يوناميد: السلام الحقيقى هو المخرج الوحيد !

للّذين يُحاولون إيهام البسطاء من الناس ، بأنّ قرار ” طرد ” القوات الأُمميّة المعروفة بالإسم المُختصر ( يوناميد ) ، من الأراضى السودانيّة ، و” ترحيلها ” ( قسراً ) ، من بعض أو كُل وهاد وهضاب دارفور ، بقرارٍ آحادى الجانب ، هو أمر ” سيادى ” محض ، تستطيع الخرطوم ، إتّخاذه ، بجرّة قلم ، لتُنفّذه السلطة الإقليميّة ، أو السادة الوُلاة فى دارفور، على عجل ، نقول: ماهكذا تؤتى الأشياء ، وما هكذا تؤتى السياسة يا هؤلاء !!.. وذلك ببساطة ، لأنّ بعثة ( اليوناميد ) لم تدخل البلاد بتأشيرة ( سياحيّة ) ، حتّى تُقرّر السلطات السودانيّة – وحدها – بشأن بقائها أو ترحيلها ، بسهولةٍ ويُسر، كما درجت الأجهزة الأمنيّة ، على ترحيل السثيّاح ، وتسليم طالبى اللجوء من بعض دول الجُوار ” قسراً ” ، لحكومات بلدانهم ” أمنيّاً ” ، وذلك ، مُخالفة واضحة ومفضوحة ، لكل الأعراف الدوليّة فى التعامل مع على اللاجئين ، أو ما تقوم به الأجهزة الأمنيّة من تعسّف مفضوح ، كإغلاق المراكز الوطنية ” أمنيّاً ” بجريمة نشر الوعى ، و العمل على إحترام و تعزيز ثقافة حقوق الإنسان ، أو مُصادرة الصُحف ، وإغلاق دورها بالضبّة والمفتاح الأمنى البغيض ، أو إغلاق المراكز الثقافيّة الأجنبيّة ، أو كما يُطلب من الدبلوماسيين مُغادرة البلاد ، بإعتبارهم ” شخصيات غير مرغوب فيها ” …إلخ .
قوات اليوناميد ، كما يعرف رُعاة الضأن فى خلاء دارفور ، جاءت للبلاد بقرارات أُمميّة معروفة للجميع ، ولا يستطيع إخراجها أو إلغاء (ولايتها ) ، أىّ من كان ، إلّا الجهة التى فرضت دخولها للسودان ، وهذا من المعروف ، فى السياسة الدوليّة بالضرورة ، فكفانا يا هؤلاء ” عنتريّات ” و ” إستكرات ” و” لعب على الذقون ” !.
هذه القوات ستُغادر البلاد ، حينما يقتنع أصحاب القرار ، أنّ الوضع فى دارفور ، قد أصبح مُلائماً لخروجها ، وبعبارةٍ أُخرى ، حينما يعم السلام بمعناه الحقيقى إقليم دارفور والسودان بأكمله ، ولهذا من الأفضل ، أن تعمل الدولة بصدق ، لإحلال السلام الحقيقى فى دارفور ، ومن الأفيد ، عدم إضاعة الوقت والجهد ، فى مواصلة ( مشروع ) الحل و ” الحسم ” الأمنى والعسكرى ، بدلاً عن البحث الجاد عن الحلول السياسيّة المطلوبة ، فقد سئمنا ، هذه التصريحات ، و( شبع ) أهل دارفور من تكرار تصريحات مجّانيّة من شاكلة ” حسم التمرّد ” ، و ” تجفيف ” بؤره ، وقد ملّ الناس – أجمعين ? لعبة إطالة أمد جولات التفاوض ” غير الخلّاق ” وسياحة نقل ملفّات قضيّة دارفور ، بين مُختلف ( الموائد ) و العواصم والبلدان ،على مدى سنوات طوال !. الحل سادتى ، هو التفاوض الصادق ، والبحث الجاد عن السلام الحقيقى والذى لا يستثى أحد .. ويومها ، ستُغادر بعثة الوناميد ، بإنتهاء التكليف… فمتى يفهم هؤلاء ، أنّ سلام دارفور ليس نُزهة ، وأنّ هناك مطلوبات لتحقيق السلام العادل ، يتوجّب توفيرها ، ومن بينها المُساءلة على الجرائم المُرتكبة ضد المدنيين ، والإنصاف والعدالة والتعويضات وإعادة البناء ، و بإختصار ، فإنّ المطلوب هو الذى يُراعى مصالح أهل المصلحة الحقيقيين ، وليس إجراء الصفقات والتسويات المرحليّة !.

فيصل الباقر
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. كفيت ووفيت يا هذا و كما يقول المثل الدارفوري اسمع كلام الببكيك وما تسمع كلام البضحكك و(المي حار ولا لعب قعونج) ما قعونج مامون حميدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..