وزارات قص وتفصيل

وزارات قص وتفصيل
فيصل محمد صالح

أليس من رجل عاقل في المؤتمر الوطني والحركة الشعبية ليقول لمن يصدرون القرار Yن الولايات المتحدة الأمريكية ليس بها 77 وزيراً، وهي تلك البلاد الكبيرة التي تحكم العالم، ولا روسيا أو بريطانيا، ولا نيجيريا الفيدرالية التي ندعي أننا مثلها، ولا استراليا البلد القارة، ولا مصر القريبة التي لديها من السكان ضعف ما لدينا. راجعت تشكيل مجلس وزراء الرئيس الأمريكي اوباما فوجدت به 16 عضوا، بما في ذلك نائب الرئيس جو بايدن، ثم خمسة من مستشاريه في البيت الأبيض، أما رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون فتضم حكومته 21 وزيرا، يا لبؤسهم وقلة حيلتهم، وتخيل كيف يكون الحال لو ما كنت سوداني؟!

من قال لأصحاب القرار إننا نشكو من قلة الوزراء ووزراء الدولة والمستشارين ؟ نحن لدينا وفرة يمكن ان نصدر منها للعالم، ولكننا نشكو من قلة الفئران في منازلنا. كيف سيتم الصرف على هذا الجيش العرمرم من الوزراء ، ويتبعهم عما قريب المستشارين؟ كيف سنجد لهم المرتبات والبدلات والعلاوات والمكاتب والسكرتارية والسيارات لهم وللمدام والعيال، وكم سيهبش بعضهم من أموال الدولة، وكم من المجاملات سيجريها جيش الوزراء لأقاربهم وأصهارهم وجيرانهم ومعارفهم؟

لو فعلت ذلك دولة غنية وقوية لقلنا إن ذلك يمكن أن يكون قطرة في بحر ، لكن ما بال أولي الأمر في دولة تشكو من قلة الموارد ويموت أطفالها من المرض وسوء التغذية وتموت نساؤها في الولادة ويموتون جميعا رجالا ونساء وأطفالاً من الجوع في بعض المناطق؟

كيف نفهم أن وزارة العمل انقسمت لوزارتين: العمل والتنمية البشرية، والثقافة والإعلام القديمة صارت ثلاث وزارات،:الثقافة، والإعلام، ثم الاتصالات، ووزارة الطاقة والتعدين ثلاث وزارات، النفط، ثم الكهرباء، ثم المعادن، وهكذا تثبت وزاراتنا أنها ولاّدة، ولو لم يدركها العقلاء فإن الحكومة بعد القادمة قد تضم نصف سكان السودان.

يتم إنشاء الوزارات في كل الدنيا بحسب الحاجة الفعلية والعملية، ويسبق ذلك دراسات وبحوث واجراءات، ويتم حساب التكلفة والعائد من إنشاء الوزارة، ولكن لا أحد يعلم كيف تنشأ الوزارات عندنا، والغالب الأعم أنه يتم تحديد الأحزاب والتيارات والقبائل والطوائف المراد ترضيتها، ثم بعد ذاك يتم قص وتفصيل الوزارات حتى تناسب المقاس، ولو احتاج الأمر فمن الممكن ممارسة الترقيع.

المضحك أن ذلك يتم في ظل نظام يفترض أنه فدرالي أعطى كثيراً من السلطات المركزية لحكومات الولايات التي تبلغ 25 ولاية لكل واحدة منها حكومتها ومعتمديها ومستشاريها، وفي ظل شعارات عن “تقصير الظل الإداري” والحقيقة أنه استطال حتى صار غير قادر على المشي.

غاية الأمر ومنتهى الكلام أن نسلم أمرنا لله ولا ننتظر شيئاً من الحكومة، فتخيل جلسة حقيقية وجادة لمجلس الوزراء بها 77 عضواً ، غير رئيس الجمهورية ونوابه ومساعديه وبعض رؤساء الأجهزة الذين يحضرون اجتماعات المجلس، ماذا ستناقش ولكم ساعة ستمتد جلساتها وكيف ستخلص لقرار بعد دراسة وتمحيص.

سيتحول اجتماع المجلس لمؤتمر عام يتحدث فيه شخصان أو ثلاثة، ثم ينتهي الأمر، عليه العوض ومنه العوض.

الاخبار

تعليق واحد

  1. وما يضيرك انت وممن على شاكلتك فكلكم لا "يجدع ولايجيب الحجار " نحن فى زمن الإنقاذ والتى أرادت أن تنقذنا فصرنا نحن ندعو لها الليل والنهار أن ينقذها مما أوقعت فيه نفسها والعباد .. تفلحون أنتم بمهاجمة الطيب مصطفى لأنه إنقصالى وتغضون الطرف عن فاقان وعرمان وكأنهم رسل الوحدة والسلام , ندعو الله ليل نهار أن يتقذ الإنقاذ التى فتحت الجنوب الحبيب لعصابة سلفا كيريسرحون ويمرحون وقت أن كانت قرية صغيرة " يشمونها قدحة " , ندعو الله أن ينقذ الإنقاذ من الأسياد و" بناتهم " الذين يتحالقون مع الشيطان ليعيد لهم رعاياهم الذين سلبتهم الإنقاذ منهم ولكنها لم تنقذهم , ندعو الله أن يفك أسر الساحر وكبيرهم والذى يملك مفاتيح إنقاذ السودان من أولاده العصاة " قليلى الأدب " , ندعو الله ليل نهار أن يهدى خليل وينزل من " علاه لينقذ دارفور من الإنقاذ وبعد داك باقى السودان الله كفبل به بإذنه الواحد الأحد , نسأل الله أن يهدى " فرقة الإنتخابات وتعيد الهندى الأمين لدائرته المسلوبه , وناس الكلاكلة من الفرضوه عليهم " حاكم دارفور " والذى فشل أن ينقذها وكانت مكافأته بدائرة الكلاكلة وليشرب أهلها من البحر " بحر أبيض فريب شديد من بيت مرشحها الذى أسقطته الإنقاذ ولم يسقطه أهله " وأن تعيد لغالبية أهل الشمالية والذين داستهم الإنقاذ وهم الذين كانوا سيفوزون بالتزكية ولكن حظهم المايل أنهم لا تتلاقى أرواحهم مع الإنقاذ , وووووووأخيرا أدعو الله ليل نهار أن تستمع الإنقاذ لصوتك الصادح يا فيصل بالحقيقة " المكروهة " – وما تخاف تب فمن هذا الجيش العرمرم أكيد هناك من يسمعك – وبعدين قالوا الكترة فيها بركة إنت خايف من شنو ؟ أصبر شوية يا أخى حتى ننعم بالإستقرار والأمن و" الوحدة " آميييين …

  2. ياخوي محمود كلامك احلي من العسل وربنا يحلنا ويبدل لينا الحال من الحال لفيه نحن حسييي ونقول ليك ربنا ينصر دينك

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..