نمر.. اخر ملوك شندي (3)

بعد ان استقر الحال للمك مساعد غرب النهر بالمتمه سيداً على قومه السعداب.. استوى نمر ملكاً على اهله الجعليين في شندي، وانفصلت الدامر يحكمها شيوخ المجاذيب، وصارت دامر المجذوب منارة للمعرفة، ومركزاً للتعليم الديني، وقبلة لطلابه من الجعليين والشايقية وقبائل المنطقة.
أزعج الشايقية المنطقة بتحركاتهم وغزواتهم وتسللهم عبر الصحراء، الى شواطئ النيل في أرض الابواب، والاعتداء على سكان المنطقة وسلب مواشيهم وسبي نسائهم، وعلى الرغم من الحال المائج والمائل، ظلت الدامر في ظل حياد عاقل فرضه شيوخها وظلت تستقبل أطفال وصبيان الشايقية والجعليين، تلقنهم كتاب والحرف العربي على لوح خشبي مدوزن بـ (الشرافة) نهاراً وليلاً، على ضوء تقابة لم تخمد نارها حتى الان، وتلقمهم من مائدة المجاذيب الوافرة بالكرم الفياض حتى يشبون على الطوق، فتياناً مزودين بالمعرفة الدينية والدنيوية.
? الترقب فب الجو الخانق
في عام 1808م تحالف الهدندوة والشكرية ضد البطاحين والخوالدة، بدعوى حماية قطعانهم من النهابين والهمباتة، واستطاعوا بحلفهم القوي دحرجة اعدائهم الى شمال غرب البطانة.
بعد عام من الحملة المشتركة توفي ابوالكيلك وزير الهمج، وتولى الزمام بعده شقيقه عدلان الذي لم يطل بقاؤه على كرسي الحكم، اذ تمت تصفيته واغتيل في العام ذاته نتيجة للتكتل السياسي بين سلطان الفونج (رانفي) وفي معيته بعض القبائل العربية تعاضدوا ضد الهمج الذين اذاقوهم في السابق الامرين عندما كانوا في قمة السلطة السياسية والعسكرية في البلاد.
في ظل هذا المناخ الخانق، التف الجعليون في شندي حول انفسهم، يرقبون الازمة من البعد وهم بمنأى عن صخبها وقتامتها ودمائها.
? ذراع الباشا بين شندي وجدة
بعد طرد السلطان هاشم ملك المسبعات من كردفان بواسطة الهمج وتمت تصفية ابنه عيساوي في سنار، بعد ذلك اتجه السلطان المخلوع صوب الشمال الى ديار الشايقية مع عدد من بناته الى ملوك الشايقية الذين كانوا في نزاع ومشاكسة مستمرة مع الجعليين، ولكنه اتهم بالتآمر مع أشقاء المك نمر وانتهى حبيساً في انتظار الموت حتى تم أعدامه بتهمة الخيانة في عام 1913.
خلال ذات العام تقدمت حملة محمد علي باشا عبر ابواب مدينة شندي الى المحروسة سنار، وكانت حاضرة المك في ذلك الوقت مورداً مهماً للماشية والابل، يصدر سوقها اربعمائة رأس من الابل شهرياً الى الحجاز مثلما كان الملك نصرالدين ود عدلان ابوحجل ارباب بربر يصدر الخيل عبر البحر الاحمر الى الشواطئ الحجازية لدعم حملة محمد علي باشا ضد الوهابيين.
غادر الملك نصر الدين دياره في رحلة بعيدة عنها، فاغتنم الفرصة ابن اخيه ووريثه علي ود تمساح وانقض على السلطة، وطمع مساعد ونمر في بربر الغراء فغزياها وغنما من خيرها، في هذه الاونة حط محمد علي باشا ورجاله في جده في 21 أغسطس 1813م والتقى المك نصرالدين بنائب ملك مصر وتم الاتفاق في ذلك اللقاء على دعم نصرالدين واعادته ملكاً على بربر، على أن تكون المخيرف احدى مقاطعات مصر، ويتبع ملوك الميرفاب الى الباب العالي في تركيا، ولحق المك نصرالدين بمحمد علي باشا الى القاهرة، وبقي هناك حتى عام 1820 برفقة زعماء دارفور، أبومدين وديبالو ود هاشم اللذان جاءا الى القاهرة وقطعا وعداً مماثلاً لوعد نصرالدين مع الباشا محمد علي.
