المواطن بين ( التكتح ) و (قرف ) الليمون اا

ضد الانكسار
المواطن بين ( التكتح ) و (قرف ) الليمون
أمل أحمد تبيدي
من الصعب اعادة بناء هياكل دولة على اسس جديدة تعكس واقعاً يتمتع بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية، ولتحقيق ذلك لابد من تغييرات جذرية ونخب وطنية صادقة متجردة .. فالبلاد مرت بحقب عسكرية قابضة على زمام الامور مع انتشار الحديث المتزايد عن فساد محمية وسوء في ادارة الدولة ساهم فى تدمير البلاد وتمزيقها اجتماعيا واقتصاديا وفكريا طوال سنين حكمها الطويلة مقارنة بالديمقراطية القصيرة العمر
نتمسك بالكتاب والشريعة
حقيقة استوقفتنى بعض النقاط فى خطاب الرئيس عمر حسن احمد البشير الآخير الذى القاه بولاية شمال كردفان وان كانت هناك بعض العبارات التى تكررت مثل قوله ( نتمسك بالكتاب والشريعة ) لا اعتقد ان هناك مسلماً يرفض تطبيق الشريعة الاسلامية فهى شريعة قائمة العدالة تحاسب الوزير قبل الغفير تجتث الفساد من قمة الهرم الى اسفله لتقيم مجتمع العدالة الاجتماعية التى ننشدها ولكن نرفض المجتمع الذى اذا سرق فيه الضعيف اقيم عليه الحد ويترك الشريف لمجرد انتسابه للشرف قولا وليس فعلا .. ان تعثرت بغلة يسأل لما لم يسوِ لها الطريق فى مجتمع يطفى فيه الوالى الشمعة لانه يريد ان يتحدث فى امور لا تخص الدولة وهنا اعنى الشمعة حرفيا انما هذا ينطبق على اموال الدولة والحرص عليها وسد الطريق امام المحسوبية والانتهازية
حرضوا علينا العالم
ثانيا تحدث الرئيس قائلا ( حرضوا علينا العالم عاوزننا نركع ) هنا يجب ان نعترف ان هناك سياسات جعلت الفتنة النائمة تستيقظ واعداء البلاد وجدوها مدخلاً فنفذوا اجندتهم عبر فرض العقوبات وغيرها
دارفور فى نهايتها
قضية دارفور من القضايا التى تعقدت بالتجاهل لها فى بدايتها وتطورت فيما بعد بعدم الاعتراف بالمطالب ثم التحدى عبر مقولة (نحن جينا بالسلاح ) ليكون السلاح هو خيار من لا خيار له فى ظل فشل كل الاتفاقيات الثنائية التى وقعتها الحكومة من قبل ثم يكون الفشل الاكبر فى المفاوضات التى رعتها المحافل الدولية والتى عجزت فى الوصول الى صيغة توافقية تعيد الامن والاستقرار ولذلك اصبح من الصعب التكهن او وضع سقف زمنى لحلها جذريا فالواقع يؤكد ان قضية دارفور ليست فى نهايتها كما قال الرئيس عمر البشير
بلد ما فيها التكتح
يجب الاعتراف ان الديمقراطية اثبتت ان احزابنا عاجزة اذ انغمست فى تشكيل الحكومات مع الصراعات الحزبية التى جعلت المواطن يغرق فى همومه حتى قال الشريف زين العابدين الهندى عن الديمقراطية فى ذات الوقت ( لو شالا كلب ما بقول ليهو جر ) فالاحزاب بها مشاكل تحتاج الى حلول فهى فى حاجة الى تغيير واصلاح شامل فى جميع اجهزتها الهيكلية او الفكرية
قال الرئيس البشير فى خطابه استلمنا البلد ما فيها التكتح وقال له احد المواطنين قبل ان يصل الى مقاليد السلطة قبيل الانقاذ حالنا اقرف الليمون اذا اعترف بأن الواقع السياسى والاقتصادى والاجتماعى كان سببا الا ان الانقاذ عجزت فى الاخذ بيد البلاد والعباد وجرت سياستها عليها وابلاً من التدخلات والعقوبات والاتفاقيات المفروضة وفى النهاية ادت الى فصل البلاد وتمزيقها والوضع الاجتماعى والاقتصادى يؤكد ان السياسات كان حصادها نسبة عالية احيلت الى الصالح العام وتشردت اسر وفقد الاطفال حقهم فى التعليم واصبحوا متسولين ومتشردين يا سيادة الرئيس ان الواقع جعل البعض يقول ( ياريت لو اعادونا لما كنا عليه ) فمن الصعب غض الطرف عن الوضع الراهن مهما حاول البعض تجميله يا سيادة الرئيس المواطن الآن ما عنده التكتح وحاله أقرف الليمون
مطالب الجماهير
نواصل فى النقاط التى استوقفتنى قول الرئيس ( ان منهج الانقاذ مطالب الجماهير واجب وحق على الحكومة ) ولكن للاسف وضعت فى آخر الاولويات وتحولت المحليات المنوط بها توفير خدمات للمواطن الى جباية ضرائب تفرض ورسوم لا حصر لها وكلما اصاب محلية عجز ابتكرت رسوماً لسد عجزها دون النظر الى واقع المواطن الذى يعانى من اجل الحصول على حياة كريمة فى ظل ظروف حياتية ضاغطة ، فالمواطن اصبح مغلوباً على امره ويا ليت الرسوم التى تؤخذ منه تنعكس فى شكل خدمات تعود الى المواطن يا سيادة الرئيس المواطن حقوقه مسلوبة ومعاناته تزداد يوما بعد يوم
بناء السودان
اخيرا وقولك بناء السودان الشمال من جديد هذا يتطلب الكثير من الجهود خاصة فيما يتعلق بالفساد واقتحام بواطنه وتطهيرها من المفسدين وتجميد ارصدتهم وتحويلها لصالح بناء المجتمع السودانى الشمالى فالتغيير والاصلاح اهم متطلبات المرحلة مع الابتعاد عن التعيينات القائمة على الترضية والتوازنات السياسية لانها هى اس قضايانا فلابد من اغلاق باب المجاملات لان الترهل الادارى واستنساخ المناصب ارهق البلاد والعباد.
فالمرحلة القادمة يجب ان تكون فيها الاولوية للمواطن وتخطو الدولة خطوات جادة نحو ازالة المعاناة والانتشال من وحل الفقر واعادة الحقوق المسلوبة فى التعليم والعلاج فوق هذا وذاك حقه فى التعبير عن رأيه فى اجواء ديمقراطية من اجل القضاء على واقعه الما فيه التكتح والحال بالقرف الليمون
المواطن بين ( التكتح ) و (قرف ) الليمون
حسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم.
الصحافة