دجاجي يلقط الحب

الدجاج هذه الأيام هو نجم الشباك.. اقترن اسمه مع عدة اخبار… تناولها الاعلام الرسمي والشعبي وكذلك نالت اهتماما مقدرا من الوسائط الاجتماعية كالواتس والتوتير والفيس بوك ? الخبر الأول كان خبر تلك الفتاة التي اخذت (ولا اقول سرقت) دجاجة من السوبر ماركت فطاردها افراد الحرس واقتادوها الى مركز الشرطة وكان البلاغ بعنوان سرقة فرخة.. اتى الى ذهني مباشرة البيان الرسمي الذي نشر عند كشف اختلاس المليارات من مكتب الوالي فقد كان البيان مهذبا جدا وحريصا على شعور المختلسين المتحللين الذين تابوا الى الله بعد اختلاس ال17 مليارا واداروها وربحوا منها ما ربحوا ثم أعادوا رأس المال ويا دار ما دخلك شر…المقارنة بين الخبرين جعلتني أتذكر المثل الناتج عن النكتة الشهيرة (الخلى دي كراع ودي رجل شنو !!!) ولكني اعتقد وبعض الاعتقاد (يثير الغثيان) بان التحلل يجوز في كبير السرقات وعظيم الاختلاسات فلذلك كان من الافضل لتلك الفتاة وذلك اللص الذي سرق الخلاطة فحوكم بالسجن ..كان من الأفضل لهما رفع سقف الطموح لديهما والتخطيط لعملية اكبر يجوز فيها التحلل وكدا . نعود مرة اخرى للدجاج ..الخبر الثاني يقول ضبط مجموعة من (البشر) يقومون بطبخ الدجاج النافق وبيعه للجمهور ?? الخبر تصدر المانشيتات الرئيسية واجزم ان من صاغه كان يتوقع الدهشة و(الخلعة) ??ولكن الذي حدث على أرض الواقع …غير…فوجبات الدجاج النافق وجبة معروفة ومتداولة ولها اكثر من أسم في كل المناطق المتاخمة للحدود وفي الضواحي وطرف المدائن واواسطها والمشتري يكون على تمام العلم بنفوق الدجاجة او بانتهاء صلاحيتها والا لما استطاع شراءها …ونزيد ذلك السبق الصحفي من الشعر بيت ..ان أرجل الدواجن تباع بالكيلو وتصنع منها اكلة عبارة عن (سليقة ) او شوربة تدعى (اصبر) لأن أصابع الدجاج وتحت تأثير الماء المغلي تتقوس الى الداخل مشكلة تلك الاشارة المتداولة منذ الازل بمعني الصبر في شكل التوعد وليس ذلك الصبر المتدثر بطولة البال …وزيادة اخرى للسبق الصحفي هي ان أغلب الناس في بلدي لا يستطيعون شراء جسم الفرخة كاملا ..فيكتفون بشراء رقاب الدجاج .. …وسيصادفك الاعلان معلقا على البورد عن وجود رقاب دواجن في كثير من المصالح الحكومية والخاصة ..فالرقاب قد حلت بهدوء وبدون ضجيج مكان اللحم الاحمر من ضان وعجالي والذي منو. الشئ المؤلم ان اخبار مثل هذه لا تثير فينا غير التحسر ومصمصة الشفاه والتحدث عن الماضي أيام كان (جوز الحمام تلاتة فرد )..ولا يفكر احد في حل المشكلة أو حتى مناقشة ظاهرة التباين الواضح بين فئة تعاني الفقر المدقع حد الموت جوعا واخرى تعيش الثراء الفاحش حد التخمة .. التباكي لا ينفع ولايجدي …فالمهم هو طرح الحلول والتي يمكن ان تكون ساهلة ولا تحتاج الا الى قرار صغير …كما قال بلدياتنا الذي جلس بالصدفة في صلاة الجمعة بالقرب من صاحب الفرن الذي كان ينقص من وزن الرغيف ويزيد سعره …كانت الخطبة عن المطففين وعذاب اؤلئك الذين يخسرون الميزان ..يبدو ان الامام قد اوغل في تعنيف هؤلاء ووصف العذاب لكل من يتلاعب بقوت المسلمين ..صار صاحب الفرن يبكي بحرقة ويهتز جسده بالبكاء ..فما كان من بلدياتنا الا ان قال له (اونجتم ايشكا دوكر ) بمعني (لا تبك فقط زيد وزن الرغيفة وخليها اكبر) …يجب علينا قبل أن نهلل لخبر القبض على أصحاب الدجاج النافق ..ان نتساءل لم ياكل احدهم دجاجا نافقا؟؟؟؟ وهل كان بامكانه الحصول علي الدجاج المذبوح حيا؟؟ لياكل الميت منه؟؟ …يجب ان نتقصى ظروف تلك الفتاة التي أخذت الدجاجة.. قبل ان نعلنها على الملأ فرحين بخبر القبض عليها…يجب علينا كما قال بلدياتنا ان (نكبر الرغيفة ) ولا نكتفي بالتباكي ….والتحية لمسجل ادم وهو يقول (صابر معاك ..صبرا طويل .كاتم العلي )…وووصباحكم خيرد

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..