ملاحظة هامة فى المفاوضات

منكم شاهد صور المفاوضات بين الحكومة والحركة الشعبية شمال السودان فى التلفزيون ، خاصة عندما يتقابل الطرفان داخل القاعة ، كيف يتبادلون الابتسامات ويتصافحون ،من منكم لاحظ الوجوه التى ليس فيها الا الانبساط بالرغم من ان الطرفين بينهما معارك فى الميدان وجراحات
لحظات جميلة ليت كل سودانى شاهدها ليعرف عزيمة السودانيين ومخزونات التسامح التى لديهم ، وانا عن نفسى سعدت ايما سعادة حين تبادلت الاستاذة بثينة دينار السلام مع الاستاذ حسين كرشوم وليس فى الوجوه الا الابتسامات وهى صورة معممة على كل من سلم على الاخر من الطرفين
الذى يشاهد هذه المشاهد يتساءل لماذا القتال اذا وهذا الرصاص الذى ينطلق هنا وهناك ، ومادواعى استمرار الحرب مادامت النفوس بهذا الصفاء ومادمنا نحن قادرين ان ننسى او نتناسى مابيننا من غبائن ، والسؤال المهم هل بمقدورنا ان نطبق هذه المشاعر الجميلة على ارض الواقع سلاما وحبا
الذى يستفاد من هذه اللحظات التسامحية التى تنقلها شاشات التلفزة والتى غفل عن التركيز عليها حتى المراسلين والقائمين على امر القنوات انها رسالة غير مباشرة للقواعد وانصار الجانبين مفادها انه بالرغم مابيننا من حرب يمكننا التصافى والصفح ، وان السلام اغلى من اى شىء وفى سبيله يرخص الغالى
لحظات المصافحة والابتسامات بين اطراف النزاع رسالة ليست للمجتمع المحلى فحسب بل للعالم اجمع تكشف له معدن اهل السودان ، واخلاقهم العالية ، واعطى درسا للامم الاخرى التى تتقاتل بان من صنع الدموع قادر على صنع الابتسامة ومن اطلق الرصاصة ليس صعبا عليه اطلاق حمامة السلام اذا تمتع بالارادة
ان مالاحظناه بين قيادات المؤتمر الوطنى والموالين له وبين الحركة الشعبية ومن معها يتطلب من الجميع دعمه ، صحيح ان القضايا معقدة وحلها يتطلب مجهودات ضخمة وان الابتسامات لاتعنى نهاية الحرب ، ولكن لماذا لانشجع هذا الجو ونخلق بشانه زخما يشعر من هم بمقر المفاوضات ان الشعب السودانى يؤيد المسلك
امام وسائل الاعلام والشعراء واهل الفن وكل من له منبر مسؤولية كبيرة فى دفع جهود السلام وينبغى علينا ان لاننتظر متفرجين وانما ان نتحرك ونخلق اجواء تهيىء الشارع لعملية السلام والتعايش السلمى ، واذا فعلنا ذلك اقل ماسننجح فيه هو اننا سنحرج كل دعاة الحرب ومن تسول له نفسه التراجع عن العملية السلمية
المطلوب من القنوات الحكومية اتاحة مساحات لقيادات الحركة وحركات درافور للتعبير عن مابدواخلهم من رغبات فى السلام لاشعار الناس ان هذه المؤسسات بها تغيير مصاحب للتغيير فى الساحة السياسية ، ومن المؤكد ان هنالك هامش يسع ذلك ومابهذه الهيئات كوادر قادرة على اخراج برامج ومواد جميلة اذا سمح لهم بذلك
ختاما ان اى تراجع للخلف عن السلام فى المفاوضات ليس له تفسير سوى ان الطرف المتراجع منافق لانه اظهر الصفح والتسامح والابتسامات وابطن غير ذلك بدليل تراجه ، وعلى الجميع ان يرفضوا ذلك وان نقف له بالمرصاد وان يجد منا الادانة الكاملة … جعل الله السودان سخاء رخاء وحفظ اهله من كل سوء
وهل الذين يتفاوضون الان في اديس هم الذين تسببو في كل هذه الحروب
وهل الذين يتفاوضون الان في اديس هم الذين تسببو في كل هذه الحروب