بين قرية ود طرفة وبرلين

يغادرنا د. هجو علي هجو أستاذ علم الجلوجيا في جامعة النيلين، في الأيام القادمة الى الخرطوم مصحوباً بالسلامة بعد حصوله على درجة الدكتوراه من جامعة برلين التقنية المرموقة. د. هجو يسير على منوال من سبقوه الى برلين من علمائنا والذين اصبحوا الآن من شيوخ الجلوجيين، منهم تمثيلاً لا حصراً د. عمر محمد خير د. الشيخ محمد عبدالرحمن، د. محمد زايد عوض ود. عبدالله كودي, عندما كانت العلاقات السودانية الألمانية في سبعينيات القرن الماضي في قمة ازدهارها وخاصة في المجال الأكاديمي.
تذكرتُ، عندما كنت أقرأ مذكرات المستشار الألماني الأسبق هلموت كول Helmut Kohl وهو يقوم بتصفية حساباته مع بعض أعضاء حزبه ? الحزب الديمقراطي المسيحي ? مستخدماً احياناً كلمات جارحة ونابية واصفاً المستشارة الألمانية الحالية انجلاء ميركل Angela Merkel القادمة من شرق المانيا بعد الوحدة، بأنها لا تعرف استخدام الشوكة والسكين أثناء الأكل مما كان يمثل احراجاً وفضيحة لهم أمام ضيوفهم من زعماء الدول الكبرى، وكيف أخونا القروي هجو يستخدمهما ” بحرفية”
ولكن هجو أصر الا يعوج لسانه بلغة الجيرمان، فكان أكاديميا يستخدم لغة ” اسيادنا” الانجليز ويتحادث معنا بلغته العربية الصافية التي انعكست في سلسلة مقالاته عن أديبنا الراحل الطيب صالح أو عن سيرة بعض المخضرمين الذين يعيشون في برلين منذ ” زمن الفراعنة” وثابتين في مواقعهم ثبات دومة ود حامد وثبات أبو الهول على أرض الجيزة في مصر، بعنوان ” نجوم سودانية في سماء برلين ” مختتماً هذه الحلقة منذ أيام عن الهرم الاِعلامي الأستاذ حسن عبد الوهاب، وكان ينشر مقالاته في المجلة الاِلكترونية سودانايل الرائعة. هجو يدهشك بلغته الرشيقة وكلماته تضيئ مثل الأحجار الكريمة. وكان هجو دائماً في مقدمة من يقدمون العون للاكاديميين الجدد أو العابرين على حساب وقته الاكاديمي.
فقدت برلين صديقاً وكسبت الخرطوم عالماً.

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..