جنوب كردفان والفرصة الذهبية

دار جدل كثيف خلال الفترات الماضية عن المنظمات الدولية فى السودان وجدوى عملها ومنها من طردت وبعضها اتهم بتبديد المال المخصص لخدمة المواطنين فى الصرف الادارى وان كانت التهمة هذه لاستند الى دليل مادى او حيثيات مقنعة تدعم صحة قول اصحابها مما يجعلها فى اطار نظرية المؤامرة التى تشبع بها الكثيرون ، ولكننى اليوم وقفت على نموزجا مشرقا ربما يغير الصورة المرسومة لمنظمات الخارج ليس كلها بالطبع ولكن البعض منها سيما التابعة لمنظمة الامم المتحدة
انها منظمة ذهب مديرها القطرى الى ولاية جنوب كردفان وطاف ميدانيا بانحاء كادقلى وريفى الدلنج ليتلمس الاحتياجات فى ظروف مناخية وامنية يعلمها الجميع ،وعندما تعرف جيدا على واقع التعليم والمياه بجانب الصحة ذهب واجتمع بوالى الولاية وعرض ليه منحة من المنظمة ترك تحديد مقدراها للولاية ، نعم لم يحدد الرقم هو بل قال لوالى جنوب كردفان المهندس ادم الفكى سندفع لكم للمجالات الثلاثة وتطويرها مبلغا مثل الذى تقدمه حكومتكم لها ومتى ماتقدمتم بذلك فنحن جاهزون
هى منظمة اليونسيف المعنية برعاية صحة الامومة والطفولة والتعليم والمياه ،بالله عليكم هل سمعتم بمنظمة عرضت مثل هذا العرض على ولاية او حكومة السودان ، ولكن المدير القطرى لهذه المنظمة القادم من بلجيكا فعل ذلك بعد راى بعينه كيف يجلس الاطفال فى الشمس خارج الفصول المكتظة لكى ينالوا تعليمهم وخبر مدى حوجة الاهالى لمصادر المياه سيما المضخات والمحطات ذات الصهاريج ولعل من الهم هنا ان اخبركم بان فريق يونسيف بالولاية الذى ينفذ هذه المشروعات غالبيته العظمى سودانيين ومن الكوادر المثالية فى بلادنا باعتراف رئاسة الوكالة العالمية التى اختارتهم كافضل فريق لها فى العالم من بين اكثر من 190 مكتبا دوليا
هذا الفريق المتمواجد فى كادقلى لم يصل هذا الانجاز والاعتراف من رئاسة اليونسيف بجودة ادائه مصادفة وانما لانها قدم فى احلك ظروف الحرب وبقى فى عاصمة الولاية ابان ماتسمى “الكتمة ” التى هى تفجر احداث العنف داخل المدينة فى 6 يونيو2011م فساهم فى التحصين وتوفير المياه الصالحة للشرب واقام فصولا دارسية ومرافق جعلت احد المعلمين يقول لى ان الوزراة هنا ليس لديها سوى المعلم ومرتبه وبالرغم من هذا العطاء كان نصيب المقر الرئيس لهذه المؤسسة دانتين فى وسط البناية قدر الله اهما لم تنفجران
الكرة الان فى ملعب والى جنوب كردفان وحكومة المركز التى يجب ان تدعمه فى هذه المرافق بميزانية استثنائية لكل يحصل بموجبها على دعم مماثل من المنظمة وقد لاتتكرر مثل هذه الفرصة نسبة للظروف التى يمر بها السودان اولا من اتساع رقعة الاحتياجات والعالم ثانيا من ازدياد وتيرة الصراعات ممايتطلب تحويل بعد الاموال لها او يجعلها محط انظار المانحين ،ومن المؤكد ان ولاية النفير جنوب كردفان التى عرفت بتعاون اهلها فى فعل الخير تمتلك البدائل حال عجزت الحكومة عن دفع مبلغ كبير فالمدارس التى شيدت بالجهدالشعبى والمراكز الصحية خير دليل وهو مايطمئننا ان مبلغا ما سيعد ويوضع امام المدير القطرى ليخرج مثله مالا نتلمسه صحة لاهلنا وماء لهم ولاطفالنا وتعليما للرحل منهم والمقيمين

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..