلتهم ووباقي شلة الحرامية وبدل ما البشير يسمع لصوت العقل ويعمل انتخابات ويحصل علي ضمانات بعدم مسالته عن مصيبته القام بيها راح مكنكش في السلطة وهو يقول في نفسه اهو الترابي طلع ارعي فيها براي لكن برضه ما كان نتخيل انه تدور عليه الدواير والجنوب ينفصل ويحصل تمرد في دارفور وجبال النوبة والانقسناوالاقتصاد ينهار والانتاج يقيف ومشروع الجزيرة يتصفي والانتفاضة في لحظة متوقعة واسواء سيناريهوات متوقعة والسودان يتفتت لسودان في الغرب وسودان في جبال النوبة سودان في الانقسنا وسودان في الشرق والبشير بقي في نفسه بعد مذكرة اوكامبو وبقنا رئيسنا مطارد دولياً ومطلوب في كل مطارات العالم المتحضر وبجد كده يبقي السودان يحق وحقيقي زي ما قال الشير اول يوم في الانقلاب السودان جنازة بحر ولكن جنازة البحر دي ما ورانا علاجها شنو وما اظن الحل بزاد المجاهد ولا النفرة الكبري ولا الخطب الحماسية والرقيص والعرضه لانه ده كله جربناه وكل يوم راجعين لوراء ونحن بقينا مغيبين زي الاطرش في الزفة ماعارفين البلد دي ماشة علي وين ومصيرها شنو

  14. (كما تكونوا يولى عليكم) كماجاء في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم … هذا حالنا ولم يأت ههولاء إلا من رحم هذا الوطن ،فهم ليسو بدع وليس كائنات من كوكب آخر . مالم تنقى النفوس وتتحابب فيما بينها لن ينصلح لنا حال .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..