عزيزنا فضيلي جماع (ليس علينا في القابضين سبيل)

في عز الخريف و هداوة الريف حينما يسدل الليل ستائره و تسكن المهج و تتمدد الأجساد لتنفض على الفرش أنات الضنك و الكدح توطئة للإستعداد ليوم جديد … تقتحم حصون الهدوء معمعات الضفادع بأصواتها المتنوعة لتعلن عن وجودها في حالة هي أقرب إلى ( إستلام الوردية ) , فكثير من الأقلام اللبقة الرنانة و من بينها قلمك آثرت الصمت الذي يدس خلف دهاليزه صوارم المنطق و لظى الحقيقة التي إن إشتعلت كي تضيء دجى الكبت اللعين حتماً ستحرق عويش أهل الضلال … آثرت الصمت حينما شرعت بعض الأقلام في التهافت على لبان رمز الحرية كأشطان بئر واهمة بأن كل طعنة ستتوغل في جسد العملاق الثوري مخلفة أثر النقيع الذي تعول عليه كثيراً في إنهاكه , فقد نسيت تلك الأقلام اليافعة بأن بحر المنطق يعج بالحيتان و أسماك القرش التي إن لزم الأمر ستلتهم كل ما يتداعى امامها من بغاث الأسماك و شرذمة الضفادع , على كل و في راهن الوقت فقد إكتظ الأثير بركامات كثيفة من الإشارات المبتعثة من أقمار العصر الحديث محملة بخزائن المعلومات التي دنت من حد الإنفجار مدججة بسلاح المعرفة و الحقائق التي درجت أنظمة القهر على إلباسها ثوب العتمة بغية التضليل للبسطاء و التنكيل بكل من يستل يراع المناوئة , فالمعلومة و ربما الحقيقة في هذه الآونة أضحت ملكاً للجميع حتى المتمترسين فيما وراء البحار ناهيك عن قاطني لجج الهامش الذين ما قتئوا يمارسون العزوف التلقائي عن مشاهدة و متابعة وسائل إعلام التضليل البائسة بأخذ حق اللجوء الإعلامي نحو المخبوء من جاذب القنوات الفضائية بين ثنايا أجهزة الديجيتال , فضلاً عن الإعلام الإلكتروني الذي تفوح منه رائحة الحرية العطرة أو ما توفره خدمة الإنترنت بصورة عامة حتى صار الفاصل ما بين الحقيقة و الوهم هو مجرد الضغط على أحد أزرار الريموت كنترول و ما بين الصدق و الكذب هو مجرد تحريك مؤشر الفارة للضغط على رابط التصفح و ما بين الحجة و الهراء هو مجرد تحريك شريط التمرير للأسفل او للاعلى , فكل هذه الأتون و غيرها من ملاذات الباحثين عن الحقيقة و الحرية و الديمقراطية لم تذر حجة لأي مطلع في أن ينزوي أو يتقوقع في زنزانة الإعلام المحلي المطلية بدهان الخداع و المفروشة بالتطبيل و المعروشة بلغو الحديث , فلتطمئن إذن يا أخي فيما يتعلق بمقاطعة الهراء ذا الطابع (الهردبيسي) في وسائط الإعلام المتنوعة لا سيما و أن تيار الوعي العام يهدر بين جموع شعبنا الصامد غير آبه ولا مبالٍ بما يعترضه من متاريس فيما تنزلق خطرفات و هرطقات القابضين أجر الهرطقة بصورة مريعة نحو الهاوية , فلنستبشر خيراً ببزوغ فجر التغيير و إطلالة شمس الحرية و إنقشاع سماء العدل , فالضفادع المذكورة أعلاه مهما إنتفخت اوداجها فموسم ضوضائها لا محالة ماض حتى و إن استدعى الأمر تدخل الضفادع البشرية لإنتشال مطهري الأعراق من بين جموع الأبرياء , خاصة بعد الإكتشاف العلمي الحديث بأن هنالك عينة من الضفادع لها سم بإمكانه مداواة سرطان البروستات دون إلحاق الأذى بباقي الخلايا .
أخي : لقد أوفيت الحرية حقها في الدرر التي نشرتها في تحفة هذه الصحيفة الغراء , فجزيت خيراً

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. جزيت خيراً يا عمر الريح رشاش لهذه الكلمات الصادقة في حقّ أديبنا الكبير الأستاذ فضيلي جمّاع وهي كلمات قد جاءت في محلّها لما تمثّله كتابات الأستاذ فضيلي من أصالة وجدّة وريادة. ولأنّ الرائد لا يكذب أهله فإنّ كتابات الأستاذ جمّاع كالسيف تقف وحدها.

    هناك أحداث جسام تمرّ بها الساحة السودانيّة الآن ونودّ أن نسمع ما يقول فيها الأستاذ فضيلي تعضيداً لما مضت فيه عائشة الحميراء نيابة عن شعب السودان الفضل.

  2. احلام زلوط انت وشيوخك فضيلي وعرمان فالوعي فينا بات سنة يحيث لانؤتي من قبل -بكسر القاف – نواعم الملمس خبيثة السموم امثالكم ومن لف لفيفكم

  3. ليس من الحكمة – وحربنا ضد النظام فى نهايتها باذن الله – ابداء اى تعليق سالب فى حق الاستاذ فضيلى جماع فالرجل مشكور على كتاباته الرائعة عن هموم الوطن ولكن ياعزيزى الفاضل الا ترى ان هذا الاطراء الكبير يفوق الجهد الذى قدمه استاذ فضيلى فى مجال السياسة ؟؟ لا احد يختلف معك فى المكانة الادبية للاستاذ فضيلى ولكنه فى الشأن السياسى قد وصل متأخرا فقد صمت فضيلى كثيرا حين كنا نتطلع لصوته كمثقف مناضل وقد بدأ الكتابة فى السياسة فى الوقت الذى نتطلع فيه لعمل (ميدانى) فما عاد هناك امرا ملتبسا او مستورا لتكشفه مقالات الادباء .. الاطراء الزائد ربما يولد انتهازيين او سارقين لعرق الغير واربأ بالاستاذ جماع ان يكون منهم
    اقول قولى هذا ولا ادرى عن اى ضفادع تتحدث فقد كنت منقطعا لمدة اسبوع كامل عن متابعة الراكوبة .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..