? نمر فوق رأس النمر
زار بيركهارت شندي عام 1814م وهو في طريقه الى كسلا، واستضافة المك نمر واكرم وفادته، وصف بيركهارت في هذه الرحلة مدينة شندي ومكها النمر الذي كان يضع على رأسه طاقية من جلد النمر، في هذه الفترة هرب عدد من المماليك من مصر بعد مذبحة القلعة الشهيرة واستقروا في المنطقة، وكان نصرالدين هو الشقيق الوحيد على قيد الحياة للمك نمر، وكان للملك عشرون من الجنود كحرس شخصي، لم ينالوا حظهم الكافي من التدريب مما عرض رسل محمد علي باشا للخطر وهم يرمون نيران بنادقهم المتخلفة احتفاءً بمقدمهم الى شندي، أدى ذلك الى فرض ألف جنيه سنوياً كضريبة على المك نمر مقابل دخول البضاعة والعبيد الى حدوده.
? الفتنة الكبرى
في عام 1818م قتل علي ود البرير (البطحاني) الشيخ حمد ود أبوسن (شكرية) بالقرب من الصفية في وسط البطانة عندما أحس ود برير بالخطر هرب الى شندي مستجيراً بالمك نمر، فأجاره المك حسب ثوابت القبلية واعراف ذلك الزمان، طلب الشكرية من المك تسليم الفارين، ولكن نمر رفض تسليمهم متجاهلاً نصيحة عمه سعد.
زحفت قبيلة الشكرية الى شندي في حشد كبير، وتقدمت الى هناك حتى وصلت الجبال القريبة من حاضرة المك، وأناخوا ابلهم وزواملهم وأرسوا مضاربهم استعداداً للرب، وسميت تلك المنطقة بـ (المعاقيل) حيث (عقل) الشكريه رواحلهم بالقرب من الجبل الذي سمي (المعاقيل) مؤرخا ذلك المشهد التاريخي.
كان ركب الشكرية مهوولاً يضم العوائل والصغار بجانب الشيوخ ولم يبق في ظهرهم أحد، كانت كل القبيلة في صحبة المقاتلين بحثاً عن قاتل شيخهم لغسل عارهم وأخذ ثأرهم، ولا بأس من التصادم مع الذي أجاره ويعنون المك والجعليين.
وفقاً للعادات والاعراف القبلية عند عرب السودان، هددوا شندي وملكها بحرب لاتبقى ولا تذر مثلما حدث من قبل لمدينة أربجي حيث أحالها الشكرية الى خرائب.
وبدأت الوساطات لاطفاء النيران التتي بدأت (تعلب) في المنطقة، وتدخل شيوخ المجاذيب ولعبوا دوراً كبيراً لايجاد حل سلمي بالوساطة والمفاوضات.
في تلك الاثناء هرب علي ود برير من شندي، فزحف الشكرية الى ابودليق وقتلوا كل من وجدوه في طريقهم من البطاحين، وسالت الدماء أنهاراً في واحدة من مآسي المنطقة التي غشتها لعنة روح شيخ الشكرية القتيل.
? شندي تحت سنابك خيل الاتراك
تأجل الزحف التركي الى السودان عدة مرات حتى تم تنفيذه عام 1820م، وتقدم جيش اسماعيل باشا مصطحباً في معيته ملوك أرقو وبربر، إحتل الاتراك بربر واعادوا تعيين الملك نصرالدين (كاشفاً) على المنطقة في الخامس من مارس 1821م حت قيادة محو بك الحاكم التركي ذائع الصيت، وعزل الحاكم علي ود تمساح ونفذ فيه حكم الاعدام بتهمة التآمر ضد الاتراك.
احتلت القوات الزاحفة مدينة شندي في 21/3/1821 وارسل المك نمر برسالة الى ابنه محمد يدعوه للاستسلام لإسماعيل باشا، ولكن الباشا الممتغطرس رفض استسلام محمد وطلب حضور المك نمر شخصياً لمعسكر الاتراك لإعلان استسلامه واذعان القبيلة.
