مشاهدات ومفاجآت في المسألة السودانية

? المراقب جيدا لتطورات الاحداث في السودان خلال شهر اكتوبر الماضي فقط لابد ان يكون قد لفت انتباهه اربعه محطات في المشهد السياسي الحالي ، وكلها ترمي الي ايجاد مخارج للمعضلات التي ظلت تضغط بقوة علي خاصرة الوطن ، وبالطبع علي خاصرة المواطن ، سواء كان هذا المواطن مستقراً أو نازحاً او حتي مشرداً بسبب تداعيات انتقالات الحرب من جهة لأخري وفقاً لاستراتيجيات الكر والفر في حروبنا الاهلية الداخلية بالاطراف .
? المحطة الاولي في هذه المشاهدات هو الإعلان عن إستئناف المفاوضات بين الحكومة أو فلنقل بين المؤتمر الوطني وحزب الحركة الشعبية قطاع الشمال الذي يترأسه الفريق مالك عقار والمسجل رسميا في سجل الاحزاب بالخرطوم حيث تحدد له تاريخ الثاني عشر من نوفمبر الجاري بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا تحت إشراف مباشر من آلية الاتحاد الأفريقي برئاسة الرئيس الجنوب افريقي السابق ( ثامبو امبيكي ) . ومن المنتظر ان تنتهي هذه الجولات بوفاق او اتفاق لا بيتعد كثيرا عن الطريقة التي خرجت بها تجربة مباحثات اتفاقية نايفاشا حيث اكتسب الطرفان خاصية معرفة ما يريده كل فريق لوضع الحلول الناجعة لمسألة منطقتي النزاع في جبال النوبة وجنوب النيل الازرق ، مع بذل جهد وطني خلاق وشفاف لمعالجة مسألة قوات قطاع الشمال بالمنطقتين .
? المحطة الثانية وهي الحراك العنيف ( سلمياً ) الذي حدث داخل اجتماعات مجلس شوري المؤتمر الوطني بكل تفاصيله التي غطتها الميديا السودانية والاجنبية ، وقد تعرضنا لها في مقال سابق هنا ووصفنا ما حدث من اختلافات في مسألة ترشيح الشوري للرئيس عمر البشير بانه تحول ايجابي وممارسة ديمقراطية داخل شوري الحزب الحاكم لم يتعودها من قبل ، برغم ان البعض يراها بداية لخلاف يعصف بهذا الحزب الجديد في الحياة السياسية السودانية العريقة والممتدة منذ سبعين عاما ، مما دعا رئيس المؤتمر الوطني بان يصف الامر وكأنه مراكز قوي في حزبه لن يسمح بنشاطها ليتمدد داخل حزبه حسب ماورد في خطابه بالمؤتمر العام ، ولكنها الديمقراطية وليس اكثر من ذلك ، فليتقبلها المؤتمر الوطني هكذا بعد ان ظل يبصم ( بالاجماع السوكتي ) . فلا سبيل للسودان غير المستقبل الديمقراطي داخل كل احزابه وليس الحزب الحاكم فقط ، فالقيادات زائلة ولكن تنظيماتها هي الباقية لصنع مستقبل توافقي في هذا البلد .
? اما المحطة الثالثة من المشهد السياسي فهي شروق شمس عرّاب الانقاذ وربانها القديم ومرجعيتها الاولي الشيخ حسن الترابي من جديد ، حيث رشحت في المجالس منذ زمن طويل ان هناك جهودا تبذل داخل بعض قيادات الحركة الاسلامية لنسيان آلام الماضي وما رافقه من قسوة التعامل بين شقي الحركة ( الوطني والشعبي ) الي ان نجحت الجهود في التنظيم في ان يلتقي فرقاء الامس ليحاولا معا اخراج الوطن من مأزقه الحالي الي مستقبل نتمني ان يكون اكثر رحابة لكل ابناء السودان وتنظيماته السياسية دون التفكير في عمليات اقصاء جديدة مهلكة للجميع حتي لا تعود البلاد الي محطة الانقاذ الاولي بكل جبروتها القاسي وقرارتها المؤلمة حقاً .
? اما المحطة الرابعة والاخيرة لهذه المشاهدات ، هي المحطة الدولية التي اطلت فجأة ليقف القطار عندها ، وسيقف طويلا فيها ، واقصد بذلك هو اتصال وزير خارجية الولايات المتحدة ( جون كيري ) بوزير الخارجية السوداني ( علي كرتي ) حيث طلب الاول بأهمية فتح حوار ثنائي مباشر بين البلدين ، وهذا يعتبر تغييرا مفاجئاً في الموقف الامريكي المتفق عليه مؤخرا مع النرويج وبريطانيا نيابة عن دول ( الترويكا ) التي سبق ان اقترحت علي الحكومة السودانية قبول قيام نظام حكم انتقالي برئاسة البشير لوضح حلول للمشكل السوداني المعقد ، غير ان لاقتراح لم يجد استجابة ومضت الحكومة في خطها بقيام الانتخابات .
? فهل ياتري ستأتي الولايات المتحدة بجديد تقبله كافة اطراف الصراع لإنهاء المسألة السودانية بحلول ترضي الكافة في وفاق وطني شامل يضمد جراحات الماضي بكل آلامه ، أم تتجدد الآلام ( لا سمح الله ) ؟؟؟؟ .
يا ود الباشا ! لماذا خلى حديثك عن تعابير عفى الله عن ما سلف و مصالحة جنوب افريقيا و الهبوط الناعم؟ دي كلها معدات تقصدها ولم تتلفظ بها ! حاجة عجيبة . هل تعتقد ان الشعب السوداني يستطيع ان يتعايش مع من مارس الابادة الجماعية بدوافع عنصرية لازال يمارسها بكل صفاقة و قلة ادب . هل سينسى الناس شهداء المقاومة من او شهداء بيوت الاشباح الي الشهداء الصبية في سبتمبر؟ و هل ترى يستطيع سيدك الامريكي الذي يأمركم فتنبطحو و حتى الفازلين منكم، هل يستطيع ان يأمر الشعب السوداني بالركوع فيركع. الشعب لم يرضي الركوع للبشير المسلم بالادعاء فهل يقبل الركوع للامريكي الكافر؟ ام هي اوهامكم في من خزلكم و لم يوفي بعهوده لكم برفع اسمكم عن قائمة الارهاب بالرغم من انكم فصلتم الجنوب كشرطه لذلك.
اعمل حسابك الخازوق للبشير و لكل من ايده ، سواء بالسياسة او بالاعلام.
وديني أنت نحفة … قلت دي أهم اربعة حاجات حصلت في السودان الشهر الماضي، وكلها إيجابية؟ وبعدها حنعيش في ثبات ونبات ونحلف صبيان وبنات يكبروا ويغتربوا ويبقوا كتاب كبار ويكتبوا كلام مختسق زي ده نفراهوا يطمم بطنا!، يا سلام عليك يا البشرتنا بالبشير