الجالية السودانية بمصر ..تخلع عباءة الوطنى!!

لاشك أن الجمعيات الخيرية والدور السودانية بمصر،والتى أسهها رجالا أوفياء،رحل معظمهم عن دنيانا الفانية،هى منظمات مجتمع مدنى لها دور مهم وفاعل فى العمل الخيرى والانسانى والاجتماعى والوطنى،وهى تمثل دبلوماسية شعبية،لها دور عظيم فى توطيد العلاقات بين الشعبين ونشر الثقافة والقيم السودانية،بل كان لها دور أهم من الدبلوماسية الرسمية فى كثير من العواصف السياسية التى تهب بين الرسميين فى البلدين،ولعل العدد الكبير للجالية السودانية بمصر جعلها مطمعا وهدفا لكثير من التيارات السياسية،الا أنها لم تقع فريسة لأى من تلك التيارات،لأن القائمين على أمرها فى السابق رجال لهم قدرهم ومقدارهم وهدفهم كان أسمى وأنقى من الألوان السياسية،،،الا أنها وقعت فريسة ولقمة هانئة فى جوف ماعون المؤتمر الوطنى الحزب الفاسد الحاكم فى السودان،حين أتى ببدعته التى لم يسبقها اليه أحد بفتح فرع له بمصر فى العام 2005م،وتم اغلاقه بعد ثورة 30 يونيو المصرية،والمؤسف أن من قدم تلك الدور والجمعيات (كتكبيركوم) لفرع الحزب الحاكم بمصر كما وصفهم سفير السودان السابق بمصر الفريق المدهش سر الختم،هم مجموعة صغيرة من بعض أبناء الجالية ورجالها الذين كانوا على رؤس ادارات بعض تلك الدور من المرتزقة والهتيفة وأصحاب المصالح الضيقة على حساب قطاع الجالية الكبير (فرقة حسب الله) فرع مصر والذين كان يستعين بهم المؤتمر الوطنى فرع مصر فى حشد وتعبئة شباب ورجال ونساء الجالية ليفاخر بهم المؤتمر الوطنى كقاعدة مدفوع ثمنها لمقاولى الأنفار من فرقة حسب الله الأرزقية من الرؤس التى جندها المؤتمر الوطنى فرع مصر ليفاخر بهم امام وفوده من الرئيس الى اللجان الوزراية وغيرها وكبار المسئولين الزائرين للقاهرة حتى حشدهم لصناديق الاقتراع فى الانتخابات واظهارهم جميعا بأنهم مؤيدين للبشير وحزبه الفاسد رغم احتجاج الكثير منهم الحادبين على مصلحة الجالية ودورها وجمعياتها .
وكانت قمة المهازل والاستهتار بالجالية ذاك الكيان الهلامى المسمى بالمجلس الأعلى للجالية والذى تم تكوينه من مجموعة فرقة حسب الله مكأفأة لهم على دورهم طوال السنوات الماضية وهو مجلس انتقائلى لايمثل الا منتسبيه من المستفيدين من امتيازاته ولا علاقة له بما تعانيه الجالية ومجتمعها ،والأدهى والأمر أن هذا المجلس ليس له صفة قانونية بمصر،وفى نفس الوقت يستغل الكيانات التى لها صفة قانونية لتمرير أهدافها وهو يتبع لجهاز شئون المغتربين وليس وزارة التضامن الاجتماعى بمصر كما يقتضى القانون،وبل ذهبوا لأكثر من ذلك حينما اختاروا له رئيس من المفترض به أنه يعمل بالجامعة العربية وهى منظمة من المفترض أن من يعملون بها لايمثلون أحزاب بل دول الدكتور (حسين) وكان رئيس لجنة اعادة ترشيح البشير فى انتخابات 2010م الشهيرة،،وكل ذلك لم يعجب قطاع كبير من الجالية هم أصحاب الوجع الحقيقى وأقحموا فيما ليس لهم فيه ناقة ولا جمل ولا يمثل مصالحهم الحقيقة التى أنشأ من أجلها أسلافهم هذه الدور،فقامت مجموعة منهم حادبة على مصالحها كجالية بعيدا عن الشعارات السياسية بعقد مؤتمر مصغر بخصوص المجلس الأعلى للجالية بمبادرة من جمعية شباب السودان بعين شمس فى أغسطس من العام الجارى ،جمع معظم ممثلى الجالية السودانية بجمهورية مصر العربية وعدد من الشخصيات الاعتبارية والعامة وكان محور المؤتمر هو(المجلس الأعلى للجالية بمصر من حيث الاخفاقات والتقويم ووضع الحلول)،وأجمع الحضور على وجود خلل فى المجلس الحالى ووجود حالة من الرفض العام له وعلى ضرورة وجود كيان جامع يمثل الجالية السودانية على أن يرتكز على أربع ركائز أساسية هى:ـ الشرعية القانونية/الاستقلالية/الشمولية والعدالة(دون التمييز بين جالية قديمة وحديثة)/عمومية الأهداف.
وبناء على هذا المؤتمر تم اختيار لجنة قامت بوضع تصور جيد وممتاز للكيان الذى تتمنى الجالية أن يمثلها تمثيل مشرف ويجمع شملها،ويقدم حلول لمشاكلها ويتواصل مع القواعد فى جميع المحافظات تواصل حقيقى وليس تواصل صورى كما كان يحدث،ووضع تصور مستقبلى حول تطوير أوضاع الجالية،وبالفعل قدمت هذه اللجنة خطة علمية وبناءة اذا تم تنفيذها كما هى ستكون نموذجا يحتذى به فى العمل العام الهادف وليس العمل العام المغرض كما يحدث مع المجلس الحالى.
[email][email protected][/email]
ود عمارى رجع تاني
ود عمارى رجع تاني
وانت قالع عباءة الوطن من بدرى لو اصلا..