علماء الجهل يقررون من يحكم السودان!

الغربيون يا سادة ليسوا أغبياء حينما قيدوا فترة حكم الرئيس مهما كانت انجازاته بدورتين فقط فى الغالب لا تزيد عن 8 سنوات، هذا لم يسقط ذلك الرئيس بعد نهاية الدورة الأولى.
لقد ادركوا بأن السلطه المطلقة مفسدة مطلقة وأن البقاء لفترة طويلة على كرسى الحكم لابد أن يؤدى الى الطغيان والأستبداد حتى لو حقق الرئيس المزيد من الأنجازات شوارع ظلط أو سدود)، أحيانا يتم الأعلان عن أفتتاحها قبل اكتمالها اغاظة لأوكامبو!
والتجارب الحديثة فى العديد من الدول أكدت بأن رحيل الحاكم بعد فترة مناسبة افضل كثير جدا من بقائه ومهما كانت المبررات ، فالشعب التونسى كرم رئيسه الأسبق (بورقيبه) صانع الأستقلال بالحكم مدى الحياة، فوصل الرجل أرذل العمر و(خرف) وقيل أنه كان يتغوط آخر أيامه فى ملابسه وصدرت منه تصريحات وقرارات لا يمكن أن تصدر من شخص عاقل مما أدى لتدخل الجيش وتحول النظام الى ديكتاتورية فاسدة جعلت الشعب التونسى فى حاجة الى ثورة ودماء غزيرة أريقت للتخلص منه ونفس الشئ حدث فى ليبيا ومصر ولا زالت الدماء تجرى وتسيل.

لذلك بدلا من ان يعظ (العلماء) أن كانوا فعلا علماء الحكام الذين (هرموا) بالتخلى عن السلطة طواعية وأن يقيموا ديمقراطية حقيقية غير مزورة، تجدهم يدعمونهم بخداع الشعب وتضليله وترهيبه، لكى يستكين ولا يخرج عليهم فى ثورة أو حتى باسقاطهم فى الأنتخابات. وكيف يفعلون ذلك وهم علماء (سلاطين) وفاقد ثقافى، فتحت أدمغتهم وأدخلت فيها كتب صفراء ومفاهيم باليه عمرها يزيد عن 1200 سنه ، لذلك فهملا يعترفون بسنن الكون وبحتمية (التطور) الذى نسبه رب العزة الى نفسه فقال عنه (كل يوم هو فى شأن).
أستمعت لأحد اؤلئك (العلماء) بزعهمهم فى خطبة الجمعة الماضية منقولة من أحد المساجد فى الخرطوم، عبر اذاعة سودانية، والرسالة التى كان يريد أن يوصلها ذلك (العالم) بزعمه للأمة السودانية، أن يبقى (عمر البشير) على كرسى السلطة رغم فساده وفشله فى الحكم وفصله للجنوب وتخريبه للأقتصاد وقتله للملايين وتشريده لأضعافهم.

ذكر ذلك (العالم) بزعمه حديثا متداولا فى باب عدم جواز عزل الحاكم واضح من صياغته ومعانيه، أنه كان صالحا لفترة معينة من الزمن، وفى أكثر من مرة قلنا “لسنا مع محاكمة التاريخ لكننا ضد استعادة ذلك التاريخ ليحكم العصر الحديث بمفاهيم لا تناسبه”.

ونحن لا نشكك فى صحة حديث نبوى ولا فى نبؤة محمد (صلى الله عليه وسلم) ولا ينبغى لنا ذلك، لكننا نسأل العقلاء والأذكياء الحريصين على دينهم الا يشعرون حقيقة بأن بعض المفاهيم قد تصلح لعصر سابق لكنها ما عادت تصلح لهذا العصر وما يليه من عصور؟ ولماذا يشعرون بالحرج من البوح بما يحيك فى انفسهم والتفكر والأجتهاد مطلوب فى كل شئ الا فى ذات الله، ونحن فى عصر العلم؟

الشاهد فى الأمر برهن ذلك العالم (بزعمه)، على قوله بهذا الحديث الذى يحتاج الى وقفة تأمل:
“حدثنا مسدد حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة عن أبي التياح عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة” رواه البخاري.
شرح معنى الذبيبية:
“الزبيب المأكول المعروف الكائن من العنب إذا جف ، وإنما شبه رأس الحبشي بالزبيبة لتجمعها ولكون شعره أسود ، وهو تمثيل في الحقارة وبشاعة الصورة وعدم الاعتداد بها”.
فهل يعقل فى عصرنا هذا الذى حرم وجرم فيه (الأسترقاق) أن يقال لشعب (عليكم بطاعة الحاكم حتى لو كان عبدا حبشيا له ذبيبة على رأسه)؟

حديث آخر:
“عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ إِنَّ خَلِيلِى أَوْصَانِى أَنْ أَسْمَعَ وَأُطِيعَ وَإِنْ كَانَ عَبْدًا مُجَدَّعَ الأَطْرَافِ”.
رواه مسلم

وحديث ثالث:
“عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا بُويِعَ لِخَلِيفَتَيْنِ فَاقْتُلُواالْآخَرَ مِنْهُمَا ” صحيح مسلم.
وهنا نطرح سؤال، أين هذا الحديث من حديث آخر يقول:
“والذي نفسي بيده لَقَتْلُ مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا” رواه النسائي.
وهو يتماهى مع الحديث الذى يقول:
“لهدم الكعبة حجراً حجراً أهون من قتل المسلم”.
صح أم لم يصح ، مرفوع أو معناه صحيح كما ورد.

