دخول المهدي للبلاد وحكاية قطة أنشتاين

أن يقع حدثان أحدهما أخطر على الأمن والسلامة والاستقرار السياسي من الآخر، فتترك الجهات المسؤولة عن حفظ الأمن وصيانة السلام المجتمعي والحرص على ما يجمع الفرقاء لا على ما يزيد فرقتهم،أن تترك هذه الجهات ما هو أخطر وتنشغل بالآخر، فتلك مفارقة ما كان لها أن تقع فيها، تذكرنا بالمفارقة المروية عن إينشتاين، العالم الغني عن التعريف صاحب نظرية النسبية،وقريبا من ذلك أن تكون هناك مثلا مشكلة تقتضي معالجتها أن تفتح لها كوة أو منفذا ومخرجا، ولكن بدلا من ذلك تسد عليها كل المنافذ والمخارج،المؤكد أن تلك المشكلة ستزداد تعقيدا وربما جرت معها مضاعفات أخرى،ومثل هذه المشكلة مسدودة الأفق يقول عنها المثل الشعبي (زرة كلب في طاحونة)،فالكلب عندما يضيق عليه الخناق وتتم محاصرته في مساحة ضيقة،لا حل له من هذا المأزق و(الأمر الضيق) غير التأسي بشعار ( فلترق كل الدماء، وموت موت حياة حياة) ويصبح أكثر ضراوة وشراسة يستمدها من ارادة الحياة وغريزة البقاء،وظني أن هذه الوضعية تنطبق على حال الامام الصادق المهدي، بعد خروجه من البلاد وتوقيعه اتفاق باريس الذي انزعجت له الحكومة جدا،فقد ظل حاله يراوح مكانه بين مطالبين بعودته للبلاد من غير اشتراطات لأهمية وجوده على طاولة الحوار المزمع،ورافضين لعودته من غير اعتذاره عن اتفاق باريس،الى أن حسم الرئيس مؤخرا هذا الجدل في لقائه الأخير بقادة الأجهزة الاعلامية حين توعد المهدي بأن محاكمة في انتظاره وفقا للقانون الجنائي اذا عاد الى البلاد…
يُقال ان إينشتاين كان مولعاً بتربية الحيوانات الأليفة، وكانت لديه قطة تزعجه جداً بكثرة دخولها وخروجها من الباب، تظل تموء أمام الباب حتى يفتح لها لتخرج، وبعد لحظة تعاود المواء ليفتح لها لتدخل، وفي كل مرة كانت تقطع عليه حبل أفكاره وانشغاله بأبحاثه، فكّر في وضع حد لمعاناته مع القطة، فهداه تفكيره إلى ما اعتبره (بجلالة قدره) فكرة عبقرية، كانت (الفكرة العبقرية) من العبقري إينشتاين هي عمل فتحة في أسفل الباب تسمح للقطة بالدخول والخروج كما تشاء دون أن تزعجه، نجحت (الفكرة الجهنمية)، وارتاح اينشتاين من ازعاج القطة، ولكن هذه الراحة لم تدم إلا قليلاً حيث وضعت القطة التي كانت حاملا ثلاثة قطط صغيرة، وأول ما لاحظ العالم الكبير هؤلاء القادمين الجدد سارع الى عمل ثلاث فتحات صغيرة الى جانب الفتحة التي سبق أن حفرها لأمهم، بمظنة انه بذلك يستبق ازعاجهم المتوقع وفات عليه أن الفتحة الأولى كانت تكفي ولم يكن هناك داع يجعله يحوّل الباب الى ما يشبه الغربال…صحيح أن انشتاين قد أضر بالباب حيث كانت فتحة واحدة عليه تكفي بدلا من الثلاثة التي أضافها وشوهته،ولكن تخيلوا مقدار ما كان سيعانيه من ازعاج لو أنه لم يفتح أي منفذ لهذه القطط
التغيير

تعليق واحد

  1. (الاسم سالم)… فانت ليس بحيدر ولا مكاشفي . هذا زمان خلع الباب يا هذا .. فلا مكان للجبناء بيننا

  2. لا ادري لماذا اتذكر صغار الصبية المتنمرين كلما رايت او سمعت رئيسكم الهمام … اولئك الصبية فاقدي التربية الذين يتحرشون بغيرهم و يهددونهم بلا داع و كل كلمة و التانية ” طالعني الخلا ”
    عقلية رئيسكم لم تنمو و لم تتغير منذ ايام طفولته التعيسة و هو يحكمكم بنفس عقلية الشفع الصعاليك.

  3. اى ابله ودلاهة وغبى عارف انه ناس الانقاذ ما خايفين على السودان هم خايفين على نفسهم وفقدان سلطة وثروة وبرطعة فى خلال اكثر من 25 سنة عملوا بلاوى وهسع تفكيرهم كله فى المخارجة وامال هم ما عايزين حل مشكلة السودان كله باجماع و توافق وطنى ليه ويجزأوا الحلول ما عشان يثبتوا سلطتهم باغراء المعارضة المسلحة بالمناصب والامتيازات والمعارضة السلمية هم بيقدروا عليها بالاشاوس ناس الامن وقوات التدخل السريع وهلم جرا ويخلوا تحرير حلايب والفشقة للمهنيين وقوى المجتمع المدنى!!
    اقسم بالله الزول الما عمل حاجة او افسد ما بيخاف من تسليم السلطة للشعب والحركة الاسلاموية الغلط راكبها من راسها لاخمص قدميها يعنى هم خايفين من تفكك البلد وتمزقها وعدم استقرارها السياسى ووضعها الاقتصادى الممتاز ولا كيف؟؟؟ما تقولوا لى ان السودان فى عهد الكيزان دخل مجموعة العشرين الاقتصادية؟؟؟

  4. يا المكاشفي ،مالك بتهضرب! انت محموم؟
    ناس الأمن عملوا فيك شنو!
    نأمل أن لا يكون ارتجاج في المخ أو كسر في ….

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..