أخبار السودان

ملتقي اجيال البيت الروسي

فعلا روسيا بيت كبير، صحيح ان الاتحاد السوفيتي كان اكبر واكثر رحابة، الا ان روسيا هي ام ذلك البيت وجوهره ومعناه وبدونها تنعدم المعاني، كما انها وحتي اليوم وغدا هي الدولة الاكبر مساحة في العالم، هي بالضرورة الاغني بالموارد. لذلك تجدها مركز جذب وموضوع للعداء الشرس من الذين يعرفون قدرتها ويخافون مكامن قوتها وبالتالي يشعرون بالرعب منها ويعملون كل ما يستطيعون لعرقلة نهضتها وصعودها. بالعكس من ذلك اصدقاء روسيا في جميع انحاء العالم، الذين يشدون من عزمها ويقفون معها وتجدهم اهل للوفاء لما اعطت روسيا وما زالت للعالم والانسانية. تجد روسيا ، وكما قال روس قح كبير الشأن هو شرنشيفسكي (… روسيا لا يمكن ادراكها بالعقل ،،، عليك فقط الايمان بروسيا)، عبارته لم تكن كفرا كما يتصور البعض وانما تعبيرا عميقا عن الايمان والامتنان للوطن.
هكذا هي روسيا تشعرك بالامن والاطمئنان متي ما فتحت قلبك لها ومتي ما فهمتها وعرفت شعبها. الشعب الروسي شعب ابي جبار عنيد، يحب وطنه ويتذوقه كشيء لذيذ ممتع مشبع ، هو شعب مضياف كريم يجمع بين الشرق والغرب، بين الجنوب والشمال في تمازج وانسجام بديع من (كمشاتكا وبرياتيا) الي (سمفروبل، سباستوبل وكاليننغراد) وهو شعب شرس في الدفاع عن وطنه.
وطن يجمع بين الشمال الرطب الذي كان مضرا حتي ببوشكن عندما قال ( .. هناك كنت في وقت ما… لكن الشمال ضار بي ( كا دا تا بل اي يا نو فردن سفر دلا منيا)، الي الجنوب الدافي علي شواطيء البحر الاسود. نعم انه بلد بوشكن وتولستوي، بلد دوستايوفسكي ومايكوفسكي،بلد غوركي وشولوخوف، بلد سوفورف ودجوكوف،بلد بافلوف وبوتكن، انها بلد النكبات العظيمة والانتصارات الاعظم منذ عهد التتار مرورا بنابليون وحريق موسكو وليس انتهاءا بالنصر علي الفاشية عندما قدمت اعظم تضحية من اجل الانسانية، في دحر النازية والفاشية بقربان تجاوز الخمسة وعشرين مليون شهيدا، اضافة للدور المشهود في التحرر الوطني من الاستعمار.
هذا العطاء مستمر جيل من بعد جيل وبالتالي لم يكن غريبا ان تجد في بلد انجب العظماء في العلوم والادب والثقافة ، ليس غريبا ان تجده يبعث سفيرا له الي ارض السودان بوضعها الحالي، مثل السيد اميرغياث شيرينسكي، هذا السفير الذي استحق ان يكون روسياً واستحقت روسيا ان تكون وطناً له. بادر هذا السفير بجمع اجيال خريجي الجامعات الروسية وجمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق في منزله العامر باهله وباركان السفارة الروسية في الخرطوم ومجموعة من رجال الاعمال الروس العاملين في السودان.
كان لقاءا حميما رحبا امتلأ بالكرم الروسي ، طافت فيه الاطباق الروسية وطافت حوله روح المحبة والاخاء بين الشعوب فكان الجميع باجناسهم، اعراقهم، اديانهم المختلفة، كلٌ واحدا من التواصل والود والانسجام. عم التفاكر حول الجاد من موضوعات علي مستوي التعاون بين البلدين وتفعيل كل من رابطة خريجي الجامعات الروسية وجمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق وجمعية الصداقة السودانية ? الروسية، كما عم الفرح عبر الرقصات الفلكلورية السودانية والمسابقات بالجوائز القيمة والرمزية. هكذا عودتنا روسيا علي العطاء والمحبة ، روسيا التي تجمع بين المسيحي والمسلم، بين البوذي ومعتنق المعتقدات الشعبية في بوتقة انسانية بحتة، تنظر اليك كانسان كامل الاهلية تقدر انسانيتك وتسمو بها فوق كل اختلاف، هكذا يكون التنوع خلاقا ملهما.
كل من عاش في روسيا ووسط شعبها ولم يحبها اؤكد لكم انه لم يتعلم شيئا وقد فاته الكثير لقصور ما. لابد ان تحب روسيا اذا عرفتها للحظات ناهيك من ان تعيش فيها سنينا وتشارك اهلها (الملح والملاح او الخبز والملح، حسب التقليد الروسي). تحية محبة للشعب الروسي الذي احتضن اجيالا من السودانيين اثروا الحياة بالعطاء والانجاز، التحية للسفير الروسي الذي اتاح ملتقي لاجيال خريجي روسيا وجمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، التحية لطاقم السفارة الروسية في الخرطوم والعاملين معهم الذين جدوا في الاحتفاء بنا واكرامنا، التحية لكل من شارك في تلك الامسية البهية المليئة بالبهجة وانشراح الصدور…. ربما انشد منشد مقطع من مقدمة ابنة الآمر لبوشكن (كابتانسكاييا دوتشكا)… (.. من الممتع لي ان اعترف ان لقائي معك قد كان رائعا .. ومن المحزن لي ان افارقك ،، كأنني افارق روحي ” سالتكا سالتكا بلا سبازنافاتسا.. منيٍ بريكراسنييا س تابوي…. غروستنا غروستنا راستافاتسا غروستنا بوتا بي س دوشوي)… اعتذر عن عدم تمكني من الوصول الي (الكي بورد الروسي) لطباعة بعض الكلمات باللغة الروسية.. لكن من تخرج من روسيا بالاشارة يفهمُ.