ثم دعونا نقف ونتأمل هذا الحديث الأخير:
“حدثنا قتيبة عن مالك عن سمي ((مولى)) أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق فأخره فشكر الله له فغفر له ثم قال الشهداء خمسة … الخ”.

ويهمنى منه أن أطرح سؤالا على العقلاء، فاذا كان أحد رواة هذا الحديث، (مسلما) وصل درجة من الصلاح والثقة فيه أن روى حديثا صحيحا، فلماذا استمر مولى أى (خادما) و(مسترقا) لولا أن الناس لم يكونوا وقتها مهئيين بعد، للتخلص من ظاهرة الرق والأستعباد ومنعها بقانون واضح كما هو عليه الحال الآن فى عصر حقوق الأنسان وميثاق جنيف؟
أيها (العلماء) الأجلاء الأفاضل جزاكم الله خيرا .. أنتم تعيشون خارج العصر والزمان وتفتقدون للثقافة العامة فى أدنى مستوياتها، ولا تملكون حلولا لمشكلات الناس فى زمان العلم والمعرفة، فعلموهم مكارم الأخلاق ومبادئ العبادات وما يصلح آخرتهم .. أما مسألة الحكم وادارة البلاد والسياسة فهى من امور الدنيا قلا تتدخلوا فيها وأنتم جهلة .. اتركوا الشعوب يختارون حكامهم، يثبتونهم أو يعزلونهم بناء على ما يقدمونه من عطاء ووفق افضل آلية توصل لها العقل الأنسانى وهى الديمقراطية الحقيقية دون وصاية أو (قوامة) لأحد طالما كان الناس كلهم، حكاما ومحكومين بشر يخطئون ويصيبون وليس من بينهم نبى (معصوم) أو ملاك (مطهر).
تاج السر حسين – [email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. عليكم بطاعة الحاكم حتى لو كان عبدا حبشيا له ذبيبة على رأسه.

    ده يكون قصده علي عثمان ولا نافع ؟

  2. بعدين كيف حبشي وعبد يكون حاكم في نفس الوقت …. اللهم إلا القصد بأنه حر لكن اسود وفي عرف أهل الجزيره العربيه الأسود هو عبد حتى لو طالت عمامته … ياعالم الرجاء مراجعة وتحديد الهويه السودانيه

  3. “حدثنا مسدد حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة عن أبي التياح عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة” رواه البخاري”.

    كلام من هذا النوع يجب ان ينقح وتنقى منه الكتب الدينية والادبية لأنه فعلا اصبح غير صالح ولا يفيد الادب ولا حتى الاسلام نفسه اذ كيف لعلماء الحبشة المسلمين ان ينطقوا بهذا الكلام على منابرهم وامام شعوبهم وهو يحط من قدرهم بصريح العبارة وكيف لأمام في السودان ان يتفوه بتلك العبارات القذرة المقززة وجميع المصلين من خلفه من السود وهو تفسه سوداني اسود……..! اشك في ان تلك الاحاديث فعلا قد خرجت من قم الرسول الكريم وهو الذي اتى لتعق البشرية وقد جعل بلالا الحبشي مؤذنه الخاص رغم وجود بني كنانه من حولة وهم معروفون بسلامة النطق والفصاحة والبلاغة في القول وتقعيد الكلام فالمؤكد ان تلك الحاديث قد حشرت لاحقا في كلام الرسول من قبل الجهلاء وذوي الهوى وكل من كانت تأخذه العزة بالاثم…..

    في يوم من الايام عندما كنا في صفوف الدراسة بالمرحلة الثانوية كنا ندرس معلقة عنترة بشرح الزوزني وقد ورد في حاشية الكتاب ان الزنوج هم عبيد السودان وعندما تنبهنا لتلك العبارة قمنا بقذف كتب الملقة في الهواء ولعنا ابو الزوزني ذاته وتوجهنا الى مكتب الناظر وسجلنا اعتراضنا دراسة المعلقة وطالبنا بالرفع الى الوزارة والطلب بسحب الملعقة من المقررات اذ كيف نقوم بدراسة مؤلف يصفنا صراحة بالعبيد ولكن لم ستجب لنا احد وكانت المعلقة اجبارية في امتحان الادب العربي لا يحصل على الشهادة السودانية كل من لا ينجح فيه…!!

