الخيار بين الصراخ عبداً..وتلقى الرصاص حراً

بسم الله الرحمن الرحيم

لم يكن مداد مقالنا قد جف بعد ..وقد تطرقنا لما يعرفه الجميع عن الطبيعة الأمنية للنظام ..وتصوير الدولة كدولة دينية زوراً وبهتاناً دون أن يسنده الواقع على الأرض..لم يكن المداد قد جف حتى خرجت التسريبات متوافقة مع ما يعرفه الشعب السوداني .. مبينة طريقة تفكير النظام ورؤيته تجاه جملة السودانيين..وكيفية تصنيفه لهم..والمثير ان الوثائق المسربة التي يبادر النظام بإنكارها..تقع مع ما يعرف الشعب عن النظام وقع الحافر بالحافر..ولكننا سنهتم بشيئين :
الأول وضع الشعب كله أما خيارين في حالة عدم انضمامه للنظام..أولهما بعد سيل الأوصاف السوقية ..أن يعارض كما يشاء دون تجاوز ما سميت بالخطوط الحمراء ..وكان المفكر المرحوم محمد أبو القاسم حاج حمد قد أسمى ذلك بسياسة أرعى في قيدك..ولكن الأمر تطور الآن إلى أن تكون عبداً ذليلاً تكتفي بالصراخ وأنت في قيدك..أما الخيار الآخر فهو تلقي الرصاص إن كان إحساسك بحريتك دافعاً إلى التعبير عن رفض الظلم علناً..ولا يرحمك هذا الخيار حتى لو لجأت إلى المنظمات الدولية التي يسخر من اللجوء إليها على طريقة (شكَل الأطفال..) حيث يعيرون بعضهم بالشكوى للكبار.
أما الجانب الآخر فهو عن جدوى مثل هذه التهديدات وخلفياتها..وإذا بدأنا بالأخيرة..فإنها تنبني علي الأسلوب المسمي بالردع..حيث اللجوء على أقصى درجات العقاب وهو القتل مع أي تحرك مضاد مهما كان صغيراً..وهو الذي يتبعه داعش بجز الرؤوس ..ويتبعه النظام منذ إعدام مجدي وجرجس وحتى يوم الناس هذا ..لكن الأفظع داخل المدن كان في هبة سبتمبر حيث فجرت رؤوس الشباب وصدورهم لمجرد التظاهر..أما إذا تحدثنا عن جدواها..فلئن كانت بدايات النظام قد يكون وجدت صمتاً غالباً ..فمن الخطأ اعتبار ذلك خوفاً..بل كان يأساً من ممارسات النظم الطائفية في الديمقراطية ..علاوة على الشعار الإسلامي ودعاوى حسم التمرد..أما الآن..فإنها تعبير عن أزمة النظام وتوجسه من ناحية..وطبيعة التحالفات القذرة مع بعض رموز الإدارة الأهلية من ناحية اخرى ..ودائما يقال أن عصا الخواف طويلة..أما أن يردع أحراراً لهم رأيهم وفعلهم في مناهضة النظام وإسقاطه..فهيهات.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. . ما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة … الوطن لا يتسع للحرامية و السغاحين … التخلية قبل التحلية …. لا بد من بتر الايادي المعفنة والمريضة … لا بد من عملية جراحية عميقة مهما كلف الامر وبعدها يكون التعمير … التعايش مع السفاحين مستحيل … لا بد من دفع فاتورة صمتنا لمدة 25 عام .. من أجل وطن معافى من السفاحين واللصوص .. لا تصالح .. لا تحاور .. الغايات الشريفة تحقق بالوسائل الشريفة .. الوسائل الغير شريفة تدنس الغايات الشريفة 0123652351

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..