“الوطني” ينشط ضد المفاوضات

التعتيم الكبير على الخبر جعله يفلت من “ديسك الأخبار” في كل صحف الخرطوم، وينجو من شبكة المخبرين المنصوبة بعناية ماهرة، بُغية اصطياد الأنباء. لكن قوانين مجلس شؤون الأحزاب والتنظيمات السياسية قادت الخبر إلى أقسام الإعلانات بعدد من الصحف، فكان ظهور الخبر كمادة إعلانية.
الخبر الذي أعنيه، هو اتجاه الجنرال المنشق عن الحركة الشعبية قطاع الشمال اللواء عبد الباقي قرفة، لتكوين حزب اسمه “الحركة الشعبية ? أصحاب القضية الحقيقيين”. أما الإعلان الذي قصدته، فهو عن تكوين الحزب نفسه، والذي تم نشره أمس في أكثر من صحيفة، كشرط لازم يفرضه مجلس شؤون الأحزاب على التنظيمات السياسية حديثة التكوين، بُغية إشهار تأسيسها.

شخصياً لا ألوم الزملاء في الصحف المختلفة على سقوط الخبر الضجة، لجهة أنه جاء مباغتاً، وتم تدبيجه بعيداً عن الأعين، تماماً مثل حادثة انسلاخ الجنرال عبد الباقي قرفة من الحركة الشعبية. ومعلوم بالضرورة، وغير منكور بالوقائع، أن الجنرال “قرفة” ظهر لكاميرات الصحافة الخرطومية لأول من خلال برج الفاتح الذي كان منصة لإعلان خبر انشقاقه عن الحركة الشعبية، بعد أن ملأت (عيون) محددة باحة المؤتمر، وهي تقدم الجنرال في ثوبه الجديد. المهم أن الجنرال الذي خرج عن الرفاق مغاضباً، أصبح أمراً واقعاً، احتفت به صحافة الخرطوم، بمثل احتفاء الحزب الحاكم به، قبل أن تنحسر عنه الأضواء، ويبقى أثراً بعد عين، مع أنه كان ملء الأسماع والأبصار.

الآن يعود الجنرال المثير للجدل ذاته ليخلع عنه البزة العسكرية، وينزع عنه لامة الحرب التي كانت سمة لازمة له طوال سنوات العراك المسلح ضد حكومة المركز، من كابينة الحركة الشعبية قبل وبعد انفصال جنوب السودان.. يعود الجنرال ليقدم أوراق اعتماده لدى مجلس الأحزاب السياسية الكائن بضاحية بُري شرق الخرطوم، رئيساً ومؤسساً لحزب (الحركة الشعبية ? أصحاب القضية الحقيقيين). ويبدو واضحاً أن الجنرال ناقمٌ على الطريقة التي تدار بها أزمة جنوب كردفان، وهو ما دفعه للانسلاخ عن رفاق الغابة والتحرير، لـ”يندغم” في الحياة السياسية، باحثاً عن منصة جديدة تعالج قضية أهله، بعدما تلبسته ظنون كثيرة – وربما يقين راسخ – بأن قضية الجبال قد تم اختطافها.

وربما لكل هذه الأسباب سارع الجنرال إلى إيداع أوراق اعتماده كمؤسس للحزب لدى مجلس شؤون الأحزاب والتنظيمات السياسية، وهذا من حقه. لكن إذا قمنا بتفحص أهداف وأجندة الحزب، وإذا أعدنا النظر إلى العضوية الواردة في ديباجة التأسيس، نجد أن أكثرية الأسماء تقطن الخرطوم، وهذا ببساطة يتناقض مع الهدف الرئيسي للحزب الجديد الذي يزعم أنه يتحدث بلسان “أصحاب القضية الحقيقيين”.

وقطعاً سيكون مقعناً إذا كان كل مؤسسي الحزب من أهل الوجعة، فعلاً لا قولاً ولا ادعاءً؛ لأن قضية الجبال ليست في حاجة إلى حزب خرطومي. وإلا فإن الخطوة تعني استنساخ تجربة حزب (الحركة الشعبية ? جناح السلام) بقيادة الجنرال دانيال كودي والقيادية تابيتا بطرس شوقار. ومعلوم أن هذا الحزب تحديداً لم يتمكن من حل أزمة الجبال.

صحيح أن ركون الجنرال عبد الباقي قرفة للسلام وتفضيله العمل السياسي على العسكري، أمرٌ جيدٌ، ويُحسب له، لكن توقيت نشوء الحزب الجديد، يبعث على الأسئلة الملحاحة. خاصة أن صناعة الحزب وتسجيله يأتي في وقت تقوم فيه الحكومة بمفاوضة الحركة الشعبية في أديس أبابا، وهو ما يمكن أن يلقي بظلال سالبة على المفاوضات برمتها، خصوصاً أن الخلاف بين من يسمون أنفسهم بـ”أصحاب القضية الحقيقيين” وبين “أصحاب البندقية المنصوبة”، لا يزال حياً.

صحيفة (الصيحة)

تعليق واحد

  1. يا الجلال- نحن كقراء لا نثق في صحافة وصحفيي الخرطوم- كلكم يا عزيزى مرتزقة – خبرى كيف تكون هنالك صحافة حرة وجهاز الامن هو من يسيطر عليها وهذا بالطبع عائدا الى طبيعة الدولة البوليسية …كفى تهريجا ولعب بضمير المواطن الغير مسيس . نحن نعرفكم تمام – قلة هي التي تمسك على جمر الحقيقة!!! اكلوا توركم ومتنسوا مظاريف جهاز الامن…والعزومات التي تذهبون اليها…ضياء الهندى كلكم معرسين لنظام قمعى…ضياء عمل فيلا والهندى مطبعة ورارصدة في البنوك…يا حليل زمن رجال الصحافة وعبد الله رجب ومحجوب عثمان وعمنا التجانى الطيب والخاتم علان عليهما الرحمة!! تبا لكم يا صحفيى الإنقاذ.

  2. يا الجلال- نحن كقراء لا نثق في صحافة وصحفيي الخرطوم- كلكم يا عزيزى مرتزقة – خبرى كيف تكون هنالك صحافة حرة وجهاز الامن هو من يسيطر عليها وهذا بالطبع عائدا الى طبيعة الدولة البوليسية …كفى تهريجا ولعب بضمير المواطن الغير مسيس . نحن نعرفكم تمام – قلة هي التي تمسك على جمر الحقيقة!!! اكلوا توركم ومتنسوا مظاريف جهاز الامن…والعزومات التي تذهبون اليها…ضياء الهندى كلكم معرسين لنظام قمعى…ضياء عمل فيلا والهندى مطبعة ورارصدة في البنوك…يا حليل زمن رجال الصحافة وعبد الله رجب ومحجوب عثمان وعمنا التجانى الطيب والخاتم علان عليهما الرحمة!! تبا لكم يا صحفيى الإنقاذ.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..