المأساه اننا لا نستجيب…

في اطار البحث عن الحقيقه التي لا زالت تؤرق الجميع حدوث التغيير الذي لا يبقي و لا يذر احد من الانقاذيين .

فشل الثورة و الانتفاضه ليس مسؤلية الاحزاب السياسيه وحدها و انما المجتمع ككل مشارك في جريمة بقاء الانقاذ في واجهة الوطن .

الضياع الذي يعصف بوقود الثورة و الخواء الفكري الذي اضحي هو السائد في مختلف شرائح السوداني (الفضل) يعود لانعدام الحس الوطني الغير موجود اصلا داخل الاسرة السودانيه (الا من عصم ربي ) و الخوف عبي ابناء في عداد الاموات اصلا لان الميت لا يساهم في اي عملية بناء او انتاج اما في محيط اسرته الضيقه او المجتمع ككل و الاسباب معلومه للجميع هو النظام المتحكم في مصائر امه بأسرها.

التعويل علي عصي موسي في ان تفلق ارض النيلين و تخسف الارض بنافع و البشير و كل الروث الذي حطم السودان و القي به في مصاف الدول الفاشله علي كافة الاصعده ضرب من ضروب المستحيل لان المعجزات زمنها ولي بعهد الانبياء و الرسل ..

وان التغيير يحتاج الي وقفه مع النفس و النظر الي واقع اسرتك و معاناتها و الكف عن غض البصر عن كيفية وصول لقمة العيش الي المائده التي لا تساهم فيها …

و حتي التنظميات السياسيه و لا استثني منها احد تمارس النضال السياسي الممهور بالكسب المادي و الادبي و سجالات و اتفاقيات لن تلامس ارض واقع لانها مبنيه علي افتراضات وواقع خيالي ..

تاريخ الثورات لا يحدث ثوره لكن يجب ان نصطحب العبر و المعاني التي رافقت تلك الاحداث ونترجمها الي همه في صدور الشباب لاحداث التغيير و تعديل اطار لوحة الوطن التي اصبحت عنوان لكل السوء ..

القرشي اردي برصاص طائش في حرم جامعة الخرطوم و استحال الي رمز اطاح بعبود و الان كم من قرشي يلقي حتفه يوميا و لا يحرك ساكنا في الشارع السوداني الا من عبارات شجب و تنديد في المواقع الاسفيريه تصحبها لعنات و عبارات مواساه وقوم اخرون يضعون علامات الاعجاب …هل الاعجاب بالقتل و المأسي لا ادري ؟؟

الوضع لا يحتاج الي تعبئه او لملمة جموع و اطراف لان الواقع غني عن التعريف لكن الاتكاليه التي هي واحده من عيوبنا هي التي ساهمت في بقاء الانقاذ ربع قرن من الزمان و سوف تبقي عليها ربع قرن اخر ..واضف الي ذلك الهلع الذي اصبح ديدن الشعب السوداني و روح الانانيه المفرطه التي نحاول ان نغلفها بعبارة(عدم النظام )علي مستوي الخدمات و المخابز وحركة السير وكل شئ لان النظام اسس لذلك و الشعب استجاب له و بات يمارس معه نفس السوء …

وكل ذلك ينبع من عدم الاحساس بالمسئوليه تجاه هذا السودان ..و ان الفهم السائد ان الوطن يعطي فقط وان لا مقابل يجب دفعه ..

التربيه في اساسها خاطئ وان الاسر في السودان اصبح لسان حالها يلهج باغتراب ابناءها لتحسين اوضاعهم الاقتصاديه و المعيشيه وهذا حق مشروع ولكن متناسين ان الوثيقه التي عبر بها ابنائهم البحار و المحيطات لها ضريبه مستحقة الدفع في بناء وطنهم و الذي يبتدئ بازاحة الطاغوت الجاثم الذي شردهم واحالهم الي امه متسوله تستجدي لقمة عيشها في ارض الله الواسعه ..

والفئه الاخري من شباب قانع و مستكين لدوامة الضياع التي مكن لها النظام من فرض ثقافة الابتذال المسموع و المرئ و خيالات المخدرات التي اصبحت هي مستقبل لحظي و طريق ممهد للجريمه التي اصبحت من ضمن تركيبة المجتمع السوداني …

حديثي هذا ليس ضربا من ضروب المبالغه او التجني معاذ الله و لكن وقفه مع النفس لاحداث التغيير .

انظروا لاحداث هلال مريخ و التفاعل الذي تحظي به و الي الساقطه تلك والشاذ ذاك و حرصنا علي تتبع اخبارهم و ان مشاكلنا اختزلت في هذا الفلك ..ليس تغيب و لكن هروب من واقع لا نملك الشجاعه في داخلنا لمواجهته و الخوف النابع من الانانيه من مصير هو طريق الاولين و الاخرين ..

لك الله يا سودان و ايقظ شبابك من ثباتهم …

[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..