حقوق الصحفيين … بين الحكومة والمعارضة

بمثل ما ان السودان ملىء بالمنظمات التى تدعى الدفاع عن حقوق المشردين او الشرائح الضعيفة وهى لاتفعل ذلك او تمارسه وتوظف مناشطها لاشياء اخرى قد يكن من بينها الاستقطاب السياسى نحن كناشطين فى مجال الحريات الصحيفية وحقوق الانسان ايضا نقر بان هذه العدوى انتقلت لبعض مؤسساتنا العاملة فى هذين المجالين وبدلا من ان تتم المناشط والدورات التدريبية لصحفيين بغض النظر عن ايدلوجياتهم ومؤسساتهم التى يعملون بها بات الاختيار يتم على اساس التصنيفات السياسية
اذا كنت صحفيا مستقلا فليس لك مكانا فى مناشط المنظمات التابعة للحكومة او المعارضة “نعم هنالك منظمات تابعة للطرفين وتعمل تحت الغطاء الطوعى والانسانى ” وماذلك الا لانك لايستفاد من منك من قبل المعارضين او الموالين ولن تكن كادرا تابعا لهم فى المستقبل لذا تجد الابعاد وعدم الاهتمام وان كانت المنظمة المعنية قامت من اجل حقوق الانسان بشكل عام الصحفيين خاصة
الوسط الصحفى يعانى اشد المعاناة من هذه المشكلة التى مكانها القوى السياسية وليست اوساطنا الصحفية ولكن لان هنالك صحفيين يعملون لحساب تنظيمات سياسية ولايفصلون بين المهنية والولاء السياسى للحزب ظهرت التفرقة والضحية هو الصحفى الحر المستقل الذى لايميل الى هؤلا او اولئك ولان غالبية فرص التدريب الداخلية والخارجية اما لجهات تابعة للحكومة ابتداء من اتحاد الصحفيين ومجلس الصحافة او منظمات تابعة للمعارضة
عدم المهنية وتقديم اجندة الحزب على العمل الصحفى بالبحت هو ماقاد لان يصبح وسطنا الصحفى منقسما بين اتحاد وشبكة وروابط اعلاميين وغيرها ، اما وزارة الاعلام فهى غائبة عن هذا المشهد تماما وان كان يجب ان تكن قريبة من الاعلاميين بمختلف توجهاتهم وتعوضهم عن الفرص التى فقدوها فى المنظمة التى تختار مستهدفيها على اساس التصنيف السياسى
قلنا ان الحكومة ليست ديمقراطية ولاتهتم فى اختيارها للمستفيدين من هكذا برامج بشفافية والضابط فى اختيارها الولاء ولكن ان ينتقل هذا الامر الى مؤسسات تصيح ليل نهار انها حارسة الديمقراطية والحريات والعدل والمساواة ينبئنا ان من هنا وهناك طينة واحدة وعنصر واحد فى هضم حقوق الانسان وان قضية الحريات وحقوق الانسان هذه ماهى الا مظلة للعمل السياسى والتنظيمى
الصحفى الذى اختار طريق الحرية والاستقلال وعدم الولا لاى جهة سياسية والاذعان لتوجهاتها يعرف ضريبة هذه المهنية وحجم المعاناة التى سيجدها فى طريقه كما انه من المؤكد له من العزيمة مايعينه على تجاوز اى صعاب وذلك ببساطة لانه يعتمد على نفسه فى التطوير ورفع القدرات ولكن الذى يرهن نفسه لتنظيم سياسى لكى ينقله من مربع الفشل التحريرى والاخفاق فى فهم متطلبات المهنة والمهنية الى مرحلة متقدمة فى هذه المحاور لن ينل ذلك ودونكم وسطنا الصحفى كم عدد الذين اشرفت عليهم تنظيماتهم عبر منظماتها وواجهاتها الطوعية ولكن اين هم من الاحترافية
اتوقع من هؤلاء ان ينعتونى بالطابور الخامس وغيرها من الصفات التى تطلق على كل من يختلف معهم فى وجهات النظر كما اننى متوقعا من اولئك ان يصفوننى باننى تابع للنظام او حاسد ، وهى ردات فعل طبيعية للسياسيين الذين تنتهج تنظماتهم هذه الاشياء حتى الان ، ولكن اذا كانت المنظمات التى اتحدث عنها مهنية بحتة فستراجع امرها وتشكر من قدم لها النصح …. لك الله ايها السودان
هذه حقيقة مرة ومؤسفة فتحولت المسألة لشلليات وتبعيات لاعلاقة لها بالمهنة