رفقا أيها الساسة

هى مناشدة لكل من تصدى للشأن العام فى بلدى من الساسة وأشباه الساسة وراكبو موجة السياسة مرورا بحارقو البخور الذين لا يهمهم سوى إستلام المعلوم فى الساعة والحين ولترسو السفينة مكان ما ترسو أو حتى إن غرقت .
المعلوم فى شئون الحياة عامة أن الفرد أو الجماعة يتقدموا الصفوف أو يقدمهم الناس من أجل تقديم أحسن ما عندهم من فكر ونماذج للحكم يعود نفعهاعلى الجميع ، والقياس فى هذا رضا الناس عن الذى لمسوه بأيديهم وشاهدوه بأم أعينهم وعن عدالة عمت بلدهم فأصبحوا فيها سواسية لاغبن فيها و لا محاباة ولا إحساس بالدونية ،هذا القياس أمره سهل فى المجتمعات المتقدمة حيث يكون الحكم بمنتهى التجرد من أى ميول جهوية أو فيها لبوس دين إنما الحكم مجرد عن ما ذا قدم الحزب أو الفرد المنتخب من قبلهم لا شيئ سواه.
بالمقارنة البسيطة لهذه الأحكام السائدة عند الدول المتقدمة نسبيا وحالنا نجد أن البون شاسع ، والسبب يكمن فى أمرين الأول تأخر المجتمع عندنا بسبب الأمية التى ما زالت سائدة عند الكثير فى مجتمعاتنا والأمر الثانى عجز النخب المتهافته على العمل العام فى المجتمع السودانى دون برامج واضحة تقدم فيها الأحسن الذى يقود البلد خطوة للأمام .
بقى أن نضيف لهذين العاملين ثالث وهو الأكثر سؤا وهى تفشى ظاهرة العنف بحيث يكون تحقيق الأهداف والبرامج عن طريق القوة والسؤال البسيط الذى يفرض نفسه هو كيف يطئن أناس لسلامة برامجى وأن قد جئت لتحقيقه بقوة السلاح .
فى مثل هذه الأحوال يكون الحافز للمجموعة الأخرى التى تريد أن تحكم هو حمل السلاح وما فيش حد أحسن من حد وهكذا تدور الدائرة الخبيثة ،والحصيلة فقدان كثير من الأرواح وتأخر البلد .
ببساطة شديدة لن يستطيع أحد مهما بلغ من سطوة أن يحكم الناس وهم له كارهون مهما تعامى عن الحقيقة ، عليه يكون أقصر الطرق للتقدم واللحاق بالأمم المتقدمة أن يتراضى الناس على طريقة حكمهم وإن طال الزمن . هذا أو الطوفان
[email][email protected][/email]
يبدو أن الطوفان هو الأقرب ، هذا إن لم يطول ويتطاول بنا الزمان .. اللهم إلا إذا حدثت معجزة ( وذلك أمرغير مستبعد ، فالشعب السوداني لطالما صنع المعجزات وهي معروفة ومعلومة بالضرورة لكل الأجيال) ..
ولأن الأمر ليس أمر تشاؤم وتفاؤل بقدر ما أنه مقايسة ومقاربة للمشاهدات والوقائع الآنية ،إذن علينا أن نعول على معجزة الشعب وإن طالت لأن سواها لا ينبئ بخير ..
والله غالب على امره.