فوضى وعشوائية الجامعات

المتتبع لحال الجامعات الحكومية والخاصة في بلادنا لايلاحظ فيها سوى الفوضى والاهمال والعشوائية في كل شئ، واختلاط الحابل بالنابل ، لايجد فيها سوى القرارات المرتجلة غير المدروسة واللهث المحموم والتسابق الى الكسب وتحصيل الرسوم وجني المال فقط ، بينما الاهتمام بالطلاب والطالبات ، وبالابداع والنبوغ والتفوق والعبقرية والتحصيل العلمي يقبع في آخر اهتمامات القائمين على امرها
عمادات الطلاب بجامعات بلادناالتي تخصصت في تجارة بيع العلم بمبالغ مالية باهظة تعجز موارد اولياء الامور عن توفيرها او سدادها تركت اختصاصاتهاوواجباتها الرئيسة المناط بها اصلا ، وتجاوزت الاغراض المحددة وفقا للقوانين والانظمة واللوائح التي تتناول ذلك ، وانصرفت بكلياتها الى تحصيل الرسوم الدراسية ، وانذار الطلبة والطالبات الذين عجزت ايرادات ورواتب اولياء امورهم عن سدادها او تكملتها ، ثم منعهم من الدراسة ، وعدم ادخالهم الحرم الجامعي ، واخيرا فصلهم واصبحت هذه مهمتها فقط
ادارة المكتبات لم تعد معنية بتطوير المكتبة الجامعية وترقيتها واستحداث نموذج عصري فيها للقراءة والاطلاع او تمكين الطلاب والطالبات من العثور على ضآلتهم فيها بيسر وسهولة ، بالاضافة لعدم مواكبتها مايحدث عالميا في هذا المجال من مكتبة رقمية واليكترونية وتطور مذهل في هذا الاطار وكذلك الشئون العلمية وغيرها من العمادات المختصة .
لايوجد تقويم واضح ثابت في جميع الجامعات (الحكومية او جامعات بيع العلم)بالنسبة لبداية العام الدراسي ، ولا الفصل الدؤراسي الاول (السمستر بالعربي) ولا الثاني ، ولا بشأن مواعيد الاختبارات ، ولا مواعيد نهاية العام الدراسي الجامعي ووزارة التعليم العالي تقف متفرجة على ذلك بلا رقابة أو مساءلة ، وكل جامعة تفعل فقط مايحلو لها وفقا لمزاج القائمين على امرها
الزي الجامعي الموحد وماادراك ماهو ؟ بالنسبة لبعض الجامعات التي تشترط ذلك والطلبة والطالبات يتفآجئون في بداية كل سنة دراسية بان هناك قرارا قد صدر بتغيير اللون او درجته، وهناك من يقف على الباب الرئيس مانعا اي طالبةأو طالب من الدخول في حال عدم تقيده بالزي الجديد (ومادرى اولئك الذين يصدرون القرارات الارتجاليةان اولياء الامور قد تعبوا وكابدوا وجاهدوا لتوفير غيارين على الاقل لتوفير الزي السائدوالمتبع عادة ) وانه ان كانت هناك نية او اتجاه لتغيير الزي الجامعي القديم فينبغي ان يتم ذلك بقرار مدروس يعلق بلوحة الاعلانات الجامعية قبل نهاية العام الدراسي وليس عند ابتدائه
واذا ماساقتك قدماك بالصدفة الى حرم احدى الجامعات ومايعرف بساحة النشاط الطلابي او الكافتيريا فستصيبك الحيرة والدهشة وتصاب بالغثيان والتقزز من الاثاث الرث المتهالك والكراسي المكسرة والطاولات البالية والاطعمة والمشروبات الرديئة، وليت القائمين على امر هذه الجامعات شاهدوا جامعات العالم المتحضر او تلك الجامعات الاقليمية القابعة في الجوار ليتبين لهم حجم ومقدار التخلف الذي تشهده جامعاتهم ومقدار الرقي والحداثة الذي تشهده تلك الجامعات
اما داخليات الطالبات فحدث ولاحرج وذاك جانب اخر من اللعبة المضحكة والمبكية والمحزنة في السياق نفسه وقد برعت وتخصصت في هذا النوع من الاستثمار ذي الفوائد العالية والعائد المجزي مافيابعينها يعرفون بعضهم بعضا ، حيث بلغ سعر الغرفة الواحدة شهريا (ستة ملايين ج لاربعة طالبات فقط) ( وبعضها سبعة ملايين ومائتين الف ج بدون كهرباء وماء)( واقلها 4 مليون )(بدون أكل وبلا ترحيل وبلا ماء او كهرباء) من اين لاولياء الامور بكل هذه المنصرفات الباهظة ؟ وماهو الحال بالنسبة لولي الامر الذي لديه أكثر من بنت وابن يتواجدون في مثل هذه الداخليات بهذه الرسوم المرعبة المخيفة؟ واين ضمير وذمة هولاء الناس (ملاك هذه الاستثمارات)؟اين صندوق دعم الطلاب من مايحدث من فوضى ضاربة أطنابهافي هذا المجال؟ من المسئول عن هذا النوع من الاستثمار؟ لماذا لاتتدخل وزارة التعليم العالي وتنشئ ادارة مختصة تضع الضوابط الكفيلة لكبح جماح هذه الفئة المتفلتةعلى الواقع وعلى القيم والاخلاق السودانية السمحة؟ نسألك الرحمة واللطف بنا ياألهي
نتمنى ان تهتم الجامعات بمعايير الجودة في مخرجات العملية التعليمية وبتحسين البيئة الجامعية المحفزة للابداع والتفوق وباللطف واللين والرفق بطلابها وطالباتها من حيث تحصيل الرسوم وتفهم ظروفهم ومبرراتهم انطلاقا من واقع الحياة القاسي المؤلم، وان تهتم ايضا بالاستاذ الجامعي وتهيئة الوضع الملائم له للعطاء بلاحدود ، مع ترتيب وتنظيم البيئة الجامعية وتهيئتها بشكل حضاري لائق ، وان تحرص على اقامة علاقة مميزة بينها وطلابها وطالباتها وخريجيها.
كما نتمنى تدخل وزارة التعليم العالي لكبح جماح الفوضى والعشوائية الدائرة في جميع الجامعات الحكومية والاهلية الخاصة وان تضع نظاما محددا لتحصيل الرسوم الدراسية بدلا من ترك الامر لكل جامعة على هواها( بعضها يحصل بالعملة الاجنبية والبعض الاخر بالعملة الوطنية) وأن تكون هناك معايير معينة تسترشد بها الجامعات في تحديد الرسوم(كسمعة الجامعة ووزنها ومقدار ماتتمتع به شهاداتها من قبول) وان تضع تقويما موحدا لبداية ونهاية العام الدراسي ومواعيد الاختبارات تتقيد به كافة الجامعات ، (بالاضافة لوضع مواصفات ومعايير ثابتة للزي الجامعي وضوابط تغييره) ، وان تنشئ ادارة خاصة تعني بذلك كله تستقطب لها اهل الخبرة والتخصص في هذا المجال (وان تشرف اشرافا مباشرا على الداخليات خصوصا داخليات الطالبات قطعا لدابر الجشع والطمع والفوضى الحادثة في هذا النوع من الاستثمار )

