ردة

ألقيت كتاب عابد الجابري من يدي فجأة؛ تلفت حولي، ثم تساءلت بعينين فزعتين: ماذا أفعل؟ بل ما فائدة ما أفعل ؟
شعرت بدبابيس في جسدي من هول المفاجأة . حين تجلت الحقيقة أمامي عارية .
(إنني أتجاهل الواقع عبر البحث عن المعرفة ..) . الواقع هو أن تعيش حيا بما هو موجود ، أما أن تنفق وقتك في قراءة الكتب فما هو إلا فعل العاجزين . أن توسم بانك مثقف ، ليس سوى نرجسية متأزمة وتضخيم مرضي للذات .
إنني أري البناء يتفصد عرقا تحت الشمس ، لم يحتج لاسبينوزا لكي يتفاعل مع وجوده بكل رضى وأريحية . لم يفتح صفحة كتاب واحدة لكانط أو نيتشة أو مونتسكيو لكي يضاجع الحياة بتفاؤل ..
بائعة الشاي التي تتجاهل الإيحاءات الجنسية من زبائنها بكبرياء، الزبال الذي حفظ كل الشوارع أفضل من مهندسي الطرق ، الفلاح وهو يرصد المناخات فوق السماء ليحرث الأرض ..
هؤلاء كلهم أحياء .. أحياء بلا فلسفة .. لأنهم هم الفلسفة نفسها .. إنهم ليسو بمثقفين لأنهم علة الثقافة ومكونها ..
إنهم جزء من المنظومة الكونية ، بكل تواضع ، بكل فخر ، بكل أمل ، إنهم لا يحتاجون لمقولات هيجل ولا تساؤلات فوكو لأنهم يعرفون كل الإجابات ببساطة مدهشة . إجابات كافية تماما ، لينفعلوا بالحياة ويتفاعلوا معها . إنهم الجوهر الفرد.
كردفاني
د.أمل الكردفاني
[email][email protected][/email] 30أكتوبر2014
فعلها حكيم في إحدى نصوصي السردية
بعنوان ( محرقة ) ، جمع كل عيون الكتب
في مكتبته وأعد لها محرقة كبرى ، و جلس
يلقمها أمهات الكتب واحد تلو الآخر ، التاريخ
الفلسفة ، الفن ، الأدب و المسرح و ظل يستمتع
بفنائهم كأنه يثأر من الذين أضاعوه !!؟؟…
أنت تطرح ذات الفكرة عبر الفكر الوجودي ، كل
شئ عبث ولامعقول !!!!؟؟….
ألا ترى أننا نحرث في البحر ؟؟؟!…