يتبع
[email][email protected][/email]
احتلت القوات الزاحفة مدينة شندي في 21/3/1821 وارسل المك نمر برسالة الى ابنه محمد يدعوه للاستسلام لإسماعيل باشا، ولكن الباشا الممتغطرس رفض استسلام محمد وطلب حضور المك نمر شخصياً لمعسكر الاتراك لإعلان استسلامه واذعان القبيلة.
يتبع
اسلوبك في السرد جميل الي حد بعيد عموما تبقي صفحات غير منسية من تاريخ الامة السودانية..
تاريخ اسود نحن من زمان كدة يعنى ما جديد الكلام الحاصل اليومين دى
السيد / أحمد طه
هذا الموضوع قد قمت بترجمته في ونشره بسودانيزاولاين في يوليو 2013م
لتعم الفائدة الرجاء الإطلاع على البوست المرفق لإضافة ما تراه مناسباً
http://www.sudaneseonline.com/board/440/msg/1374145676.html
محمد البشرى – الدوحة
تزييف التاريخ غير ممكن وما تحاول كتابته لا يعدو سوى إنعكاس لعقدة ستلازمكم عبر التاريخ، مككم جبان وشارد مثلما البشير جبان وهارب من العدالة. عيشوا عاركم ولا تزعجونا بافتراءاتكم وتدليسكم، جبناء وظللتم تعيشون في كنف الإستعمار والمؤتمر الوطنى تمتصون دماء الوطن مثل البراغيث قبل أن تقوموا بفصل جنوبه، فضوها سيرة وغطوا وجوهكم، خزى وعار وجبن وغدر وخيانة ليس أكثر.
المك الهارب الذي هرب وترك النساء تحت رحمة الجنود الباشويين الى ان اضطرو لرمى انفسهم في النيل من هول ما شاهدنة من الاغتصابات التي يقال انه لم يحصل مثلها في تاريخ السودان الحديث واليوم يحكم السودان احفاد ذلك الجبان الهارب الا ان هذا الحفيد زاد الطين بلة عندما طلع بخصلة الرقص اضافة الي انه مخصي نسبة الى جده الاكبر كافور الاخشيدي اذا السؤال الذي يطرح نفسه ماذا استفاد السودانيين من هذه القبيلة المستعبدة منذفجر التاريخ غير زرع الكراهية ومحاولة مسح ماورثوه من آباءهم واجدادهم من جبن وغدر وقلة المرجلة والله انا ياجماعة ما في حاجة بتفقع لي مرارتي الا انو السودانيين الاعزاء والكرماء اصبحو ياكلون لحم الحمير والخنازير وابو الشلاليف والجعبات الكبيرة قاعد في القصر ياكل ما لذ وطاب لكن كما قلت لكم انتم الجعليين مع زوال حكم الجبان الهارب شوفو ليكم بلد تاني لانني استطيع ان اقول لكم ان الشعب كافة في غيظ منكم وينتظر لحظة سقوط هذا الشرذمة عندها لكل حادث حديث
خالص التعزية للسيد كاتب هذا المقال التاريخي المرتب والمؤدب ويا اخوتنا في الراكوبة لماذا السماح باختطاف الأمور والخروج علي النص المفترض ونشر مثل هذه اللغة الهابطة والمفردات القبيحة ومحاولة الوقيعة بين مكونات هذه الامة السودانية العظيمة بمثل هذه اللغة التي يسمونها في مصر بلغة الحواري .
لقد اعتاد الناس في قاهرة التسعينات علي منشورات تحتوي علي مفردات مماثلة يتهجم فيها شخص معروف عنه علاقته بالسفارة ظل يتهجم فيها علي رموز الأحزاب الذين نالهم نصيب معتبر من تلك البذاءات. ذلك الشخص عبر الحدود لاحقا الي ليبيا ووضع نفسه تحت تصرف مخابراتها وكتب الاف الصفحات ضد زعيم المعارضة الليبية والرئيس الليبي المؤقت لاحقا الدكتور محمد يوسف المقريف مستخدما مفردات في غاية القبح ومعلومات مضروبة عن علاقة الرجل بالموساد وعن معسكرات تدريب أقامها الامريكان في جبل أولياء واصبح الرجل مطاردا من فرق الموت الليبية حتي انقذته الثورة وسقوط القذافي والقصص تطول عن سهولة التهجم علي الرموز وكرام الناس من البعض.