مقالة لنعوم تشومسكي

ترجمة مفالة لنعوم تشومسكي نشرتها فرانس 24

يتوقف قيام دولة فلسطين على موافقة الولايات المتحدة، هذه هي الرسالة يبعث بها نعوم تشومسكي للأمم المتحدة
أثنى الفيلسوف الرائد والناشط السياسي الأمريكي نعوم تشومسكي على التصويت البرلماني البريطاني بالاعتراف بالأراضي الفلسطينية كدولة يوم الاربعاء لكنه شدد على أن الولايات المتحدة تملك مفاتيح قيام الدولة فلسطينية.
وقال للصحفيين في الأمم المتحدة يوم الاربعاء: “إن التصويت في البرلمان البريطاني هو من نوع العمل الذي يمكن أن يضيف إلى الجهود المتزايدة للضغط على الدول المؤثرة في العالم”.
وإن كان ذلك يعد خطوة رمزية – امتنع فيها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن التصويت ولن يكون لها أي تأثير على السياسات الرسمية لكن يدفع تشومسكي بأن الإظهار الكبير لدعم قيام الدولة الفلسطينية بين القانونين البريطانيين يعكس إرادة أوسع بين الأوروبيين، “وإلى حد ما بين الأميريكيين”، لأن ينأوا بأنفسهم عن” الإجراءات الإجرامية الواضحة التي تتخذها إسرائيل “في قطاع غزة والضفة الغربية.
كما أشاد تشومسكي المنتقد الشرس للسياسة الخارجية للولايات المتحدة والإجراءات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، بقرار السويد الأخير بالاعتراف بفلسطين كدولة – ما يجعلها أول دولة في أوروبا الغربية تقوم بذلك – وأثنى على التعليقات التي أدلى بها وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس يوم الثلاثاء، والتي أشار فيها إلى احتمال قيام باريس بالتصويت في الموضوع نفسه.
قال فابيوس: “ما نريده هو ليس شيئاً رمزياً، ولكن شيئاً يمكن أن يكون مفيداً من أجل السلام”.
قالت روسيا يوم الاحد انها تعتزم دعم قرار مجلس الأمن للأمم المتحدة في فلسطين، الذي أعلن عنه الرئيس محمود عباس في سبتمبر، والذي يحدد مهلة لمدة عامين لتنفيذ نظام الدولتين، بما في ذلك انسحاب إسرائيل من الضفة الغربية والقدس الشرقية.
سبق أن أعترفت 130 بلداً في جميع أنحاء العالم بالأراضي الفلسطينية كدولة أمة، رغم الرفض الأمريكي والإسرائيلي.
في عام 2012، صوتت 138 دولة من أصل 147 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة على منح فلسطين صفة “دولة مراقبة غير عضو” في الأمم المتحدة. وكانت الولايات المتحدة واحدة من ثماني دول صوتت ضد الاقتراح.
“يجب على الفلسطينيين أن يقتدوا بأهل جنوب أفريقيا”
وأكد تشومسكي أنه على الرغم من التحول في المنظور في أوروبا، فإن قراراً بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي سيظل بعيد المنال إلى أن تصبح الولايات المتحدة “مستعدة لقبول هذه التسوية”.
“ستكون هناك جهوداً كبيرة لمنع [التسوية] من جانب الولايات المتحدة وحلفائها المقربين – كندا وأستراليا”، وقال تشومسكي “ستكون هناك حواجز واحداً تلو الآخر”.
ورداً على أسئلة قناة فرانس 24، قال تشومسكي أنه يعتقد أن على القيادة الفلسطينية التركيز على مخاطبة الرأي العام الأمريكي لأجل تغيير العقلية في واشنطن. وقال: “أعتقد أنه لن يكون هناك أي تقدم يذكر في هذا الصراع إلا بعد أن يدفع الضغط الصادر من عامة الأمريكيين الحكومة إلى اتخاذ موقف مختلف”.
قارن تشومسكي الجمود الفلسطيني وتوجهات “الحركات القومية في العالم الثالث”، وذكر فيتنام وتيمور الشرقية وجنوب أفريقيا. وأضاف “إنهم جميعاً يفهمون أهمية تطوير التضامن والدعم بين عامة الأمريكيين إلى حد يمكنهم من التأثير في تعديل السياسة”.
تشومسكي، الذي وصفته صحيفة نيويورك تايمز عام 1979 باسم “المفكر الأكثر أهمية الموجود على قيد الحياة”، سبق أن اعتقل وسجن لفترة وجيزة عام 1967 أثناء مظاهرة كبيرة مناهضة للحرب ضد فيتنام.
الولايات المتحدة مسؤولة عن الدولة الإسلامية؟
تساءل تشومسكي عن غزو متشددي الدولة الإسلامية “الذي يلوح في الأفق على بلدة عين العرب السورية “كوباني”، ودعا تركيا لتدرك أهمية إنقاذ البلدة الحدودية “من الدمار على أيدي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام،” وقال انها قد تكون مجزرة كبرى لها عواقب وخيمة . وقال: “إن دور تركيا حرج في هذا الخصوص”.
انتقد تشومسكي الولايات المتحدة بسبب أثرها “القوي” على التوازن الطائفي في العراق في الحرب التي اندلعت عام 2003، ما ييشير إلى مسؤولية واشنطن في خلق الظروف التي أفرزت ما يسمى مجموعة الدولة الإسلامية.
وبالعودة إلى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، هاجم تشومسكي ما أسماه بـ “نطاق الدول الناطقة بالانجليزية”.
وقال: “إذا نظرتم إلى الساحة الدولية تجدون أن الدعم الأقوى للسياسات الإسرائيلية يتفرع من بريطانيا إلى الولايات المتحدة وأستراليا وكندا” .
“هذه مجتمعات مستوطنات استعمارية، وهي المجتمعات التي جاء إليها المستعمريون الإنجليز وأبادوا تقريباً السكان الأصليين. لماذا يكون ذلك متصل بدعم إسرائيل؟ ليس من الصعب معرفة ذلك.”
وقال تشومسكي ان تلك الدول لم تتصالح بعد مع “إبادتها للسكان الأصليين”.
لكن مع تزايد الدعم لحقوق الشعب الفلسطيني حتى في المملكة المتحدة وفي الدول الأوروبية الغربية الأخرى، حذر تشومسكي من أن الولايات المتحدة وكندا وأستراليا لن تكون قادرة على “تنفصل عن العالم.”

ترجمة حاج التوم
[email][email protected][/email]