بورتسودان ولّع : شُرطة صفا ..ميديا إنتباه !

خبر صغير ، مدعوم بالصورة – والصورة – غالباً – لا تكذب – قرأته فى موقع ( الراكوبة ) ، عنوانه (( الشرطة تُحاصر حى( ولّع) لتنفيذ قرار والى البحر الأحمر ” أيلا ” بإزالة الحى )) ، ومثل هذه الأخبار تمُر – عادة – دون شد الإنتباه ،وتبقى بعيداً عن المُتابعة اليوميّة ، إلى أن تقع ( الكارثة ) ، لتصبح – وقتها – خبراً يصلُح للتداول المُكثّف فى وسائط الميديا المُختلفة، وذلك ببساطة ، لأنّ وسائل إعلامنا الرئيسيّة ، تفتقد ” حساسيّة حقوق إنسان ” و تكون دوماً مشغولة ، و مُنشغلة بأجندات و أخبار أُخرى ، تراها أهم ، من مثل هذا الخبر ( الصغير ) ، رغم أنّه بالغ الأهميّة فى حياة الناس العاديين !. وهكذا ، يمضى التيار الرئيسى فى التتنافس والتبارى المحموم ، فى مُلاحقة سرد تفاصيل ” الماجرى ” مثل أخبار التفاوض ” السيركى ” فى أديس أبابا ، الذى أعلن السيد إمبيكى ( تعليقه ) إلى أجلٍ غير مُسمّى ، بحجّة منح المُتفاوضين مزيداً من الوقت للتشاور!.
إزالة الأحياء التى عادة يسكنها الفقراء ، تعنى بلغة أُخرى ، ( هدم منازل السُكّان ) ، وهذا الهدم عادة يتم عبر إجراءات قسريّة ، وقمعيّة ، يتجلّى فيها (عُنف الدولة ) ويُخلّف وراءه ، إنتهاكات حقوق إنسان جسيمة وفظيعة ، ترتكبها الشُرطة ، التى – وللمفارقة – تُصر – دوماً – على تذكيرنا بشعارها الأخّاذ ” الشرطة فى خدمة الشعب ” ، وتُفسّر سلوك مُنتسبيها ، بأنّه يتم لحفظ ( النظام العام ) ، و ( ممتلكات وأرواح المواطنين ) ، و( هيبة الدولة ) ثُمّ يبدأ – بعد وقوع الفأس فى الرأس – مُسلسل لجان التحقيق فى الكارثة ، ولكن ، بعد فوات الأوان !.
ولأنّ ذاكرة الناس البسطاء ، لا تنسى ، فإنّنا نُذكّر ، شرطة بورتسودان ، بالجريمةً النكراء ، التى إرتكبتها ( قُوّات ) قيل أنّها جُلبت ” جوّاً ” من ( المركز )، لتأديب إنسان ( الهامش )، يومها ، إذ مازالت جراح بورتسودان تنزف ، من جرّاء الدماء التى أُسيلت، والأرواح التى زُهقت فى (( أحداث بورتسودان الشهيرة فى يناير 2005 ))..ويومها ، قالت الأخبار ، أنّ ” مُشرف” المؤتمر الوطنى فى الولاية ، إيلا ، قفز لمنصب ( الوالى ) ، بعد أحداث بورتسودان ، التى قيل – أيضاً – أنّها كانت ضمن الأسباب التى أطاحت ، بالوالى السابق حاتم الوسيلة !.وهذا حديث يُطول !.
بعد الإشارة لذاك الخبر ( التحذيرى ) ، وتدوين هذا المقال (التنبيهى ) ، لا نملك ، فى هذه اللحظة الحرجة ، سوى تنبيه قيادة الشرطة ، والقوّات النظاميّة الأُخرى ، من مغبّة التفكير فى اللجوء للحسم القمعى ، وندعوها – إن كانت هى فعلاً فى خدمة الشعب – أن تبقى بلغة القوات النظامية ، فى حالة ” صفا ” ، وعلى الميديا ، فى بورتسودان والخرطوم ، وعلى نشطاء وناشطات حقوق الإنسان ، فى أىّ مكان ، البقاء فى حالة ” إنتباه ” ، وذلك ، برفع درجات اليقظة فى الرصد والتوثيق .. وأكاد أرى تحت رماد خبر مُحاصرة الشرطة ، لحى ” ولّع ” ببورتسودان وميض نار، وأخشى أن يكون لها ضرام ! . وآمل أن تستبين الشرطة النصح قبل ضُحى الغد!.

فيصل الباقر
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ابتلاء السودان بكتاب مواضيع مثل هدا المدعوا فيصل الباقر الدي يكتب بدون ادراك ووعي للحقائق فقط من أجل الأثارة و التحريض .. هل تترك الحكومة و السلطات الأمنية كل من تغول على ارض الغير أو الأراضي الحكومية و بناء فيها بيتا من الصفيح و الخشب أو حتي
    من الطوب و الخرسانه .. أين هيبة الدولة و النظام ؟ حي ولع من الأحياء القديمة و لكنها بدون اوراق ملكية للسكان أو تخطيط .ارض حكومية أقيم عليها حي سكنى عشوائي ..
    كبف بكون هنالك حي بدون تخيط توفر له الخدمات و الأمن .. لمادا امتثل أهلنا البجا الدين كانوا يقيمون في الاراضي بين حي المطار و الميرغنية قبل شهرين لقرار السلطات و اخلوا اماكنهم و حزموا امتعتهم و رحلوا و هو نفس الوضع الدي عليه حي ولع مواطنين يقيمون علي اراضي لا تعود لملكيتهم و على السلطات ان تطبق النظام مهما كانت ردود الأفعال لأنها بغير حق ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..