في أي بنك تصرف صكوك الاعترافات المتأخرة للاسلامويين ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

مراجعة المواقف الفكرية ..ومن ثم السياسية إن كانت مرتبطة بها..شئ مألوف ومحمود ولا غبار عليه..وتأتي في أطار النقد الذاتي الذي يقود إلى تغير المواقف وتصحيحها.. لكن أسئلة كثيرة تطل برأسها .. ولا تعفي أصحابها من المسئولية الأخلاقية والدينية والسياسية .. عقب كل مراجعة أو نقد ذاتي .. وفي المجال السياسي يأتي دائماً تجاوز هذه المزالق من خلال سلطة الدولة المخولة باتفاق الأطراف كلها وتفويضها لمن يُولَى السلطة السياسية لرعاية المصالح العليا للدولة..مثل قرارات العفو العام أو الكوديسا في جنوب أفريقيا.. ولكن من أصعب الأمور في التجاوز ..المواقف السياسية التي ربطت بالدين ..لأنها وعبرها فقط تمت آلاف التجاوزات والجرائم..وبقدر استحلت العصبة الحاكمة الدماء والأعراض والمال الحرام عبرها..قذفت القائلين بغيرها باتهامات الكفر والزندقة والفسوق والردة وما شاكلها من هذا السيل.. وهذا ما يجعل الحديث عن ضرورة عدم السماح بتكوين أحزاب دينية ..إبعاداً للمواقف السياسية من التزين بلباس الدين والتقديس كونها فعلاً بشرياً صرفاً أكثر من كونها نكاية في توجه أو حزب أو نظام كما يتم الإيهام به.
من هنا يأتي الحديث عن رجوع الكثير من رموز الاسلام الإخواني من مسلمات وثوابت ظلوا ينتاشون منتقديها ومعارضيها بكل ما هو قبيح. فهل يقبل مثلاً من علي عثمان الذي سام الناس سوء العذاب عبر النظام الذي من أجله دبروا مؤامرة السطو على الديمقراطية بليل ..أنه يجب مراجعة شعار الاسلام هو الحل ؟ ءالآن بعد كل هذا الفشل وبهذه البساطة ..لا ورب الكعبة..فهذه ليست إلا بضاعتنا ردت إلينا ولا ميزة فكرية أو سياسية أو أخلاقية تنسب إليكم فيها وإنما الخزي والجرم والعار والشنار.
وهل يتوقف القول عند ضرورة مراجعة الشعار فقط .. أم الكفر البواح بجملة النظام الذي صيغ عبر هذا الشعار الزائف؟ الحق اننا سنكون في تمام الغفلة إن سرت علينا مثل هذه الأباطيل مرة أخرى.. تلك التي جعلت من الاسلام نظاماً أمنياً قابضاً فاسداً ومفسداً والإسلام وأهله بريئون منها..
وقس على ذلك اعترافات مبارك الكودة من فساد تمويل الحزب من مال الدولة..وهو ليس بجديد على معارضي النظام..ولو أن اعترافه يؤكد ما بحت أصوات المعارضين من أجله.
لكن ما يوازي ما سبق من حديث ..هو السؤال الجوهري..هل حدث تغير فكري يثور على كل تراث القمع السياسي على مدار التاريخ ما بعد الخلافة الراشدة ؟ الواقع أن هذا هو فكر المحشورين في زاوية الفشل عبر التجربة الطويلة..فحتى عند سقوط النظام الحتمي..والسماح بحريات للجميع..فسوف يظل هذا التراث الثقيل محمولاً على العبارات التي تتناسب مع العصر.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. اولا يجب الفصل بين الاخوان المسلمين (الانقاذ) و الدين الاسلامي. ثانيا يجب الفصل بين نظام الانقاذ واي نظام اخر للحكم في عصرنا هذا ،مهما كانت مرجعيته واسمه.
    في موضوع الانقاذ ، ليس هنالك مرجعية سواء ان كانت اسلامية او بوذية. ليس هنالك طريقة للحكم معروفة . هذه مجرد عصابة ظلت لدة 25 عاما في شكلها و مضمونا الهلامي وقد نجحت في الاستمرار لانه لا يوجد رجال على مستوى الفكر السياسي و لا يوجد رجال على مستوى الاخلاق العامة . و يوجد رجال على مستوى النخوة والعزة و الكرامة . لا يوجد رجال على مستوى الشجاعة و الرجالة الشعبية. يعني لو كان في رجال على مستوى رجال الانادي لما لحق بنا ما لحق.
    اما اذا ارتقينا الى اعلى ، فليس هنالك مفكر واحد . هنالك الخواء و العدم .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..