[email][email protected][/email]

‫5 تعليقات

  1. الحمد لله اننا لم نتخرج من روسيا حتى نفهم بالاشارة .. التعليم فى روسيا هو جيد وممتاز للروس فقط فالمعايير العلمية الروسية هى معايير خاصة , ولقد ذكرت انت فى مقالك ان الروس يعتزون ببلدهم وهم شرسين فى وطنيتهم , حتى ان تعليمهم هو مفصل عليهم , فلم يعرف عن خريجى التعليم الروسى اى نبوغ او تميز فى السودان بالعكس , فخريجى التعليم الروسى كانوا يدرسون باللغة الروسية التى لا مجال لها فى السودان او معظم الدول التى كان يعمل بها السودانيين , او حتى فى اوروبا الغربية .. فتجد عندهم ضعف بائن فى اللغة الانجليزية التى هى لغة العمل او الاكثر انتشار وتستعمل فى السودان و الدول التى يعمل بها السودانيين احيانأ لقياس درجة الكفاة..
    فى الازمنة الماضية كان الحزب الشيوعى السودانى هو الطريق للذهاب والدراسة فى روسية .. يعنى المسئلة مسيسة قبل ان يسيس الجبهجية كل شى ..

  2. يا Hisho شفاك الله ، انت مليان عقد بشكل. اللغة هي لغة يمكن لقرد ان يتعلمها، لكن لغة الانجليز مهمة رغم نظرتك لها كلغة مستعمرك، لكن لا يمكن الغاء اللغات الاخري علشانها والا لصليت بالانجليزي واصبح (الضاد) …. (PH)، العلاج واجب، اذا ما في دكاترة ممكن تشوف اقرب عطار

  3. مقال يحرك الوجدان والق الذكريات تحية للبروف لقد حضرت تلك السهرة ارائعة عبر قناة امدرمانز ايام قضيناها بتلكم الديار الوادع اهلها لهم الود والاحترام التحية للاخ الدكتور جعفر محمد زين الذى عبر عنا بصدق

  4. Hish المعقد
    يكفى الاتحاد السوفيتى بانه اول من غزى الفضاء وارجع وعدد كم من علماء الفيزياء والكيمياء الحائزون على جائزة نوبل
    ياهشو هش الذباب من عينيك لترى جيدا

  5. Hish يا هيش تعليقك علي مقالة بروف حسن بشير تفتقر للموضوعية ..هوكتب عن انطباعه لقوميات الاتحاد السوفيتي عايشهم وانت تنقض اللغة الروسية والتعليم عامة بروسيا..ودخلت الحزب الشىوع بالموضوع …..لعلمك بروف حسن بشير درس بالروسي وتعين كاستاذ بجامعة النيلين ودرس بكلية التجارة والمحاسبة ومن المؤسسين لكلية الاقتصاد بجامعة النيلين ودرس بالعربي والانجليزي للبكالوريوس والدراسات العليا وحاضر وشارك بورش وندوات بمعهد المصارف وشارك بمقابلات بالتلفيزيون القومي ومنتديات في اوروبا …والن هو مدير جامعة البحر الاحمر …وانا شخصيا درست هندسة طيران واسست قسم هندسة طيران بجامعة السودان وايضا من المؤسسين لاكاديمية السودان لعلوم وتكنلوجيا الطيران و وترجمة مواد من مراجع روسية بالعربي والانجليزي لمحاضرات طلاب البكلوريوس و الدراسات العليا ويوجد الكثيرين بمجالات الطب/الجيلوجيا /الصيدلة/الهندسة بمختلف التخصصات / وازراعة والبيطرة كاخصائين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..