    تلك هي ثقافة بث الكراهية بين بني بشر والتحريض على العنف والعنف المضاد بين بني الانسان وبحسب متلطبات العصر فقد اصبح لازما على مراكز صنع القرار في جميع انحاء الدنيا العمل على تنفية تلك المفردات التافهة من لغات الاديان والعلم والأداب وإلا ستكون النتيجة المزيد من الكراهية والتنافر والعنف بين بين الانسان……

  4. عندما تقول ولو ولى عليكم عبد حبشى تعادل عندنا لو القيامه قامت..هذا الحديث العنصرى البقيض لا يمكن ان يصدر من شخص لا ينطق عن الهوى يسئ للناس الى يوم اليامه على اساس الون او الجنس هل يعقل ان يميز الله بين عباده على اساس الون او الدوله او القبيله وما الذى يجعل الله يحب الون الابيض ويكره الاسود هل هو مثل البشر فى ميولاته….لن اقبل اى شئ لا يقبله العقل وان وضعوا سيوف الدنياكلها على عنقى

  5. الأعزاء المتداخلين المحترمين جمبعا
    ومع تقديرى الأكيد لأرائكم، لكننى كتبت:
    “لسنا مع محاكمة التاريخ لكننا ضد استعادة ذلك التاريخ ليحكم العصر الحديث بمفاهيم لا تناسبه”.
    واضفت:
    ونحن لا نشكك فى صحة حديث نبوى ولا فى نبؤة محمد (صلى الله عليه وسلم) ولا ينبغى لنا ذلك.

    والمجتمعات الفديمة بما فيها الأديان كان فيها الأستعباد والأسترقاق ولم يكن ذلك الأسترقاق باللون ومقتصر على السود وحدهم، ومن غلب سلب .. وأسترق الروم والفرس وحتى أمريكا رمز الديمقراطية فى العصر الحديث كان فيها حتى وقت قريب استرقاق وتمييز عنصرى، فالتاريخ له ظروفه وحكمه مهما كان قبيحا .. لكن المشكلة وما هو غير مقبول وغير منطقى أن يستمر ذلك التاريخ القبيح وثقافته الى يوم الدين.
    ولمن لا يعرف غالعبيد (الحبش) المذكورين فى الحديث هم نحن وبالطبغ معنا الأثيوبيين الحاليين وكثير من الأفارقة .. مرة أخرى لا توجد لدينا عقدة أو مشكلة مع الماضى، لكن المشكلة تكمن فى أن بصر من يقال لهم علماء وهم جهلاء بأن يستمر ذلك الماضى بكلما قيه من قبج حاكما حتى اليوم ثم لا يشعروا بالحرج وبضرورة تقديم ما يلائم الناس والعصر.

  6. كاتب جاهل جهل مركب ضالّ ومضلّ يفهم النّصوص خطأ ويذهب بها ويشرحها على هوى نفسه ليخدم أغراضه الّدّنيئة واعلموا أنّه من اليساريين ، وخذ المعنى الصّحيح : أولاً الخطاب في الحديث لأهل مكة وقد عُرفوا قبل الإسلام بالتّفاخر والتّباهي والعزّ والشّرف والرّسول (صلى الله عليه وسلم)أراد أن يُربيهم على طاعة الحاكم المسلم الذي لا يأمر بمعصية و(لو) هنا يقول النّحاة عنها : حرف امتناع لامتناع أي لو جعل والياً عليكم خارجيّاً ليست من قريش ولو ( عبداً من الحبشة ) والعبوديّة هي لله يا جاهل والإسلام حرّرَ النّاس منها وجعلهم أحراراً فأصبح النّاس عبيداً لله خالقهم والرسول (صلى الله عليه وسلم) في حديث عن نفسه قال : أفلا أكون عبداً شكوراً. ومن حقّ أهل قريش أن يكون أمير المؤمنين منهم -صحبوا الرّسول (صلى الله عليه وسلم) واقتدوا بسنته وهم أفصح لساناً من العبد الحبشيّ – ولو تناولت لك مثالاً من عصرنا الحديث : أيام تولي مرسي الحكم في مصر طلب منه الإعلامي عكاشة في قناة الفراعنة أن يضمّ السودان لمصر لأنه لا يعترف بدولة اسمها السّودان ولا بالرّئيس السّوداني ويرى أنّ السّودان جزء من مصر وقد كان السّودان كذلك أيام الحكم التّركيّ المصريّ ونحن لا نًنكر ذلك والتّاريخ موجود – ولكن لأنّ ذلك أصبح في حكم الماضي قام أهل السودان وقعدوا وقد تناولت وسائل الإعلام المختفةفي السودان هذا الخبر بالرفض – فما بالك الرّسول (صلى الله عليه وسلم) يُربّي أصحابه على طاعة الحاكم المؤمن ولو كان خارجيّاً من غير أهل قريش .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..