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. التعليم في السودان يسير نحو الهاويه وسينزلق من غير أن يحس بها
    ومع تكاثر الجامعات التي أخاف أن يصبح عددها يوماً أكثر من مدارس الأساس نرى العديد من الطلاب والطالبات بها صغيرون في أعمارهم والآخرون همهم الأول تجديد ملابسهم وتغييرها حسب إرضاء الطرف الأخر الذي يتم البحث عنه منذ اللحظة الأولى لدخول الكليه وإلا ويتم وصفك بالمتخلف
    زد على ذلك النشاطات الطلابيه الحزبيه والتي تفرق بين الأخوين من حيث المشاكل والإختلافات الحزبيه حتى وجدنا العديد من الطلاب يجهل الإملاء العربيه ولا يعرف معنى لما هو مكتوب في لبسته من عبارات مكتوبه باللغه الإنجليزيه وبعد هذا وذاك يسمى مجازاً بالطالب الجامعي

  2. إذا كان الغراب دليل قوم فما وصلوا وما وصل الغراب
    هذا البيت ينطبق على من هو على رأس التعليم العالي: الست الوزيرة (سمية)، ومدراء ليس لديهم علاقة بادارة الجامعات (كمال عبيد)، السياسي المستوزر صاحب الحقنة الشهيرة، …. وغيرهما كثر …

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..