شكوك حول اليونميد

برز هذه الايام اسم البعثة المشتركة للامم المتحدة والاتحاد الافريقى الى السطح خاصة بعد الاتهام الذى وجهته لها المتحدثة السابقة باسمها عائشة البصرى ومفاده انها ارتكبت عدة انتهاكات وتسترت على جرائم فى الاقليم ، وهو امر جعلها محل شكوك الكثيرين بما فيهم الحكومة السودانية التى اتهمها بالقصور فى حماية المدنيين واعتبرتها عبئا على القوات المسلحة وبعثت لها رسميا باسترتيجة للخروج عن دارفور
نحن فى وسائل الاعلام لنا ملاحظات خاصة على عمل بعثة الامم المتحدة والاتحاد الافريقى ففى الوقت الذى كانت فيه بعثة الامم المتحدة فى السودان اليونميس التى اتت بموجب اتفاقية السلام الشامل تاخذ معها صحفيين فى مناشطها وتعقد مؤتمرات صحفية دورية بمقرها وتتيح التواصل مع ناطقها الرسمى درجت اليونميد على تغييب الاعلام الا من نشرتها الدورية التى تاتى للاعلاميين جاهزة ونادرا ماتعقد مؤتمرا صحفيا لاطلاع الراى العام على مايجرى كما ان المتحدث باسمهما كثيرا مايصعب الوصول اليه اما مرافقتها فى اى حدث ميدانى كبير فهى قليلة جدا
ان تعمد البعثة المشتركة للامم المتحدة والاتحاد الافريقى فى دارفور اليونميد تجاهل الاعلام المحلى يجعلنا نحن كاعلاميين نضع عدة تساؤلات بشانها ،من قبيل لماذا لاتريد ان يطلع الاعلام الوطنى على ماتقوم به ميدانيا او معرفة راى المواطنيين فى المناطق البعيدة التى تذهب لها حول ماتقدمة البعثة ،ولم تعتمد على النشرات ولاتعقد مؤتمرات صحفية لتتيح للصحفيين مساءلتها عن بعض الامور التى تحتاج الى توضيحات
اننا كصحافة وطنية نطالب بان تراجع اليونميد استراتيجيتها الاعلامية وتعاطيها مع الاعلام الداخلى لان الطريقة التى تمارس بها عملها الاعلامى تفتقد الى الشفافية ،كما انها تبعد الراى العام المحلى والعالمى عن حقائق كان يفترض ان ينقلها طرفا محايدا او يتمتع بثقة المواطن هو صحافة البلد ،وهى بهذا المسلك حرمت نفسها من شهادة وسائل الاعلام الوطنية التى لايمكن ان تشهد ايجابا على عمل بعثة اليونميد وهى لم ترى لها شئيا باعينها فى الميدان
عندما نطالب بالشفافية فى عمل اليونميد نريد ان نعرف حقا من المخطىء والمرتكب للتجاوزات ، ونتاكد معها فى الميدان من وجهات نظر اصحاب المصلحة سيما النازحين ،ولكن ان نستبعد بقصد اوبغيره كصحافة محلية يعنى اننا غير مرغوب فى ان نتعرف على الحقيقة وننقلها ، واتهامات البصرى التى اطلقتها غير مستبعدة وان كان هنالك تحقيقا دوليا قد تم لان التحقيق ايضا جرى فى الخفاء ولايمكن للمجتمع الدولى والامم المتحدة ان تجرم نفسها التى هى بعثتها فى دارفور
حرصا على الحقيقة ومصحلة وطننا واهلنا يجب فرض تواجد الصحافة الوطنية بتنوعها فى الاحداث الكبيرة مع بعثة اليونميد لكى تكن هى شاهدة وتمنع الحقائق والوقائع من اى تزييف محتمل ، وعلى هذه البعثة ان تطبق اخر توصية لمجلس الامن فى تقريره بشان نتيجة التقصى حول اتهامات عائشة البصرى والتى دعا فيها لمراجعة سياستها الاعلامية لتبقى هذه المطالبة اعتراف صريح بالمخالفة والتقصير الذى لاندرى ماذا لحق سوداننا بسببه ولانعرف حجم الظلم الذى حاق باناس لم تنصفهم فى غمرة تقصيرها المعترف به دوليا