الثاني من يناير من كل عام يوماً قومياً للإنفاق وليضحي يوماً عالمياً للإنفاق و العطاء

الثاني من يناير من كل عام يوماً قومياً للإنفاق وليضحي يوماً عالمياً للإنفاق و العطاء
إعداد:إسماعيل آدم محمد زين
لكم أسفتُ عندما أخبرني زميل ياباني مبعوث من شركة ميتسوبيشي لورشة عمل بولايات أميركا المتحدات عن أيام إجازته السنوية التي لا تتعدي ال 20 يوماً و لم أدري شعوره الحقيقي عندما أخبرته بعدد أيام إجازتي السنوية والتي إستطالت لتبلغ ال 60 يوماً.لعله شعور بالحسد و ربما بالغبطة و ربما بشئ آخر ! و لكنني دهشت عندما أخبرني وقتها في العام 1987 بأن دخل شركة ميتسوبيشي للتعدين بلغ حوالي 3 ملياردولار أميركي ! و لم أكن أعرف غير شركة ميتسوبيشي للسيارات و للإلكترونيات !
لا أُريد أن أنكأ جراحاً أو أزيد طيننا بللاً ! و لكن عند النظر في حالنا في مجالات العلوم أو التكنولوجيا أو التعليم و غير ذلك من أنشطة الدولة و المجتمع و الفشل الواضح للكثير من مؤسساتنا و مشاريعنا، لا أجد أفضل من كلمات السياسي المصري الأشهر ” مافيش فايدة !”
لذلك أجد عزاءً فيما كتب بروفسير/ محمد عبد السلام و دعوته للمساهمة في إثراء الحياة و مبادرته لتحريك جمود عالمنا ، حتي لا نوصم بعدم إضافتنا لهباءة في العلوم و التكنولوجيا ! لذلك علينا بالنظر في المجال الإنساني و علوم الإجتماع لعلنا نجد شيئاً ! لعلنا !
وهذه الدعوة للنظر في تخصيص اليوم الثاني من شهر يناير في كل عام يوماً للعطاء و الإنفاق مع الجد و الإجتهاد ليصبح يوماً عالمياً للعطاء ! و قد يُذكرني أحدهم بعدد الآيات القرآنية التي تزيد عن السبعين و هي تحث و تحض علي الإنفاق و بذل المال ! و لكن تُري هل نحن أكثر إنفاقاً من أهل الغرب الكافر؟ و أيهم ينفق أثرياؤهم أم أثريائنا ؟ و أيهم أكثر إنفاقاً ؟ الرجل العادي عندهم أم عندنا ؟ و كم يبلغ عدد المنظمات الطوعية هنالك ؟ و كم عددها هنا ؟و كم تنفق من المال هنالك و هنا ؟و كم يبلغ عمر منظمتهم الأشهر ؟ ستكون الإجابة صادمة ؟
لذلك أدعو لتبني يوم 2 من شهر يناير من كل عام ليصبح يوماً للإنفاق و لنسعي ليصبح يوماً عالمياً للعطاء.و لنقدم جميعاًعلي إنفاق ما يتيسر من المال في وجوه الخير و البر الكثيرة ? للمسكين و الفقير و إبن السبيل، لطلاب العلم في المدارس و الخلاوي و الجامعات. ليقدم الجار لجاره و الموظف لزميله و الطالب لأخيه الطالب، و لنسعي لغرس هذه القيمة منذ الصغر في نفوس الأبناء و البنات و لاندربهم علي ذلك- إمنحوا الأطفال هدايا لهم و أُخري ليقدموها لصحابهم و زملائهم في الخلوة و المدرسة و للكبار من الأبناء و البنات في الجامعات .و لتكن الهدايا متشابهة حتي لا يفكر الطفل في الإحتفاظ بها لنفسه و حتي يتجنب التنازع بين الإهداء و الإمساك ! أو الإحتفاظ بها لنفسه!
يوم 2 يناير يعقب يوم 1 يناير يوم الإستقلال و الحرية، فليكن يوماً للتحرر من شح الأنفس و البخل ! في هذا اليوم نتحرر من شُح أنفسنا و من البخل و تنازع النفس الأمارة بالسؤ ، كما يجب ألا نخلد للراحة و الإستجمام و التبطل !ليكن يوم عمل مع ممارسة قيمة الإنفاق. يوماً للتحصيل في المدارس ? مع تذكير الطلاب و الطالبات في طابور الصباح بقيمة الإنفاق و الكرم و بالفوائد التي تعود علينا ? سعادة في القلب و بركة في المال و زيادة في العمر. و لنبرز سيرة الكرام من شعبنا و من الشعوب الأخري.
في زماننا هذا نسمع عن رجال و نساء ينفقون في سخاء :مثل بيل قيت و مؤسسته المعروفة و زولنا السمح/ محمد فتحي إبراهيم ، المهندس و المخترع و المحسن الذي إشتهر بلقب مو إبراهيم ? صاحب مؤسسة مو و جائزة مو للحكم الرشيد في إفريقيا جنوبي الصحراء و في باله الحكمة التي تقول بأن السمكة تفسد من رأسها ! لذلك خصص 3 بليون دولار أميركي من أمواله للصرف علي هذه الجائزة و أوكل أمر الإختيار لجامعة هارفرد الأمريكية.قيمة الجائزة 5 مليون دولار أميركي و 200000دولار راتب شهري مدي الحياة للرئيس الإفريقي الذي يتم إختياره. و لا عجب أن حُجبت الجائزة في بعض الأعوام ! إذ لا يوجد من يستحقها ! و يا لضيعة إفريقيا !
لن يبقي إلا العمل الطيب ! ستنقضي الأعوام- أربعة و خمسة ، عشر و عشرين و ستنتهي نظم الحكم و الدول كما إنتهت إمبراطوريات.لقد شهدنا في زماننا هذا نهاية روسيا و إضمحلال بريطانيا و إفلاس أمريكا! و لكن تأتي الأيام بعيد النيروز و ميلاد المسيح ، و أيام أُخريات جعلوها أعياداً للعمال و للمرأة و السلام ، فلتكن مساهمتنا بهذا اليوم و ليكن هديتنا للعالم نحتفي به و به يحتفون و قبل ذلك نلتمس به حباً و عطفاً لأهلنا في دارفور و النوبة و كردفان و في الجنوب القديم و الجديد و للناس كافةً و ليكن شعارنا ” تهادوا تحابوا” و ” لتحابوا ! تهادوا” و لتحل البركة في أموالكم و السكينة في نفوسكم و ليدم الود بينكم .
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..